رسول الله محمد سعى للإنفتاح
بقلم / عدنان الكبسي (أبو محمد)
قبل مبعث رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) كان العالم بكله في كل أنحاء الأرض يعيش جاهلية جهلاء وظلمات متراكمة بعضها فوق بعض، تعاظم الضلال واشتد العمى وتراكمت الجهالات وطغى التيه والإنحراف في الواقع البشري، وكثرت الفواحش، واستحكمت قبضة القوى الطغيانية بجبروتها وطغيانها، فامتلأت الأرض ظلما وجورا وعدوانا.
في ذلك العصر أصبحت الخرافة عقيدة، والإنحراف سلوكا، والفساد عادة، ومن الجهالات والأباطيل عادات وتقاليد.
توحش الكائن الإنساني فتفرغ من عاطفته الإنسانية إلى درجة أن يباشر الأب ذبح طفله وقتل مولودته (( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ)).
صراعات وإقتتال وتناحر، القوي منهم يأكل الضعيف، وكذلك إنحطاط أخلاقي، وتبعية عمياء للطاغوت.
فجاء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليحدث أكبر تغيير في بيئة سيئة ومعقدة وصعبة جدا، فوضى وعناد بشراسة وإنفلات كبير، وجهل فضيع يصعب التفهيم، واقع ساخن الجريمة عبادة والرذائل فضائل والمساوئ محاسن والإنحطاط والدنائة عقيدة لا يمكن التشكيك في أحقيتها، فحقق إنجازا إستثنائيا وصنع تغييرا جذريا وتغيير جوهري ووجههم نحو أهداف سامية ومبادئ عظيمة، رغم الصعوبات من قبل الطواغيت وكذلك الصعوبات في الواقع الداخلي كحركة المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
سعى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) للإنفتاح الحقيقي، وصنع من المجتمع الفوضوي أمة واحدة تحت راية الإسلام، منضبطا بتعاليم الله سبحانه وتعالى، ومنقادة لرسول الله.
سعى رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى تنمية قدرات المجتمع الذي معه، وتطوير طاقاتهم ليعتمد بعد الله على نفسه، وكان يحثهم بالإعداد لما استطاعوا من قوة.
نور الأمة بنور الله، وبصرها بالهدى، وزكاها بالقرآن، رباها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) تربية إيمانية جهادية حتى واجهت الإمبراطوريات المستكبرة، فلم ترهب من فيلة المستكبرين والتي رهبت من فيل واحد قبل إسلامها، فلم تخاف من الكثير من الفيلة، وقويت بقوة الحق، وانتصرت بنصر الله حينما حملت أعظم مشروع وأقدس قضية.
هذه الرسالة الإلهية الذي جاء به الرسول الأعظم كفيلة بأن تجعل من يحملها على أرقى مستوى، بل يجعلها هي الأمة المهيمنة على العالم بأكمله بهيمنة هذه الرسالة الإلهية العظيمة.
وفعلا شهد الواقع على عظمة رسول الله وعظمة رسالته حينما حمل هذه الرسالة الشعب اليمني وبقيادة وريث النبوة وقرين الرسالة الإلهية في التطوير للتكنلوجيا الحديثة ومواجهة دول الكفر والنفاق وأدواتهم القذرة بكل ثبات وشموخ.
هذا الشعب اليمني بإيمانه وحكمته وقيادته وقرآنه الذي أربك العالم وأحرق أدوات الإستكبار العالمي وكوى بناره الطاغوت الأكبر.
فكما شهد قدوم مولد الرسول الأعظم إنجازات للجيش واللجان الشعبية ومحرقة كبيرة لمرتزقة العدوان، سينتقل بإذن الله تعالى نقلة نوعية تنذهل منه البشرية، وسيثبت رجال اليمن عظمة رسول الله في الميدان، وسينهزم المرتزقة وينكسر قرن الشيطان ويمرغ أنف الشيطان الأكبر في التراب والعاقبة للمتقين.