الخبر وما وراء الخبر

ضيوف المصطفى في ذمار.. استعدادات وترتيبات كبرى لاحياء مناسبة المولد النبوي في ذمار.(صور)

187

ذمار نيوز | *إستطلاع خاص* فؤاد الجنيد 6 ربيع أول 1440هـ الموافق 14 نوفمبر، 2018م

تطل علينا وعلى الأمة الإسلامية أجمع ذكرى مولد نبي الهدى والنور محمد صلوات ربي عليه وعلى آله، حيث تخفق القلوب وتحضر السكينة وتتملك النشوة كل أحشاء الحياة..
ذمار بشرا وحجرا وشجرا تراقصت على أوتار حنين الذكرى وتوشحت الأخضر في أبهى حلة، فقد قتلها الإنتظار شوقا لذكرى ميلاد الحبيب..
كيف لا َويوم مولده ليس فقط يومًا لميلاد رسولٍ عظيمٍ، أنقذ الله به الإنسانية وصحَّح به التَّاريخ، وإنَّما هو ذكرى ميلاد أُمَّة صنعها هذا النَّبِيُّ الكريم، وربَّاها على كرائم الأخلاق وأصول الفضائل، والدَّعوة إلى الخير والحقِّ، ومقاومة الشر والباطِلِ، وبفضلٍ من هذه التَّعالِيمِ النَّبويَّةِ قدَّمَ المُسلمُون في مَسيرتَهِم الحضَاريَّة كثيرًا مِمَّا أَسعَدَ الإنسانيَّة، وظلَّلها بظلالٍ وارفةٍ من العدلِ والحُريَّةِ والإخاء، وعصَمَها مِمَّا ارتكَسَت فيه حضَاراتٌ أُخرى، كانت – في بعض انعكاساتها- وَبَالاً وشَرًّا مُسْتطيرًا على البَشَريَّة قَديمًا وحَديثًا ..

*إحتفاء جوهري*

محافظة ذمار واحدة من محافظات الجمهورية التي تحتفل على مدى السنين السابقة بهذه الذكرى العطرة، وتحييها وتحتفي بها بما يليق بها، يشكل الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لدى أبناء ذمار للتعبير عن محبتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بحيث تكتسي هذه المناسبة طابعا دينيا واجتماعيا مميزا، تتجدد فيه الروابط الاجتماعية، و تستعيد فيه مجالس الذكر حيويتها وندوات تدارس السيرة النبوية نشاطها، بما يتماشى مع تقاليد وقيم الإنسان اليمني الأصيل، وتعرف هذه المناسبة خصوصية كبيرة، إذ مع دخول شهر ربيع الأول تتزين المساجد وتستعد لاستقبال هذه المناسبة بتنظيم أمسيات في فن السماع والمديح وليالي قرآنية إلى جانب تقديم دروس ومحاضرات تستعرض مظاهر الكمال والجمال والجلال في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتستمر هذه الأنشطة إلى اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وبهذه الكيفية تَعيشُ الأمةُ الإسلاميةُ في مَشارق الأرض ومغاربها، أجواءَ الاستعداد للاحتفال بمولد أفضل وأشرف الرسل والأنبياء على الإطلاق، كونها مناسبة دينية عظيمة، ومتعة روحية وعقلية وتاريخية تعيد لهذه الأمة العظيمة مجدها وتاريخها الحافل، وعطاءها الحضاري المتجدد والمستمر.

*ضيوف المصطفى في ذمار*

تتوافد وتتقاطر الوفود المحمدية من كل مديريات المحافظة لتحل في ضيافة محافظة ذمار، تلك المحافظة التي كانت سباقة في الاحتشاد لإحياء هذه المناسبة العظيمة في العاصمة صنعاء كل عام، حيث شهدت المحافظة إعدادا متميزا وتحضيرات واسعة في شتى المجالات بما يتناسب وعظمة وقداسة هذه المناسبة، ويأتي شرف احتضان ذمار لهذه الذكرى الخالدة لأول مرة في تأريخ احيائها للمولد النبوي الشريف كتتويج لعطائها ورصيدها الجهادي والقرآني واهتمامها المطلق بكآفة المناسبات الدينية الأخرى وانطلاقها في رحاب المسيرة القرآنية قولا وفعلا، وكما كان أبناء ذمار في طليعة وصفوة رجال جبهات الشرف والكرامة؛ هاهم اليوم يفتحون احضانهم لضيوف المصطفى ويعبرون عن مدى سعادتهم بهذا الجمع المبارك الذي يحتفل بمولد المصطفى الحبيب، وبإحتفاله العظيم هنا إنما يحتفل بمولد رسالة ظهرت على يد رسول الله باعتباره شخصاً أعدَّته العناية الإلهية ليحملَ الرسالة العالمية الخاتمة للبشرية جمعاء، ويوصل النور الإلهي إلى كل إنسان عبر الأزمان، ويبلغ رسالة ربه كي يهتدي الناس، ويَعُمَّ الدين شؤون الحياة كلها، وفي ذلك دلالة لأهمية الإقتداء والإلتفاف نحو أعلام الهدى الذين برسالتهم يحييون الامتداد النبوي والسنة العملية في السلوكيات والإتجاهات والقيم، وتأتي هذه المناسبة واليمن يشهد للعام الرابع عدواناً سعودياً أمريكياً، كما يشهد العالم العربي حروباً داخلية أدت إلَـى مزيد من التجزئة والتقسيم، ما يذكرنا بقيمة الإٍسلام وكيف بعث الرسول الأعظم صلوات ربي عليه وآله – في زمن لا قيمة للعرب – ليوحدَ المسلمين ويجعل من دولتهم قادة العالم لقرون طويلة كما جاء الإسلام فوحدهم وجعل منهم ومن دولتهم قادةَ العالم لقرون طويلة.

