مع نبينا العظيم
بقلم | محمد عز الدين الحميري.
يستعدُّ اليمنيون هذه الأَيَّامَ للمشاركة الفاعلة في إحياء ذكرى مولد نبينا محمد صلى اللهُ عليه وَآله وسلم لهذا العام 1440 هجرية في شهر ربيع الأول، وذلك من خلال الإعداد والترتيب وعمل ما يلزم لنجاح هذه الفاعلية المهمة التي تأتي في ظل أحداثٍ شائكة من أهمها هرولةُ كثيرٍ من أبناء أمته صلى اللهُ عليه وَعلى آله وسلم لموالاة من حذّرنا من موالاتهم والمسارَعة فيهم حتى لو دخلوا جُحْرِ ضَبٍّ لدخلوه معهم كتأكيدٍ منهم على شدة الموالاة والاتّباع لهم.
تأتي هذه المناسبةُ وأُمَّتُنا الإسْلَامية تُغتالُ بأيدي بعض أبناء جلدتها من قادة سياسيين وزعماء خوَنة وأنصافِ علماء ومثقفين، فهناك استماتةٌ واضحةٌ من قِبَلِهم في التطبيع مع أعداء هذا الرسول وأعداء دينه وعلى وجه الخصوص الكيان الصهيوني المحتلّ ومشاركتهم كُـلّ جُرم يُرتكب في حق الأمة التي ترك فيها عليه الصلاة والسلام كتاباً لن تظلَّ بعده أبداً ما تمسكت به بوعي وبصيرة، ذلك الكتابُ الذي ما فرّط اللهُ فيه من شيء إلا وبيّنه، فالقرآنُ الكريمُ تبيانٌ لكل شيءٍ ومما بينه ضرورة الاقتداء الصحيح برسول البشرية خاتم الرسل صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وموالاته وموالاة المؤمنين الصالحين ممن تمسك بحبل الله واتبع رسوله بصدق..
يؤكّد اليمنيون في هذه المناسبة على أنهم سيظلون على العهد في الالتفاف حول شخصية هذا الرسول الأُسوة والقُدوة المُثلى، وإنْ شرّق البعض وغرّب آخرون فلن يزيدَهم ذلك إلا إيْمَاناً بأهميّة السير على ما سار عليه نبيُّهم وبسببه كان عزُّ الأمة ومجدُها وتبليغُ رسالة ربه على أكمل وجه، وكما كان اليمنيون أنصاراً له عند بزوغ فجر الإسْلَام هم كذلك اليوم وعلى أيديهم سيكونُ الانتصارُ لقضايا الأمة العادلة وإحقاق الحقّ وإبطال الباطل بإذن الله.
يدرك اليمنيون ومعهم كُـلّ المسلمين الأحرار في هذا العالم أهميّةَ الارتباط بنبيهم، وأن هذه المناسبةَ فيها من تجديد هذا الارتباط ما يدفعهم لاستحضار سيرته العطرةِ فيحرصون على العيش في ظل حياة تسودُها الحريةُ والعزة والكرامة والعبودية لله وحدَه الواحد الأحد.
حياةٌ: الصولةُ والجولة فيها لأهل الحق والعدل والإيْمَان وإنْ لم يكن ذلك شمّروا عن ساعد الجد وعملوا على تحقيقه والوصول إليه ولو قدّموا في سبيل هدا التضحياتِ والثمنَ الباهظ.
تأتي هذه المناسبةُ والشعبُ اليمني في عامه الرابع من العدوان والحصار وما نتج عنه من أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة، ورغم ذلك فهو في حالة من الصمود والشموخ منقطعة النظير، يتسابق اليمنيون بكل فخر واعتزاز لإحياء ذكرى ميلاد نبيهم ولسانُ حالهم ومقالهم “هذا هو الطريقُ الأسلمُ الذي اخترناه لصلاح حالنا وأحوالنا”، وهل هناك في هذه الحياة طريقٌ أسمى وأشرف من طريق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم واتّباعه الواعي في مختلف الأحوال وشؤون الحياة ومجالاتها المتعدّدة.!!
ولتسقُطْ كُـلُّ الثقافات والتصوُّرات التي عملت خلال فترة زمنية طويلة وبأساليبَ ممنهجةٍ على صرف الأُمّة عن كتابِ ربها وعن نبيها ليصبحَ الارتباطُ بهما ارتباطاً شكلياً لا تأثيرَ له ولا قيمةَ وإنْ حرص أصحابُ هذه التوجُّهات على رفع شعارات برّاقة في الرجوع إليهما والمزايدة على غيرهم في الاهتداء بهديهما.
نأمُلُ أن يكونَ التفاعُلُ مع المناسبة هذا العام بشكلٍ أكبرَ وخَاصَّـةً مع ما تشهدُهُ اليمنُ من تصعيد أمريكي عدواني في سواحلنا اليمنية لإحكام السيطرة عليها وقطع ما تبقى من شريان الحياة عن هذا الشعب الصابر؛ ولهذا فلا شيء لمقاومة هذا الصلف إلا سلوكُ المنهج الذي ارتضاه اللهُ لنا في هذه الحياة والتأكيد عليه في هذه المناسبة، وفي هذا من الإغاظة للعدوّ المتربِّص بنا الدوائر ما لا يخفى على كُـلّ عارف عاقلٍ لبيب، ومن جهة أُخْــرَى التمسُّك بخيار القوة في مواجهة غطرسته وحقّ الشعب المشروع في التطوير المستمرّ لسلاحه حتى الجنوح للسلم والسلام المشرّف.
يا رب صَلِّ على النبيِّ المصطفى
ما غردت في الأيك ساجعة الرُّبَى.
يا رب صَلِّ على النبيِّ وآله
ما أمت الزوار مسجد يثربا
صلوا على مَن تدخلون بهديه
دار المقام تبلغون المقصدا