الخبر وما وراء الخبر

شهيدنا محمد !!

42

بقلم والدك الأسيف / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله.

لحق بركب قائده المجاهد أبي جهاد الشرعي بعد أن ودَّعه وواراه الثرى قائلاً سأُدفن هنا بجواره – وأشار بيده للمكان المجاور لمرقد أبي جهاد .
في جبهة الجوف نال المجاهد الشاب اليافع محمد بن عبدالقادر بن حسين السراجي سلام الله ورضوانه عليه فجر يوم الخميس 9 صفر 1440هـ الموافق 18 أكتوبر 2018م وتمت مواراة جثمانه الطاهر الثرى بعد صلاة الجمعة اليوم وذلك في موكب يليق بحضرة الشهداء وهم يُزفُّون إلى روضتهم بحوث .
محمد الشاب اليافع ترك الوالدين والجد والأعمام والأهل وقرر الدفاع عن وطنه الغالي حيث يتعرض لعدوان لعين تكالبت عليه قوى الشر ومرتزقته قاصدين تركيعه منذ ما يقرب من أربعة أعوام مريرة !!
محمد وأمثاله من صغار الشباب كان المفترض بهم التواجد في فصول المدارس وقاعات الجامعات ولكنهم حين شاهدوا التقاعس والتخاذل والتآمر والتباطؤ كانوا هم الأشجع والأرْجَل والأقوى وهم الأبطال الحقيقيون والفرسان الصادقون !!
محمد الشاب الصغير في مقتبل العمر أكَّد أنه أرجل من العجزة المتفرجين المتخاذلين عن القيام بحمل السلاح لمقارعة الطغيان والإستكبار والظلم والجبروت والعهر العالمي الأعرابي الذي وضع كل قواه السياسية والعسكرية والمالية لذلك الهدف !! وإذا بمحمد وأمثاله الفتيان يؤدون هذا الدور المفترض !!
محمد البطل الصغير حمل همَّ هذا الوطن الجريح فامتشق سلاحه بعد أن كان مرافقاً لقائده المجاهد أبي جهاد الشرعي رضوان الله عليه خلال توليه الإشراف على محور حاشد ثم رافقه في مسيرته الجهادية في الساحل ليلحق به ولكن في جبهة الجوف وليرافقه ولكن في جنة الخلد !!
محمد المجاهد الصغير هانت عليه روحه واسترخص دمه الزاكي مادام في موطن البذل والتضحية والفداء !!
محمد الطاهر أنفق أغلى ما يملك وهي حياته فاضحاً المتقاعسين والمثبطين والواهنين مؤكداً أنه الأشجع والأقوى إيماناً منهم وإن كبروه سناً أو كانوا أكثر منه مالاً وجاهاً ووسامة ومنظراً !!
محمد الشبل المؤمن دافع عن مبادئه ودينه وقيمه وأخلاقه وانتصر لها كاشفاً زيف المفسبكين والمستعرضين المسيئين بأفعالهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم !!
محمد الفارس اليماني تقدَّم الصفوف فنال الشهادة .. عاش شبلاً وقُتل بطلاً .
محمد الشهيد لحق بإخوانه الذين سبقوه علي عبدالعزيز ومحمد عبدالباسط وسامي أحمد وجميع الرفاق المستبسلين في مواجهة العدو سلام الله عليهم أجمعين !!
محمد أيها الليث الصغير : لقد انتصرت لدينك ووطنك فنلت وسام الشجاعة الرباني في الدنيا والآخرة .
خالص العزاء لوالديه وجده وأعمامه ورفاقه والأسرة الكريمة التي انضم محمد إلى سجل تضحياتها الإيمانية شهيداً جديداً .
سلام عليك يا بني بما بذلت وضحَّيت وجاهدت ورابطت وقدَّمت وأنفقت وصبرت وصمدت وكنت الأشجع والأقوى شهيداً خالداً حياً فهنيئاً لك .