الخبر وما وراء الخبر

مؤامرة أمريكية جديدة… يصاحبها تصعيد عسكري لقوى العدوان في الساحل الغربي.

45

طرحت أمريكا على لسان وزيري الخارجية والدفاع، مبادرة أمريكية تدعو إلى وقف عاجل لإطلاق النار في اليمن، وجلوس الأطراف المتناحرة على طاولة المفاوضات في غضون شهر واحد.

الموقف الأمريكي الذي بدا وكأنه تغير بين ليلة لا تزال اسبابه غامضة الملامح لدى الكثيرين، الا انه بات مألوفا لدى العديد من المراقبين والسياسيين اليمنيين. لا سيما وان هذه المبادرة تأتي في ظل تحشيد عسكرى لتحالف العدوان في العديد من المناطق بينها الساحل الغربي، ما يجعل هذه المبادرة بمثابة مسكنات من شأنها اتاحة الفرصة امام المرتزقة وقوى العدوان للسيطرة على مناطق جديدة.

ويرى الكثير من المحللين أن المبادرة تفضح الرياض وتبعيتها للقرار الأمريكي الذي يسعى الى تقسيم اليمن ضمن مناطق حكم ذاتي في اليمن، مدعية أنها الحل للأزمة، ومطالبة بمشاركة كل أطراف النزاع في المفاوضات التي ستبدأ الشهر المقبل.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إنه حان الوقت الان لوقف الأعمال القتالية في اليمن والبدء بالتفاوض.

واعترف بومبيو لاول مرة بأن صنعاء تستهدف الامارات والسعودية بالقصف الصاروخي والطائرات المسيرة، مشترطا وقف هذا القصف، لوقف الغارات الجوية على المناطق المأهولة في اليمن، داعيا أطراف النزاع الى المشاركة في المفاوضات التي تقودها الامم المتحدة لانهاء الحرب، المقرر بدأها الشهر المقبل.

الدعوة ذاتها وجهها وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس الذي كشف أيضاً عما اسماها خططا رئيسية لاحلال السلام في اليمن، وقال ان خطته طرحت خلال مؤتمر عقد قبل ايام في البحرين وترتكز على تقسيم البلاد الى مناطق حكم ذاتي بعد عملية تدريجية لنزع السلاح واعادة حكومة عبد ربه منصور هادي الى البلاد، وينص الجزء الاول من الخطة على تامين الحدود اليمنية السعودية وافراغها من السلاح بالتزامن مع وقف الغارات السعودية.

وقال ماتيس: “نريد أن نرى الجميع حول مائدة سلام يعتمد على وقف إطلاق النار، على أساس التراجع عن الحدود والتوقف عن شن الغارات بما يسمح للمبعوث الخاص مارتن غريفيث بجمع الفرقاء في السويد وإنهاء هذه الحرب، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي سنعتمدها لحل هذه الازمة”.

وأضاف: “ثانيا، أعتقد أن نزع السلاح وفق جدول تدريجي طويل. أنا أقول إننا لسنا بحاجة الى صواريخ توجه في أي مكان في اليمن بعد الآن.
لا أحد سيغزو اليمن. سوف نعود إلى الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وبحيث تعطي المناطق التقليدية لسكانها الأصليين، لكي يكون الجميع في مناطقهم، ولا حاجة للسيطرة على أجزاء أخرى من البلاد، ولنترك الدبلوماسيين يعملون على إضفاء لمساتهم السحرية الآن. لكن ذلك يجب أن يبدأ كما أرى على طول هذين الخطين”.

ويرى البعض ان الخطة الأميركية ترمي لايجاد مخرج لدول العدوان من مأزقها العسكري في اليمن وازمتها الدولية بسبب المجازر التي ترتكبها ضد المدنيين وقد لاقت الخطة ترحيبا فرنسيا، حيث قالت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي في حديث اذاعي، ان بلادها تمارس ضغوطا بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل الى حل سياسي في اليمن لعدم جدوى الحلول العسكرية وعدم قدرتها على تحريك الأزمة.

وصرّحت الوزيرة “حان الوقت لتتوقف هذه الحرب ومن المهمّ أيضاً وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا، أن يتحسّن الوضع الانساني وأن يتم تسهيل إيصال المساعدات الانسانية”.
من جانب آخر أعلنت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم أن بلادها مستعدة لاستضافة محادثات من اسمتهم بالأطراف المتنازعة.

حديث ماتيس عن مناطق حكم ذاتي يكشف عن نوايا امريكا التفتيتية، كما يمثل اعترافات واضحة بأنهم يريدون الوصاية على قرار الشعب اليمني.

وكان عبدالباري عطوان غرد على صفحته الرسمية في “تويتر معتبرا ان إعتراف الأمريكي في إستهداف الصاروخي اليمني، يعتبر تطور سياسي جديد في الموقف واشنطن تجاه العدوان السعودي الإماراتي على اليمن؛ لكن هناك سؤال، ما هو حقيقة هذا الموقف الأمريكي وهل سيؤدي الى إنهاء الحرب على اليمن؟

وقال مخطط الحكم الذاتي الأمريكي يعتبر محاولة جديدة من محاولات اميركية فاشلة وهدفه الحقيقي هو تركيع اليمن وسلب سيادته وتفتيته خاصة بعد انكسار العدوان ميدانياً في الساحة اليمنية، لكن حنكة القيادات اليمنية سيؤفر لهم فرصة لإجهاض كل المؤامرات.