حلقة نقاشية حول الرؤية والأبعاد الاستراتيجية لمواجهة قوى العدوان
عٌقدت بصنعاء اليوم حلقة نقاشية حول الرؤية والأبعاد الإستراتيجية لمواجهة قوى العدوان، نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة بالتعاون مع دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة.
وفي الحلقة ألقى نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي حمود الموشكي كلمة أشار فيها إلى أهمية تنظيم مثل هذه الحلقات النقاشية لتناول ما يدور في الساحة وما يسطره الجيش واللجان الشعبية من ملاحم بطولية في مختلف جبهات العزة والكرامة.
وقال ” إن إخوانكم في الميدان يرسمون بصمودهم وتضحياتهم أروع الملاحم البطولية في مواجهة العدوان ومرتزقته وما كان ذلك ليتحقق لولا الإسناد الشعبي من كافة فئات المجتمع اليمني والذي مثل سندا وظهيراً مجتمعياً قوياً للجبهات “.
وأضاف” نحن شعب قوي نستمد قوتنا من عدالة قضيتنا ومتعود على العيش في أقسى الظروف، لكن العدو أخطأ في حساباته ولم يحسن تقدير موقف الشعب اليمني القوي والثابت “.
وأكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة أن الغزاة والمحتلين منذ القدم جاؤوا إلى اليمن وخرجوا منه يجرون أذيال الهزيمة وهذه حقيقة تاريخية لابد أن تفهمها قوى العدوان.. موضحا أن العملاء والخونة سلموا للعدو أدق التفاصيل والمعلومات العسكرية عن جاهزية القوات المسلحة خلال إعادة الهيكلة إلا أنه رغم ذلك فشل فشلاً ذريعاً وانكسر تحت أقدام الأبطال في مختلف الجبهات.
وأكد اللواء الموشكي أن الأبطال في الجبهات استطاعوا تغيير أساليب وتكتيكيات القتال وكذا تغيير مجريات المعارك لصالحهم .. مبينا أن ما يجترحه الأبطال في الساحل الغربي أوقف العدو في منطقة الصفر ورغم حجم ونوع أسلحته وعدته وحشوداته الضخمة المسنودة جواً وبحراً إلا أنه لم يستطع إحراز أي نجاح ميداني.
وقال” نحن لدينا الحق الكامل والمشروعية في الدفاع عن أرضنا ومشروعنا الوطني في الحرية والاستقلال وقناعتنا قوية بما نقوم به، فاليمنيين أقرب إلى السلام الذي ينشده الشعب اليمني في تحقيق الاستقلالية الكاملة والعيش بحرية، ما لم فالمعركة مستمرة والنصر حتماً سيكون حليف الشعب اليمني “.
وجدد اللواء الموشكي الدعوة لمن لا زالوا يقفون في صف العدوان العودة إلى جادة الصواب والصف الوطني وأن أيادي اليمنيين ممدودة لهم.
وعبر نائب رئيس هيئة الأركان العامة عن الشكر لكل من أسهم في الإعداد لهذه الحلقة النقاشية الهامة .. متمنيا للمشاركين الخروج برؤى عملية تعزز من الصمود والتلاحم الوطني في مواجهة العدوان.
فيما أكد مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع أن النصر بات قاب قوسين أو أدنى وأن الغزاة والمحتلين الجدد سيرحلون عما قريب كما رحل أسلافهم أذلاء صاغرين.
وأشار إلى أهمية الحلقة لاستخلاص الرؤى من الأكاديميين والخبراء العسكريين حول الرؤية والأبعاد الإستراتجية لدعوات إيقاف العدوان على اليمن من وجهة نظر الدول المؤيدة والمساندة للعدوان.
واعتبر إقامة هذه الحلقة خطوة إيجابية وبداية لسلسلة من الندوات والمحاضرات والتعاون بين دائرة التوجيه المعنوي ومركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة .
وقدمت خلال الحلقة النقاشية ورقتا عمل تناولت الأولى التي قدمها رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة عميد ركن دكتور قاسم مقبل الطويل، الرؤية والأبعاد الإستراتيجية لإيقاف الحرب العدوانية على اليمن الأسباب والمواقف.
وتطرق إلى الرؤية الظاهرة والخفية لأبعاد إيقاف الحرب والعدوان ومقاصدها القديمة والجديدة في التآمر الاستعماري المهيمن .. لافتا إلى المواقف المتباينة والمختلفة داخليا وخارجيا من إيقاف العدوان والحرب على اليمن والتي جاءت نتيجة ضغوط من المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى جانب الجرائم والخروقات القانونية والإنسانية التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن .
وأشار إلى أن الرؤية الظاهرة لأبعاد إيقاف الحرب العدوانية على اليمن، تتمثل في الإنتخابات النصفية الأمريكية لمجلسي النواب والشيوخ واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقي وكذا الضغوط الدولية للخسائر المدنية في اليمن .
