البورصة السعودية تخسر 6.4 مليار دولار بسبب خاشقجي
خسرت الأسهم السعودية نحو 24.2 مليار ريال (6.4 مليار دولار)، منذ بداية الشهر الجاري، نتيجة مخاوف المستثمرين من التداعيات الخطيرة لاغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتأتي هذه الخسائر رغم المكاسب التي حققتها الأسهم المقيدة، الأسبوع الماضي، بعد تدخل حكومي للشراء، وفق مراقبين.
وارتفعت القيمة السوقية للأسهم بنحو 48.7 مليار ريال (12.9 مليار دولار)، الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسبوع السابق عليه.
ووفق بيانات إدارة البورصة، بلغت القيمة السوقية للأسهم نهاية الأسبوع الماضي 1874.7 مليار ريال (499.9 مليار دولار)، مقابل 1898.9 مليار ريال (506.3 مليار دولار) في 30 سبتمبر/أيلول الماضي.
ونقل المحلل في أسواق المال الخليجية “معتز راشد” أن “قلق المستثمرين لا يزال قائما بشأن مصير الاستثمار في السعودية بشكل عام والبورصة بشكل خاص، هناك حالة عدم يقين، الجميع يتحدث عن أن تداعيات قضية خاشقجي لم تبدأ بعد، رغم ما شهده مؤتمر مستقبل الاستثمار من انسحاب شركات عالمية كبرى ومستثمرين ومسؤولين من دول أوروبية كبرى من المؤتمر”.
وأضاف “راشد”: “رغم محاولات الطمأنة التي اتبعتها الحكومة، من خلال عمليات الشراء التي قادتها مؤسسات مالية للشراء في البورصة، على مدار الأيام الماضية، إلا أن ذلك يبدو من وجهة نظر البعض مقلقا أكثر، لأن أي تراجع في الدعم الحكومي للسوق سيؤدي إلى تبخر محافظ المستثمرين الأفراد، الذين يأملون استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية”.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن قضية مقتل “خاشقجي”، باتت تشكل عائقا أمام مساعي الإصلاح الاقتصادي لولي عهد المملكة “محمد بن سلمان”، مشيرة إلى أن الأزمة تأتي فيما تعاني الرياض من انخفاض أسعار النفط.
ونقلت “نيويورك تايمز”، عن “كارين يونغ”، الباحثة في مركز “أميركان إنتربرايز” (مقره واشنطن)، أن الأزمة ذات بعدين، سياسي واقتصادي.
ولفتت إلى أن مقتل “خاشقجي” داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، أدى إلى إلغاء العديد من الوجوه البارزة مشاركتهم في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي عقد في الرياض يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، برعاية “بن سلمان” تحت عنوان “دافوس الصحراء”.
وبينما صورت السلطات السعودية جريمة قتل “خاشقجي” على أنها “تصرف فردي تم بدون علم القيادة”، أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن إلقاء تهمة القتل على عناصر أمنية لا يقنع أنقرة، ولا الرأي العام العالمي، كما أن دولا مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا شككت في الرواية السعودية.