لا بد من الاستقامة والثبات في ميادين العمل ليتحقق الوعد الإلهي بالنصر والتأييد
ذمار نيوز | من هدي القرآن 5 ربيع أول 1440هـ الموافق 13 نوفمبر، 2018م
أنت عندما تسير على طريقة حق فترة ثم تزيغ عنها تعتبر عاصيا لله سبحانه وتعـالى، أشقيت نفسك، وأهلكت نفسك، ووقعت في الخسارة العظيمة {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (فصلت: من الآية30) طريقة حق يستقيمون عليها {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت: من الآية30).
أليس هذا مما وعد به من يسيرون على طريقة حق، وعلى طريقة الحق؟ أليس هذا شيئا عظيما؟ بشارة عظيمة؟ وكم.. وكم مثلها في القرآن الكريم كثير {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً} (فصلت:32) ضيافة، تكريم {نُزُلاً} تعني: ضيافة وتكريم {نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (فصلت:32) هذا وعد لمن؟ للمستقيمين على طريقة حق.
في مقابل هذا الوعد العظيم، هذا الفضل العظيم، هذه الدرجة العالية عند الله سبحانه وتعالى تنطلق لتبحث عن كيف تزيغ عن هذه الطريقة، تبحث عن المبررات لكيف تنصرف عن هذا النهج!
الإنسان الخاسر وحده هو الذي يفكر في هذا؛ لأنك أنت من يعمل على أن لا يكون واحدا من أولئك الذين قال الله عنهم في هذه الآية: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} (فصلت: من الآية30) يجند لك حتى الملائكة تؤيدك, تثبتك, تنصرك {أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي واحد منا, أي واحد ممن يحمل اسم إيمان لا يتمنى أن يكون واحدا من هؤلاء الذين يبشرون بهذا؟! {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (فصلت: من الآية31) وأن يقال لهم: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (فصلت: من الآية31) من هو منا لا يريد أن يكون واحدا من هؤلاء؟ من هو؟ هل هناك أحد؟ اسأل الناس جميعاً ممن يحمل اسم إيمان, ممن يحمل اسم إسلام, هل أنت لا تريد أن تكون واحداً من هؤلاء؟ الذين يقال لهم هكذا: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}.
فإذا كنت تريد أن تكون واحدا منهم.. فمنهم هؤلاء الذين وعدوا بهذا الوعد؟ إنهم الذين استقاموا, واستقاموا على ماذا؟ استقاموا على طريقة حق لا يزيغون عنها, استقاموا على نهج الحق، ثبتوا في ميادين العمل من أجل إعلاء كلمة الحق, ونصر الحق, والوقوف في وجوه أعداء الحق.. أم معنى الاستقامة داخل بيتك استقامة فوق [المدكى]، وتخزينة ولا تفكر أن تعمل أي شيء للإسلام! هل هذه استقامة؟.
الاستقامة على طريقة حق لا تزيغ عنها؟ فمن لا يكون حريصا على أن يكون واحدا من أولئك فأين سيكون؟ سيكون من أولئك الذين يساقون إلى جهنم, ثم تستغرب الملائكة وتندهش لماذا يساقون بهذه الأعداد الهائلة: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (غافر: من الآية50) أين سيذهب الإنسان إذا لم يكن من أولياء الله؟ أين سيذهب؟ إذا لم تكن من أولياء الله فستكون أنت في صف أعدائه. ليس هناك وسط. هناك فقط: جنة ونار، وطريق حق تصل بك إلى الجنة، طريق باطل تصل بك إلى النار، هناك مواقف فقط مواقف حق ومواقف باطل، باطل يذهب بك إلى النار وحق يذهب بك إلى الجنة.. الناس صنفان فقط: شقي وسعيد، إما أن تكون شقيا وإما أن تكون سعيداً. من هم السعداء؟ أليسوا هم أولياء الله؟ فإذا لم تكن من السعداء، إذا لم تكن من أولياء الله فإنك ستكون في صف الآخرين من الأشقياء، من أهل الباطل, ممن يساقون إلى النار, نعوذ بالله من النار.
[في ظلال دعاء مكارم الأخلاق ـ الدرس الثاني]