وتوقف العميد الطويل عند الرؤية الخفية لأبعاد إيقاف العدوان والمتمثلة في رؤية الماضي التآمرية والحاضر التدميرية والمستقبل في تفتيت وتقسيم اليمن فضلا عن الحفاظ على ماء وجه التحالف والشرعية المزعومة لعدم قدرتهم على السيطرة والنصر.
واستعرض الأبعاد الإستراتيجية لإيقاف الحرب على اليمن والمتمثلة في البعد الإستراتيجي القديم الأمريكي البريطاني في إنشاء ودعم كيانات ذات توجه غربي في الجزيرة والخليج والحماية الأمريكية البريطانية الفرنسية للخليج وإضعاف الكيانات العربية والإسلامية المنافسة لدول مجلس التعاون والبعد الديني والثقافي وتحول السعودية إلى محور إسلامي وعربي مسيطر والتغيير وطمس التأريخ والتحكم بالثروات والممرات المائية.
وأكد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة أن السبب الرئيسي للحرب على اليمن، هي السعودية نتيجة أسباب عديدة منها دعم السعودية للمعارضة في اليمن خلال المراحل والمنعطفات التاريخية وعدم احترامها لحق الجوار والتعايش وتدخلها المباشر في اليمن وتقديم أموال لشخصيات يمنية بقصد إضعاف الدولة وعرقلة مهامها الدستورية.
وعرج على الأسباب الحقيقية لدعوة إيقاف الحرب على اليمن والمتمثلة في الفشل في تحقيق أي نصر بعد ما يقارب أربع سنوات والتكلفة الكبيرة في حرب التحالف على اليمن وكذا تطوير الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة ووصولها إلى العمق الإستراتيجي لدول العدوان، والصمود الأسطوري للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية واستمرار الدعم الشعبي والقبلي للجبهات.
من جانبه أشار مساعد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة العميد الدكتور يحيى الوشلي في ورقة العمل الثانية إلى تغير الموقف الأمريكي الغربي تجاه الحرب على اليمن وذلك لعدة عوامل وأسباب دفعت في هذا الإتجاه .
ولفت إلى أن الأمريكيين اهتموا بهيكلة الجيش اليمني ووضع الصواريخ الباليسيتية خارج سيطرة اليمن أو تعطيلها بهدف منع استخدامها للرد على أي اعتداء خارجي من أي دولة .. مؤكدا أن التحكم بالقرار السياسي والإدارة اليمنية وإبقاء البلد ضعيفا ومنهكا ومربوطا بقصر الدرعية أحد أهداف شن العدوان على اليمن خاصة بعد فشل وكلائها في تغيير المعادلة السياسية لصالح أجندة السعودية.
وأوضح الدكتور الوشلي أن الدعوة لوقف الحرب على اليمن رافقها وقف تزويد الطائرات الأمريكية للطيران السعودي الإماراتي بالوقود في الجو والتهديد بالوقف الفعلي لتوريد الأسلحة للسعودية والإمارات من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وأكد أن دعوة إيقاف الحرب على اليمن انطوت على خطورة الوضع الإنساني وتأثير دعوات المنظمات الدولية والحقوقية والتقارير والدراسات التي تظهر فضائع الحرب والحصار على اليمنيين .. مبينا أن دول العدوان لجأت لإستراتيجية الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع لتحقيق أي انتصار بدءً بنقل البنك المركزي وتوقف مرتبات موظفي الدولة والتضييق على المغتربين اليمنيين في السعودية وترحيلهم بقصد توسيع مساحة الفقر في أوساط اليمنيين.
وقد أُثريت الحلقة بنقاشات مستفيضة تمحورت حول أبعاد العدوان وأساليبه في الترويج لإيقاف العدوان على عكس ما يقوم به من تصعيد في مختلف الجبهات والذي يؤكد عدم مصداقية وجدية قوى العدوان سواء في إيقاف العدوان أو في إيجاد سلام مشرف لليمنيين.
وأشاد المشاركون في الحلقة ببطولات المرابطين في كافة الجبهات ومنها جبهات الساحل الغربي في مواجهة أعتى عدوان.
وأوصى المشاركون بضرورة مواصلة عقد حلقات النقاش والندوات التخصصية التي تساعد صناع القرار في اتخاذ المواقف المناسبة في مواجهة العدوان.
وطالبوا مجلس الأمن بإصدار قرار دولي محايد يدعم مظلومية الشعب اليمني وما يتعرض له من إبادة من قوى العدوان وحصار استهدف معيشة اليمنيين ووسائل حياتهم اليومية صحياً واقتصادياً واجتماعيا.
وأكدت التوصيات ضرورة تكثيف البرامج التوعوية الوطنية الهادفة إلى ترسيخ الولاء الوطني في أوساط الشعب وتعزيز الخطاب السياسي الإعلامي والمفاهيم ليؤدي رسالته الوطنية.
شارك في الحلقة السفير بوزارة الخارجية زيد الوريث وعضو الوفد الوطني المفاوض الدكتور عبد المجيد الحنش، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والأكاديميين والمثقفين.