الخبر وما وراء الخبر

ذكرني المولد طفولة محمد..

62

بقلم | هاشم أحمد شرف الدين

فطر الله الكائنات على حب مواليدها.. واختص الأطفال منذ ولادتهم وخلال سني عمرهم الأولى بسلوكيات وتصرفات تعبر عن “البراءة” فيتعاظم حجم محبتنا لهم سواء كنا والديهم أم لا..

قبل أيام احتفلنا بمناسبة عيد مولد سيدنا الرسول محمد صلى الله وبارك عليه وعلى آله، وبعيدا عن ما تذكرنا به المناسبة سنويا من الصفات النبوية المحمدية لكونه رسول الله وقائدا للأمة، فقد وجدتني منذ ذلك الاحتفال أفكر في طفولة سيدنا محمد، أفكر فيه حين ولد، وحين كان يبتسم أو يبكي، أفكر في حركاته كطفل، وفي هيئته حين ينام، أفكر أيام كان يحبو، وحين كانت محاولات تعلمه الوقوف والمشي، وأفكر في حجم سعادة من كانوا بقربه خلال سنواته الأولى..

فكرت في صور طفولته الغائبة عن وجداننا، وفكرت في فرحه الغامر بسبطيه الحسن والحسين سلام الله عليهما، وكيف كان يعاملهما بحنان ويلاعبهما، ويقبلهما، ويصفهما بأجمل الصفات، فكرت في الرسول طفلا يتيما، وفي عيشه طفولة حرمت حنان الأبوة..
ووجدتني كلما فكرت أبتسمت وذرفت دموعا، وتذكرت أطفال الشهداء والأطفال الأيتام والأطفال الذين قتلوا أو بترت أطرافهم جراء هذا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن..

وسألت الله أن يجعلنا نقوم بواجبنا تجاه الطفولة كما يجب، وأن يوفقنا لنحسن رعايتهم كما ينبغي، وأن يشفي جميع الأطفال المرضى، وأن يجزل الأجر لمن كان له طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ويرعاه صابرا شكورا، وأن يحفظ جميع أطفالنا وأطفالكم، وأن يعيننا على تربيتهم، وأن يرزق من ينتظر أطفالا يملأون قلبه سعادة، وأن يفرحنا ويفرحكم بهم، كما فرح المقربون من سيدنا محمد صلى الله وبارك عليه وعلى آله، وكما فرح هو بسبطيه ومن قبلهما أبواهما اﻹمام علي وفاطمة الزهراء عليه وعليهم أزكى صلاة الله وسلامه..