الخبر وما وراء الخبر

السعوديّة.. أعداءٌ كُثْــرٌ وصديقٌ واحد

61

بقلم | عبدالملك العجري

عندما يقول ترامب: إن إسرائيل في ورطة لولا السعوديّة..

وعندما يقولُ معهد واشنطن: إن مخاوفَ السعوديّة من إيران أحدثت تحولاً إيجابياً في نظرة السعوديّين لإسرائيل كدولة صديقة.

علامَ يدُلُّ هذا الربطُ بين (إيران العدو) وبين (إسرائيل الصديقة)؟

ألا يعكس هذا حقيقة العلاقة والترابط السببي في السياسة الأمريكية بين الحدث (إيران عدو)، والهدف (إسرائيل صديقة) بمعنى ان إيران يجبُ ان تكونَ عدواً؛ ليس لأنها تمثل تهديداً حقيقياً للسعوديّة، أَوْ ان تتحول لعدوٍّ وجودي بالنسبة للرياض بقدر ما هو لأجل دفعها نحو إسرائيل. وحتى تكون إسرائيل صديقةً لا بد من صناعة عدوٍّ يُزيحُ إسرائيل عن المنظور السعوديّ ويشدُّه نحو أعداء ومخاوفَ وهمية أَوْ مضخمة.. وإيران ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

عبدالناصر كان عدواً وصدام كان عدواً، وسوريا عدوّ والعراق عدوّ حزب الله عدوّ، وأنصار الله عدوّ، والإخوان المسلمون عدوّ، والقوميون عدوّ، وقطر عدوّ، تركيا في طريقها لأَن تكون كذلك ولا زالت دائرةُ الأعداء تتسعُ أَكْثَـــر وإذَا استمر هذا العمى الاستراتيجي لن تفيقَ السعوديّة وإلا كُـلّ الدول والقوى والأحزاب في المنطقة أعداءٌ وصديقٌ واحدٌ هو إسرائيل..

لا يوجد خطرٌ على السعوديّة أَكْثَـــر من سياساتها، تنفق المليارات لكسب وُدِّ الولايات المتحدة وتنفق مثلَها في إشعال الحرائق في المنطقة واصطناع الأعداء ونشر الإرْهَـاب والتطرف الذي أَصْبَــح ماركةً مسجَّلةً باسمها.

لم تفلح تلك السياسَةُ في كسب قلب العم سام بقدر ما تُغْرِي جَشَعَه للمطالبةِ بالمزيد والتعامل معه كزبون جيد وعميل أَوْ حليف سيئ وفاشل، وفي المقابل خلقت نقمةً واسعةً في محيطه العربي والإسلامي وفي حادثة خاشقجي أَكْبَــر برهان.. الغربُ كشّر عن أنيابه، والشرق ما بين متفرِّجٍ ومُتَشَفٍ.