الخبر وما وراء الخبر

أمل ماتت من الجوع!!

65

بقلم / سكينة المناري.

ماذا جرى يا صغيرتي الجميلة!! إني أرى عيناكِ لم يعد لها بريقاً ، شعرك المنكوش الذي ينم عن برائتك الوضّاحة أصبح ذابلاً مهترئاً ، إبتسامتك إختفت وذابت، جسمك أصبح نحيلاً يشوبه سواد الموت!
آهٍ يا وردتي لطفولتك التي لم تهنأي بها يوماً، لسعادتك التي أُخذت منكِ ، لحرمانك من اللعب والمرح كبقية أطفال العالم !! مالي أراكِ لا تجيبين ولا تتحدثين !
أحقاً لم تعودي تسمعينني ! أحقاً يا أمل غادرتي هذه الحياة البائسة!!

نعم ! لقد ماتت أمل من الجوع ، لم تمت بصاروخٍ أو رصاصة أخطأت هدفها ، ماتت جوعاً وكمدا ، ماتت جوعاً وظلما، أهذا هو العدل!
أهذه هي الرحمة!
أهذه حقوق الأطفال في اليمن !
تباً لهم حين قطعوا عنكِ ما يشبع جوعك ، حين جعلوك تتمنين لقمة تسدي رمقكِ ، حين ظلوا يتفرجوا عليكِ وأنتِ تتضوري جوعاً وألما وجسمك يذوب ويتلاشى بين أيديهم!
ماذا اقترفي لكي يعاقبك العالم هكذا! ماذا ارتكبتي ليجعلوك تموتين من الجوع!
هذا العالم قد عمّه الوحشية والإجرام،وما أنتِ إلاّ واحدة من بين آلاف الأطفال اللذين يموتون من الجوع إرتفعتي إلى أعلى فذلك هو المكان الذي يليق بك ي صغيرتي!

يا أمي لا تحزنِ، لقد ساندتيني على فراش الموت وفوقك حِمل الدنيا وحُزنها ، كنت أرى دموعك تنساب على خديك فكأنها تنساب في قلبي حرّقة ووجعاً، أعلم أنكِ كنت تريدين أن أبقى لكن ما كان بوسعك أن تعملي لي شيئاً وقد نفدت كل السبل !
كنت أشعر بجوعكِ أيضاً بألمك بكل شيء يا أمي !
وكنت أريد أن أخبرك بأن تخففي من حزنك قليلاً ، وكنت أرى عظامي تظهر كل يوم بشكل مريب فيصيبني الذعر والخوف الشديد! ولم أستطيع أن أخبرك بذلك فالجوع أنهكني وسلبني قواي حتى جعلني لا أستطيع التحدث أو الحركة!!
لا تحزنِ يا أمي فأنا هنا في السماء قد أكلت وشبعت ولعبت وفرحت وقد وجدت أُناساً طيبون ليسوا كبشر الأرض أكرموني وأشبعوني وأصبحت أعيش عيشةً هانئة سعيدة
لا تحزنِ فأنا هُنا حيث العدالة الإلهية التي ستقتص من كل طاغوت ومتجبّر.