الخبر وما وراء الخبر

مولد النور

214

بقلم / وسام الكبسي

لقد عشعش الضلام وغشي البشرية الجهل وحل بهم التيه، فعاشو بين امواج الأباطيل والخرافات لايهتدو لسبيل او مخرج ،التناحر والاقتتال سيد الموقف فهم بذلك ميتي الضمير ،قساة اجلاف ،لاهدف لهم في الحياة ولاغايه سوى كسب الابل ورعي الأغنام ينساقون وراء شهوات النفس ،عبدو انفسهم لاصنام صنعتها أيديهم وبعض آلهتهم ممايأكل فسقطوا متجردين من الإنسانية والقيم والاخلاق الا من الشكليات التي تشي لحب الضهور والبروز لغرض كسب السمعة والشهره ،عاش الناس حالة التخلف والانحطاط في جميع مجالات حياتهم، فأصبحت السمه البارزة لهم الجهل والخرافة، وألامية سيطرة على واقع الناس وعقولهم فانحرف المجتمع عن الحنيفية انحراف خطير حتى كادو ان يقعو في حضن الشيطان والأهواء كليا.

وفي هذا الواقع السئ والخطير ،والضلام الدامس انبثق النور وبان الصبح وتجلى الحق في انصع صوره وشع نور الهداية

على المشرقين مبدد دياجير هذا الليل البهيم ،فقد أراد الله سبحانه وتعالى لليل ان ينجلي ،ولكل أنواع الاباطيل والخرافات ان تتوارى بزوال الظلم وهزيمة الطاغوت بمولد النور (صلى الله عليه وآله )مخلص للبشرية مماهم فيه من ظلم وجهل مطبق ،فشرف الله الارض بمولد مبارك في بقعة طاهرة مباركه بمكة المكرمة من أسرة طاهرة مباركه (أصلها ثابت وفرعها في السماء ).

لقد مثل مولده صلى الله عليه وآله انبثاق للنور ،نور الهداية ليخرج الامة من الظلمات الى النور ،فقد كان في حقيقته مولد للقيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية العاليه والمحبة بل مولدا لمكارم الاخلاق جميعها فكان بحق شرف للإنسانية وعز لنا أكرمنا الله به كقائد وقدوة ومعلما ومربيا مجسد للقيم الانسانية في معاملاته سلوكا وخلقا ،بنا بذلك الانسان بناء كاملا ليكون خلفية الله في الأرض كما أراد الله

انه المنة العظمى ،والاسوة الحسنه والفضل العظيم بل إشراقة الإسلام على دنيا الجهالة ،والسمو في أرقى صوره والكمال البشري في اعلى مراتبه ،بمولده صلى لله عليه وآله اشرقة في القلوب أنوار الهداية في الوجدان ،انار القلوب والافئده ،ملا النفوس عزا وإباء ورفعه ،فقد تهاوى الطاغوت في معاقله كما تهاوى ايوان كسرى وعرش قيصر، فتهاوت رموز الكفر من أصنام البشر والحجر ، وذاب جليد التسلط والجور ،وتحرر الانسان من العبودية والرق،مقويا الروابط الاسرية الاجتماعية ،هادما صرح الجهل والتخلف من العادات السيئة والوحشية المحضه من وأد البنت او جعلها سلعة تباع وأداة للاشباع الجنسي ،فقد نهض صلى الله عليه وآله مجسدا لقوله تعالى له(يا أيها النبي إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )

لقد كان مولده صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم مبعثه ثورة تحررية على قوى الظلم والطاعات والرغبات النفسية وشهواتها ،تحررا من العصبية المقيتة والتولي الاعماء والنعرات القبليه،فاتحدت كلمتهم ، وتلاشا تفرقهم معتصمين بحبل الله تجمعهم رسالة واحده يبذلون أموالهم ومهجهم في سبيل الله كغاية لاهدافهم فصارت لهم هوية حين اصبحو أمة قرآنية المنهج بقيادته صلى الله عليه وآله كأعظم رجل عرفه التاريخ ،فهو بحق نور الهدى ،ونبراس وضياء لايمكن ان نعرفه الا كما قال الشهيد القائد السيد الحسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-(ان القرآن الكريم هو اهم مصدر لمعرفة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم )