الكيلو 16 لم يبح بعد بكل أسراره..
تقارير |المسيرة نت – إبراهيم الوادعي
نجح الجيش واللجان الشعبية خلال اليومين الماضيين من في استعادة السيطرة على مساحات مهمة جدا جنوب منطقة الكيلو 16 في الحديدة، مكبدين عملاء العدوان خسائر كبير في الأرواح المعدات، وانتهت بتحقيق هدف العملية الهجومية في تامين واسع لمحيط الخط الاسفلتي بكيلو 16 وهو ما أعلنه أحد المجاهدين الذي لم ينفض عنه غبار المعركة التي توزعت بين الليل والنهار وفق المشاهد التي بثها الإعلام الحربي، وعملت فيها كل القطعات العسكرية بتنسيق دقيق ومتقن.
للسيطرة على منطقة الكيلو 16 وقطع الخط الاسفتلي الرئيسي الرابط بين مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة صنعاء، وضعت قوى العدوان كافة إمكانياتها العسكرية، وجرى استقدام ضباط أمريكيين للإشراف على العملية التي بدأت مطلع سبتمبر الماضي بهدف السيطرة والبقاء.
أكثر من شهر وعشرين يوما إلى الآن لم يتحقق لقوى العدوان، وللإمارات تحديدا التي فتحت خزائنها بلا حساب، هدف الاستقرار وتثبيت السيطرة على منطقة الكيلو 16 سوى الاستقرار غير المؤمن في قرى ومناطق صحراوية جنوب الخط الإسفلتي، اتخذت منها مراكز للقصف المدفعي وإيذاء حركة المرور على الخط الإسفلتي بين الكيلو 8 وجولة السفين بالكيلو 16.
ذروة العملية الهجومية الكبيرة التي قادها ضباط أمريكيون وبمشاركة إسرائيلية جوية بطائرات الدرون كانت في الـ 12 من سبتبمر الماضي، وخلال هجوم ذلك اليوم بمساندة مكثفة من مختلف أسلحة الجو التابعة لتحالف العدوان وصلت بعض القطع العسكرية لقوات العمالقة المشكلة من خليط الجماعات السلفية وداعش والقاعدة إلى الخط الاسفلتي في منطقة الكيلو 10، قبل أن تنكفئ وتتلقى واحدة من أعظم الهزائم في الساحل الغربي ، وفقدت قوات العملاء فيها مئات القتلى والجرحى وعشرات القادة بين أركان حرب اللواء الأول عمالقة عدنان الحمادي المقرب من أبو زرعة المحرمى زعيم داعش في اليمن وقائد ألوية العمالقة الذي انتقل بصفقة مع الإماراتيين للقتال في صالحهم في الساحل الغربي.
خلال الفترة الممتدة بين الـ 12 من سبتمبر وحتى الـ 20 من أكتوبر تكبدت قوات العمالقة خسائر جسيمة في صفوف مقاتليها وجلهم من المحافظات الجنوبية بعمليات عسكرية متنوعة ومتعددة.
التقرير الميداني الذي أعدته مجلة النيوزويك الأمريكية عن معارك الساحل الغربي وأشارت فيه إلى أن القتلى والجرحى جميعهم من أبناء المناطق الجنوبية حيث يفدون على مستشفيات أعدها الإماراتيون في المخا وعدن بالعشرات جثثا وأنصاف أحياء وفق توصيف المجلة الأمريكية، التي أشارت إلى أن الإماراتيين بعيدون عن جبهات القتال مئات الكيلو مترات وهم في معسكرات محمية بالجنود السودانيين التي انكفأت لحراسة القوات الإماراتية بعد تعاظم خسائرها الميدانية.
وبالعودة إلى عملية الأمس الواسعة وتأمين مساحات واسعة وسيطرة على مواقع للمرتزقة جنوب الكيلو 16، فإن العملية تظهر بالإضافة إلى عزيمة المقاتلين وحماستهم لتحرير أرضهم، حرفية عالية في القيادة التي نجحت في توظيف كل امكانياتها من وحدة هندسة تسللت الى خلف مواقع العدو وزرعت كمائن متفجرة، وتشاركت في مراحل معينة من العملية مع القوة الصاروخية في استهداف تجمعات العدو.
المشاهد التي بثها الإعلام الحربي أظهرت عبوات تنفجر بتجمع آليات للمرتزقة، وتجمعات استهدفتها صواريخ زلزال واحد، ومجاميع من المرتزقة تلوذ بالفرار لا تلوي على زملائها ممن وقعوا في كمائن الجيش واللجان.
وما أكد صدمة التحالف تجاه العملية الهجومية التي جرى الإعداد لها والتحضير ضمن منطقة صغيرة هي تحت رصده الكامل على مدار الساعة، إذ عمد إلى قصف مجاميع المرتزقة الفارين تحت ضغط الهجوم الواسع والمتكامل.
وفي المشاهد لايغفل المجاهدون إظهار الاحتقار للسلاح الأمريكي والأيدي التي وضع فيها، وبالولاعات يصور الإعلام الحربي مقاطع لإحراق مدرعات أمريكية بعد فرار عناصر العمالقة حافيين من المواقع التي استعادها مقاتلو الجيش واللجان الشعبية، تاركين السلاح الأمريكي الذي تدفع الشعوب الخليجية ثمنه عرضة للحرق بقداحة.
منطقة الكيلو 16 منطقة صغيرة مكشوفه، لكن حجم التركيز لتحالف كبير يضم على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، ودول غنية كالإمارات والسعودية، وسيطرة مطلقة من الجو والبحر القريب من مكان العملية الهجومية التي شنها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية، جعل من عمليات الدفاع إنجازا عسكريا سيدرس في الجامعات ، واليوم يفاجؤنا الجيش واللجان بالانتقال إلى شن عمليات هجومية بالشكل الذي رأيناه، ناطق الجيش تحدث عن عملية هجومية شنت من أربعة محاور، وقطعات عسكرية متعددة اشتركت فيها حتى نجحت في تحقيق أهدافها .
حقيقة لا تزال أمام أسرار عدة نتوق للكشف عنها في هذه الحرب التي تتطور يوما بعد آخر لصالح المدافعين والشعب المحاصر منذ مايقرب من أربع سنوات.