*ذمار حلة خضراء..احتفاء بميلاد خير البشر*

بدت ذمار ومثلها كل المدن اليمنية أيقونات خضراء في ذكرى المولد النبوي، حيث تزينت الشوارع بحبال قماشية عليها مثلثات صغيرة باللونين الأبيض والأخضر، بالإضافة إلى عدد كبير من اللوحات الإعلامية والشعارات المكتوبة باللون الأخضر، وصولاً إلى تلوين بعض السيارات وأبواب المحال التجارية باللون ذاته.

وتتجلى المناسبة بمهرجانات وفعاليات ثانوية عدة في كافة المؤسسات والمنتديات، كما نشرت عدداً من اللوحات الإعلانية في الشوارع كُتبت فيها آيات قرآنية وعبارات تجسّد مكانة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما اعتلت الرايات الخضراء الأطقم العسكرية والبنايات الحكومية كتُبت عليها عبارات تعزز مكانة المناسبة وعظمتها مثل “لبيك يا رسول الله”، وغيرها من العبارات والكلمات..
وبدأت مظاهرُ الاحتفال المعتادة في شوارع وأحياء ذمار قبل موعد المولد النبوي 1440هـ حيث يقوم سكان الأحياء والحارات في مدينة ذمار وبقية المديريات بالمحافظة برفع الزينة والشعارات التعبيرية احتفاء بالمناسبة، معتبرين الاحتفال بها خطوة في الاتجاه الصحيح لتوحيد الصف والكلمة، ومحطةً للاقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والإيمان بعظمته وأهمية الإشادة به والتمسك به كقائد ومعلم ومُــرَبٍّ..

* أبناء ذمار يؤكدون *

أبناء ذمار يؤكدون أن الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة والذكرى الخالدة المجيدة إنما هو احتفاءٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى وتقديرٌ لفضلِ الله سبحانه وتعالى وشكرٌ لله على ما مَنَّ به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، كما يؤكدون أن الاحتفال بالمناسبة سيكون تتويجاً للانتصارات المتتالية بفضل الله، على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية، رغم بشاعة ومكر العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على الشعب اليمني العزيز..

*رسائل الإحتفالية الذمارية*

يعد الاحتفال بالمولد النبوي بشكل جماهيري حاشد بعشرات ومئات الآلاف رسالة إلى كل العالم أننا من نمثل رسول الله ونحن من نمثل دين الإسلام الذي عنوانه ومهمة رسوله الهدى والتبليغ والرحمة والإنسانية، ورسالة توضيح وبيان لكل من تشوهت الصورة عنده عن الإسلام ورسوله جراء تردي أداء الحكومات العميلة علمياً واقتصادياً وفي مختلف الجوانب أو بسبب ما يقوم به التكفيريون من جرائم لا تفعلها الوحوش في الغابات ببعضها البعض، ولا تقرها الأعراف الإنسانية فضلاً عن الإسلامية، ففي الاحتفال الكبير نحن نرسل رسالة ولفت نظر لكل العالم أن هؤلاء التكفيريين لايمثلون الإسلام ولا يمتون إليه بصلة وإنما هم صنيعة المخابرات الأمريكية والغربية التي تستفيد منهم في ضرب الحكومات المناوئة وتقسيم البلدان كما صنعت في أفغانستان والعراق وسوريا وأخيراً اليمن، فهذه الجماعات صنيعة وأداة بيد الحكومات الاستكبارية ومخابراتها، أما المسلمون فإنهم من يكتوي بنارها ويصطلي بسعيرها نتيجة تبني الولايات المتحدة ودعمها لها وجعلها لهؤلاء التكفيريين ذريعة لاحتلال البلدان الإسلامية والتدخل في شؤونها تحت ذريعة محاربة الإرهاب والذي تجلى أنه محاربة الشعوب والحكومات المستقلة بالإرهاب والدليل على ذلك توسع الإرهاب وانتشاره منذ بدء ما يسمى محاربته، فإذا كان هناك من لوم أو كراهية فليتوجه لدول الاستكبار، لا لدين الرحمة والأخلاق ونبي الرحمة والإنسانية، وإذا ما وصلهم لفح لهيبها أحياناً فإنها بضاعتهم ردت إليهم، وكذلك الحال في الوضع المزري الذي تعيشه الأمة بسبب سوء إدارة حكوماتها التي تتدخل دول الاستكبار في تعيينها وتسييرها، فليس العيب في الإسلام ولكن العيب كل العيب في دول الاستكبار التي ملأت الأرض فساداً.