الخبر وما وراء الخبر

ذكرى المولد النبوي فرصه لتغيير حال الامة الاسلامية وجمع كلمتها .

55

بقلم / محمد صالح حاتم.
أن ماتعيشه امتنا العربية والاسلامية من شتات وفرقه وقتال وحروب ودمار وانتهاك للاعراض واستباحه للشرف،ونهب لاموال وثروات الشعوب العربية والاسلامية من قبل الاعداء ،شبيه بما كانت تعيشه العرب قبل ميلاد الرسول محمد صلى الله علية وآله وسلم،وقبل بعثته، فامتنا العربية والاسلامية تعيش في وهن وضعف وتخاذل، لم تعيشه من قبل ،رغم انها تمتلك من المقومات مايجعلها تتسيد العالم،ومنها الدين الاسلامي والذي يعتبر الركيزه الاساسية وسر قوة المسلمين،ولكن عندما ابتعدنا عن تعاليم ديننا الاسلامي السمحه وماجاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد وصل حالنا الى ماوصل اليه اليوم.
واليوم وامتنا العربية الاسلامية تحتفل بميلاد الرسول الاعظم محمد صلى الله علية وآله وسلم،فمااحوجنا ان نستلهم الدروس والعضات من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وان تكون مناسبة المولد النبوي فرصه لتوحيد الامه الاسلامية وجمعها على كلمة التقوى،وتوحيدها سياسيا ًوثقافيا ًوعسكريا ًواعلاميا ًواقتصاديا ًوفكريا ًلمواجهه الاخطار المحدقه بأمتنا الاسلامية، فالمولد النبوي ليس مقصورا ًعلى دوله دون دوله او مخصوصا ًبجماعه دون اخرى ،او حزب ٍدون حزب او مذهب دون مذهب او طائفه دون طائفه ،بل هو من حق الجميع ،وذلك لنثبت للعالم وللاعداء مدى حبنا لرسولنا ومدى تمسكنا بما جاء به، واقتدائنا به ، وفي هذه المناسبة الدينية العظيمه والتي كادت في فترة من الفترات ان تمتحي من حياتنا، وكأنها مناسبة عادية ،وذلك مقابل احتفالاتنا بأعياد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية والتي اصبحت عواصمنا العربية والاسلامية تهتم بها اكثر من النصارى والمسيحيين وتقيم الاحتفالات والمهرجانات، وتصرف فيها مليارات الدولارات لهذه الحفلات، واصبحت عواصم عربية قبله للأجانب للاحتفال بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة والتي تقام فيها الرقص وشرب الخمور ابتهاجا وفرحا ًبها فأصبحنا نحتفل بأعياد ومناسبات الغير ونترك مناسباتنا الدينية مثل ميلاد الرسول والاسراء والمعراج وذكرى الهجرة النبوية، وغيرها من المناسبات الدينية، والتي بداء الخلاف حول مشروعية الاحتفال بهذه المناسبات ومنها المولد النبوي،حتى وصل الامر الى خلافاتنا السياسية حولها،وذلك ارضائا ًلأعدائنا من الصهاينه والامريكان.
واليوم ونحن نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، فأن علينا جميعا ًان نحتفل بهذه المناسبة من خلال اقامه الندوات والمحاضرات في المدارس والجامعات والجوامع والاندية الثقافية والرياضية والصالات للتذكير بحياة الرسول وسيرته النبوية الحقه، بعيدا ًعن المزايدة والتعصب والتشدد والغلوا والتطرف،بحيث تكون الاحتفالات بالمولد النبوي خاليه من البذخ والأسراف، وعدم تقليد الغرب في احتفالاتهم بأعياد الميلاد والتي يتخللها الرقص والغناء والاسراف في النفقات،وتزيين الابراج وناطحات السحاب، فديننا نهانا عن الاسراف والتبذير،وتقليد الغرب، وان تكون مناسبة المولد النبوي فرصه لتغيير حاله الامة العربية والاسلامية، بالعوده الى تعاليم الدين الاسلامي، والامتثال الأوامره سبحانه وتعالى والتي جاءبها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله تعالى( واعتصموا بحبل الله جميعا ًولاتفرقوا)فعلينا ان نتوحد ونتكاتف جميعا ً،وان نعتصم بحبل الله الوثيق، وان نبتعد عن النزاع والفرقه والاختلاف امتثالا ًلقوله تعالى (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )، وان علينا جميعا ًفي هذه المناسبة الدينية ان نطيع الرسول محمد الذي نحتفل بذكرى ميلاده كما جاء في محكم التنزيل( وما اتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فنتهوا)، فيا أمة الاسلام لماذا تختلفون ولماذا تتفرقون ولماذا تتقاتلون وعندكم الدستور والقانون السماوي الذي جاء به محمد خاتم الانبياء والمرسلين؟
فعودوا الى دينكم وتعاليمة السمحه، ابتعدوا عن قتل بعضكم بعضا اتركوا سفك دمائكم اتركوا الحقد والعصبية ابتعدوا عن بث ثقافه الطائفية والمذهبية بين ابناء شعوبكم، انشرو ثقافه المحبه والاخوه والتسامح، احقنوا دمائكم وصونوا اعراض نسائكم وشرف بناتكم، وحافظوا على سيادة بلدانكم وثرواتكم، فأنتم لاتخدموا غير عدوكم، ولاتنفذون غير مخططاته ومشاريعه الاستعمارية في وطنكم.