الخبر وما وراء الخبر

“الوطن حين ينادي”

58

بقلم | سعاد الشامي

لو سألتهم: ماذا يعني لكم الوطن؟

لتغنَّى الجميع وأسرفوا بالتعابير الرنانة تجاه رمال وتراب الوطن، وسكبوا أجمل معانيها لحظة السؤال!

لو سألتهم: هل تحبون الوطن؟!

لقال الجميع نعم وذهب كُلٌّ بطريقة حبه إلى آفاقٍ بعيدة يستحقون أن يمنحوا عليها وسام الوطنية بكل جدارة!

لو سألتهم: هل يستحق هذا الوطن منا التضحية والفداء؟

لهتف الجميع بالروح بالدم نفديك يا يمن، حتى ترد أصداء الجبال هنيئاً هنيئاً لهذا الوطن!

لو قلت لهم الوطن الآن يناديكم بحاجتكم أن تتحَـرّكوا للدفاع عنه وحمايته من أباطرة المجرمين الذين استهدفوا كُلّ شيء فيه من بشر وحجر وشجر، والآن يسعون بكل مايتملكون من عدة وعتاد إلى إحتلال الحديدة بسواحلها وموانئها وثرواتها البحرية حتي يتمكنون من إستكمال حلقات الحصار الجائر والحكم عليكم بالموت قصفا وجوعا فهلا نفرتم معنا إلى معركة الساحل ؟!

لقالوا “فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ”!!!!!

وآسفااااه!!

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ”.

أين أنتم من الوطن الأم الذي طالما تغنيتم وبالغتم وغاليتم بحبه؟!

نسيتموه! أغلقتم كُلّ نافذة قد تطلوا منها عليه بأية تضحية!

هانت عليكم دماء الأبرياء وآهات الجرحى ومعاناة المرضى ومأساة الجوعى؟!

أم أن الجبن قد تجاوز بكم حدود الوطن؟!

مع ذلك لن تسأم حروفي من السير صوب نصحكم وسأنهي كلامي بلطف على سبيل الأمل، وأقول: إخوتي النفير.. النفير.. الوطن للجميع والدفاع عنه لا يحتمل التأجيل.