الخبر وما وراء الخبر

لماذا الإحتفال بالمولد النبوي الشريف؟!.

187

بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)

ونحن على عتبة الثاني عشر من ربيع الأول والذي ولد في مثل هذا اليوم النور، ولد الهدى، ولد رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، والذي كان مولده حياة حقيقية للبشرية.

في زمن الظلمات وعصر الجهالات ومرحلة الضلال يولد النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ليشع بنوره أرجاء الكون، فمثل مولد الرسول الأعظم نقلة عظيمة للعرب في تلك المرحلة.

ولأهمية الرسالة الإلهية وعظمة شخصية الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وعلى آله) إهتم الكثير من المسلمين بالإحتفال بمولده الشريف، فجعل البعض هذه المناسبة بداية الإنطلاقة المستمرة وبكل شغف مع تعهده لمقام رسول الله المعظم بالسير على خطاه والإقتداء به والتحرك وفق منهجيته السامية.

فالإحتفال بمولد الرسول الأعظم هو تعظيما لشعائر الله، لأنه لا يعظم شعائر إلا المتقون (( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))، فأي شعيرة أكبر وأعظم من نور المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأي مناسبة يفرح بها المؤمنون أعظم من مناسبة المولد النبوي الشريف، وأي فضل أعظم من فضل رسول الله، هذا الفضل العظيم من الله لعباده، وأي رحمة أعظم من الرحمة المهداة من الله لخلقه، والله يأمرنا أمر بأن نفرح بفضل الله وبرحمته (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) ولولم تكن إلا هذه الآية الكريمة وهذا التوجيه الإلهي العظيم لكان كافيا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بأن نحتفل بمولد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

فالإحتفال بمولد الرسول الأعظم هو تعظيما وتمجيدا وتقديسا وإجلالا وإكبارا لرسول الله محمد خير خلق الله، والإحتفال بمولده الشريف إستجابة لله في أمره لنا بأن نفرح بفضله ورحمته، وكذلك الإحتفال بالمولد النبوي الشريف هو تقديرا وتعظيما لفضل الله علينا، وشكرا لنعمة الرسالة الإلهية، ورعاية لرحمة الله، وتعبيدا لأنفسنا لله في الإمتثال بأوامره.

أعظم قيادة شهده التاريخ البشري ولا يستحق أن نحتفل بمولده الشريف، أفضل مخلوق لا يستحق أن نفرح بمولده، إن هذا إنكارا للجميل وجحودا بإحسانه إلينا.

فالشعب اليمني العظيم في إحتفاله بمولد الرسول الأعظم يقدم في واقعيته أنه أكثر الشعوب تعظيما وتقديسا لرسول الله محمد، وسيحتشد رجال الإيمان والحكمة إلى ساحات الإحتفال رغم الجراح والآهات ورغم الحصار الإقتصادي عليه سيظهر في ساحات الإحتفال عظم ولائه لرسول الله محمد مجددا لرسول الله العهد بأن تبقى رسالته خالدة، وسيواصل سيرة رسول الله وسنته في جهاد الطغاة المستبدين وقتال المجرمين الظالمين، وسيحمل الرسالة المحمدية مهما كانت التحديات والمخاطر.

سيخرج الشعب اليمني وهو مضرجا بدمائه ضامرة بطونه قائلا (لبيك يا رسول الله) فنحن أنصارك ونحن رجالك في الجاهلية الأخرى.

فعذرا يا رسول الله إن الأعراب سفكوا دمائنا ودمروا بلادنا طاعة لليهود وإستجابة للطاغوت ولكننا يا رسول الله لن نقول عذرا في قتالهم ولن نكون إلا كما كنت مجاهدين مقاتلين للكفار والمنافقين وبكل غلظة وشدة، ولن نختار غير طريقتك العظمى.

لبيك يا رسول الله في ميادين الوغى وساحات القتال وجبهات العظماء، لبيك يا رسول الله بدمائنا وأرواحنا وقلوبنا وعظامنا، لبيك يا رسول الله بآبائنا وأبنائنا وإخواننا وعشائرنا وأموالنا، عهدا منا بالولاء والوفاء لله ولك يا رسول الله ولأعلام الهدى، (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))