الخبر وما وراء الخبر

عظمة اليمانيين!

54

بقلم | سكينة المناري.

تقاطرت الوفود الغفيرة إلى سبع ساحات أُعدت ونُظمت لإستقبالها، إحتشدت وهي تهلل وتصلِ على صاحب هذه المناسبة الكبرى التي يَعدون لها ويجهزون ويشتغلون منذ أيام بكل إخلاصٍ وتفان، إنهم يشعرون وهم يشتغلون بكل إخلاص أن محمداً بينهم ! ولعظيم ما تراه من إيمانهم وصبرهم لربما يكون كذلك متواجداً فيهم روحاً يفاخر بهم بين أمته! .

تسامت أرواحهم وتسابقوا كلاً يعمل من حيث هوَ، وكلاً قدّم وأخلص وأتقن في هذه المناسبة العظيمة بالنسبة لهم، والتي هي أعظم مناسبة ليس لهم فحسب بل للأمة أجمع.

انظرو إلى هذه الحشود أيها الجنرالات!..انظروا أيها المفكرون إلى هذه الصوّر التي سأقلبها لكم في شاشة التلفزة هذه !.

انظروا أيها الخبراء والإستراتيجون إلى هذه الحشود وتأملوا حماسهم والقوة التي يحملونها في داخلهم !!
شيءٌ لا يُصدق !…حربٌ ،ودمار، وحصار، وقتل، دعكم من هذا!…بل من أين لهم هذه الروح المعنوية والنفسية؟

مازالت نفسياتهم مرتاحة مطمئنة لم يؤثر فيها شيء!!..، وكما لو أنهم يعيشون في رفاهية مطلقة وبلد لم تطلق من فوهة بندقية عدوه رصاصة واحدة أو صاروخ أو قذيفة!.

معنوياتهم مرتفعة وعيونهم يُقرأ فيها الرضا وشخصية القوة وثبات الإرادة، كأنهم لا يعيشوا في ظل حصار وقصف وإبادة كأنهم لا يخوضو المصاعب والويلات والوجع !.

أمّا عن قائدهم “السيد عبد الملك”
فهُنا ترتعد الفرائص وتحتار العقول, ويعّجز الكلام عن الكلام…يطلّ بإبتسامةٍ غامرة ويظهر على وجهه ملامح البهجة والسرور, يلقي خطابه ويرصّ كلماته المتقنة لا تخطئ موضعاً..لا يغيب عنه شاردة كما لو أنه حاضرٌ بين الأعداء يعلم ما يحكيون ومايخططون له.

حتى فئة “الشباب” التي يسعى العدو لإستهدافهم بطرق محكمة جداً، لإحباطهم وإفسادهم كي لا يكونوا فيما بعد كهذا القائد، مدركٌ لذلك نبّه، وحذر الشباب من أن يقعوا في دائراة إلإستهداف الناعم والغير مباشر، شعبه وأنصاره مستعدون أن يقدموا أرواحهم فداه وكذلك هو وقد قال في خطابه الأخير”روحي لكم الفداء”مخاطباً الحشود العظيمة، لم نرَ هذه الصلة المتينه النابعة بصدق الولاء والإخلاص بين قائد وشعبه كهذا !…تورات شمس المغيب وقد أرسل اليمانيون رسائل عدة للعالم منها لن ينكسروا أو يوهنوا…

عمل العدو كل شيء لهزيمة هؤلاء بطرق متعددة ومتنوّعة ولم يعد بوسعه شيء سوى أمرا واحد هو أن يرفع يده للإستسلام ويسحب جيوشه ومجنزراته وطائراته معلناً الهزيمة التي لا مناص منها، مهما طالت المعركة.