الخبر وما وراء الخبر

رسولُ الله قائدٌ وقُدوة

44

بقلم / زيد البعوة

آمن الرَّسُـــوْلُ بما أُنزل إليه من ربه وآمن الشعبُ اليمنيُّ بما أُنزل على الرَّسُـــوْل من ربه إيْمَاناً صادقاً بالرَّسُـــوْل وبالقُــرْآن إيْمَاناً عملياً في واقع الحياة، انتماءً وتصديقاً وجهاداً وأمراً بمعروف ونهياً عن منكر، تغييراً إيجابياً في الواقع من الظلام إلى النور ومقارعة للباطل ومواجهة للظالمين والمفسدين، إيْمَاناً قولاً وعملاً بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب الذي سلكه مُحَمَّـدٌ وسار عليه منذ أن نزل الوحي عليه حتى غادر الدنيا إلى جوار ربه.

 

في ذكرى مولد سيد البشرية أجمعين مُحَمَّـد صلى الله عليه وَعَلَـى آلِــهِ الطاهرين يحتفلُ الشعبُ اليمني في كُـلّ عام بهذه الذكرى، معتبرين ذلك شكراً عملياً لله على جزيل نعمه؛ ليعبروا عن صدق انتمائهم للإسْـلَام ولمُحَمَّـد وفي كُـلّ عام يزداد الاحْتفَاء والبهجة بهذه الذكرى حتى صار كلُّ مولد يحملُ اسم آية من آيات القُــرْآن الكريم التي تحدث الله بها عن مُحَمَّـد من قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ثم وأن تطيعوه تهتدوا) إلى قوله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) إلى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ) وترى أن الشعب اليمني يجسد هذه الآيات قولاً وعملاً في الواقع المعاش.

على سبيل المثال هذا العام الاحتفال بالمولد تحت شعار قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) والعام الماضي قوله تعالى (إنا إرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا) وهكذا وعلى الرغم من قسوة الظروف التي يمر بها الشعب اليمني من عدوان ظالم وحصار إلا أن الاحتفال بميلاد رَسُـــوْل الله مُحَمَّـد باعتباره قائدَهم وقدوتهم فتراهم يجسدون هذه الآيات في الواقع أشداء على الكفار أشداء على المعتدين في مختلف الجبهات يلقنون المعتدين شر الهزائم ورحماء بينهم، جعلوا الاحتفال بالمولد حالةً من التكافل الاجتماعي في مساعدة الفقراء والمحتاجين وأُسَر الشهداء في مختلف المحافظات، فكانت خطوات إيجابية وسلاحاً ذا حدين، الأول كسر الحصار والتحدي للمعتدين وتجسيدٌ للقُــرْآن وحب لمُحَمَّـد كما يريد الله..

ويعتبر الشعب اليمني من أفضل الشعوب على الإطلاق؛ لأَنَّه لا يزالُ يتمتعُ بالقيم والمبادئ الأصيلة التي اضمحلت عند الشعوب الأُخْـرَى، فهذا الشعب العربي المسلم لا يزالُ على فطرته السليمة، فمثل ما هو أصل العروبة كان أيضاً من السابقين في الإسْـلَام برسالة مُحَمَّـد الذي أرسل اليهم معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب لم يدخل الرَّسُـــوْل معهم في حرب لكي يسلموا بل كانوا هم من نصروا الإسْـلَام منذ الأيام الأولى وقبيلتي الأوس والخزرج خير دليل على هذا فلهذا الشعب اليمني شعب مُحَمَّـد وشعب الإسْـلَام وليس غريباً عليهم أن يحتفلوا بهذه الذكرى في كُـلّ عام وبزخم جماهيري كبير.

فهذا الشعب يعتبر الرَّسُـــوْل مُحَمَّـد صلوات الله عليه وآله قائدهم وقدوتهم في كُـلّ الظروف في السلم والحرب فهم اليوم يواجهون العدوان السعوديّ الأمريكي بقائدهم ونبيهم مُحَمَّـد ولسان حالهم يقول سنواجهكم بمُحَمَّـد الذي واجه المشركين والطواغيت في بدر والأحزاب وتبوك وأُحُد بجهاده وشجاعته وثقته بالله وبالدين الذي جاء به وهم يعلمون أن الاقتداءَ بمُحَمَّـد سيوصلهم إلى النصر بدون أَدْنَى شك.