التقرير القاتل لأرتال الساحل..!
بقلم / مصباح الهمداني
بالتأكيد أنكم سمعتم ما سمعته منذ أكثر من سنة، فقد سمعت من محللين عسكريين أجانب وعرب وخلايجه وحتى من قادة المرتزقة المحليين، بأن معركة الحديدة ستكون أسهل وأسرع معركة ولن يصمد (الحوثيون) لأسابيع، ومما قالوه أيضا بأن (الحوثيين) لا قوة لهم إلا في الجبال.
وللإنصاف فإن كلام المحللين والمرتزقة منطقي جدا، فالحديدة أرض منبسطة ويحتضنها البحر بشريط ساحلي طويل، وبنظرة مجردة نجد بارجات أمريكا وعبيدها تمخر عباب البحر ولا تتوقف عن القصف، وفي السماء عشرات بل مئات الطائرات التي لا تتوقف عن الرصد والقصف والتحليق، ومن المخا والخوخة تدخل مئات بل آلاف المدرعات حاملة تشكيلة من المرتزقة المستأجرين من كل أسواق العبيد في العالم.
كانت كل المؤشرات والدلائل والمعطيات تتحدث عن انتصار كاسح للغزاة ومرتزقتهم، وما إن بدأ الهجوم حتى توالت قنوات العالم تعلن عن تقدم جحافل المدرعات تحت تمشيط أسراب الطائرات وأن الحديدة ستكون تحت حكم عبيد أمريكا خلال ساعات، ومن المضحك المبكي؛ أن دويلة الإمارات حددت ساعة الصفر وأعلنت النصر في قنواتها وأنها احتلت الميناء والمطار، وبالمقابل كانت صوت الحقيقة وصورة الواقع؛ قناة المسيرة تكشف سير المعركة بالصوت والصورة وكانت الشمس تكشف حجم خسائر الغزاة، وكانت السماء توثق الحرائق المتصاعدة من المدرعات والتي لا تتوقف، وتناقل العاملون خبرا، امتلأت مستشفيات عدن بالجرحى والقتلى وشوهدت الرمال وهي تبتلع المئات من الجنود المرتزقة، وبعد أشهر أدركت دويلة الإمارات المستنقع خاصة بعد أن هلك الكثير من ضباطها؛ فقررت إبعاد مرتزقتها من الإمارات الشمالية عن المؤخرة ووضعهم في عدن، ودفعت بأرخص المرتزقة إلى الواجهة لاستكمال إجراء تجاربها المستمرة عليهم.
ولم تكن أمريكا ببعيدة عن المعركة، فطائراتها تقصف وترصد وتصلها التقارير من دويلة الإمارات ومملكة بني سعود بأن التقدم مستمر وأن أرتال المصفحات وصلت إلى حيس والدريهمي وكيلو 16 واستمرت الرواية تتكرر كل يوم، لكن أمهم أمريكا لم تعد تثق بهم؛ وقررت إرسال فريق متخصص من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وخبير لرصد المعركة من أرض الواقع، وبالفعل وصلوا جبهات الساحل وتحدثوا مع قادة وجرحى المرتزقة وخرجوا بتقرير مكتوب ومصور يجب أن يقرأه أولئك الذين لا يصدقون إلا أمريكا، أولئك الذين قلنا لهم إن في اليمن رجال فقالوا إنه التحالف، أولئك الذين قلنا لهم إن اليمن مقبرة الغزاة فقالوا لا قبل لكم بهم، أولئك الذين قلنا لهم هناك أشبال فقالوا إنما هم أطفال، أولئك الذين قلنا لهم صمودنا أبدي فقالوا إنما هي أيام وتحسم المعركة، أولئك الذين قلنا لهم سنحرق الغزاة بالطائرات المسيرة فقالوا إنما هي ألعاب أطفال.
على جميع المهزومين قراءة ومشاهدة تقرير فريق الصحيفة الأمريكي والذي جاء صادما لأسياد الغزاة في عقر دارهم وللنعال والعبيد في المستنقع بشكل أكبر.
لقد أورد التقرير صورا ومقاطع لأرتال المدرعات الحديثة على طول الطريق وقد تحولت إلى خردة بعد تدميرها وإعطابها، وتحدث الفريق مع قادة وعسكريين فقالوا لهم إنهم يواجهون على الأرض مقاومة شرسة ومن الجو الطيران المسير والذي يباغتهم في مواقع حساسة وتجمعات سرية، وتحدث التقرير على أن غالبية القتلى من الجنوبيين، فيما أبعدت الإمارات جنودها إلى عدن وجعلت السودانيين في معسكرات بعيدة لحمايتهم، ومما قاله بريقوري بيجنسون أحد الخبراء في التقرير: إن سنوات من الغارات الجوية فشلت في إزاحة(الحوثيين)، وختاما:
لقد راهن الأعداء على أمريكا وسلاحها وطائراتها وراهن اليمنيون على ثقتهم بربهم وبقيادتهم وبأولئك العظماء الأشداء، فجاءت المعجزات تلو المعجزات من التصنيع الحربي إلى القوة الصاروخية والجوية والبحرية حتى أصبح العالم حائرا ومعترفا؛ أمام صمود وصبر وحكمة وبسالة رجال اليمن، فهل من مدكر؟.