لقاء الشرقي بقيادات الأحزاب في ذمار: الأبعاد والدلالات.
ذمار نيوز|تحليلات| فؤاد الجنيد، الخميس 9 صفر 1440هـ، الموافق 18 اكتوبر 2018م.
التقى الأستاذ فاضل الشرقي مشرف عام محافظة ذمار أمس الأربعاء بقيادات الأحزاب السياسية ومكوناتها في المحافظة، جرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان وما يرتكبه من جرائم يومية بحق الشعب اليمني في مختلف المحافظات في ظل صمت دولي مخجل، فضلا عن فرضه لحصار جائر يستهدف تجويع 27 مليون مواطن. واستعرض اللقاء جهود الأحزاب والقوى السياسية ودورها الوطني والمشرف خلال المرحلة الراهنة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدة الجبهة الداخلية وثبات وصمود الشعب اليمني.
إشادة وطنية
الشرقي أشاد بالدور الوطني لقيادات الأحزاب في تعزيز الجبهة الداخلية وحمايتها من الاستهداف المتعمد من قبل تحالف العدوان الغاشم، مؤكدا أن الأحداث المؤسفة التي تظهر بين فينة وأخرى تحت مسميات مشبوهة تأتي ضمن سلسلة مؤامرات العدوان التي تستهدف الجبهة الداخلية والاستقرار السياسي والثبات في مواجهة العدوان، وشدد الشرقي على ضرورة اضطلاع الأحزاب والتنظيمات السياسية بدورها الفاعل في تأسيس الحياة السياسية اليمنية المستقلة عن تأثيرات الخارج، لافتا إلى أهمية تعزيز الجهود وتكاملها بين الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان والعمل على حشد الجهود لرفد جبهات الشرف والبطولة بالرجال والعتاد وتسيير قوافل الدعم للمرابطين في مختلف الجبهات.
مؤامرات متسلسلة
وكشف الشرقي أن استهداف الأحزاب والتعددية السياسية في اليمن ليس وليد اللحظة وإنما هو جزء من مؤامرة العدوان الذي يرى أن تعزيز الديمقراطية في بلادنا قد يؤثر على الأنظمة الحاكمة فيها التي تفرض قيود على الحريات والتعددية السياسية، منوها إلى الاستغلال الرخيص من قبل العدوان لبعض أو قلة من كوادر وقيادات الأحزاب التي باعت نفسها للشيطان وعرًضت رصيد الأحزاب السياسية وتضحيات القواعد وتاريخ الأحزاب للتشويه والإساءة كما عرًضت اليمن وأبنائه لمآسي وكوارث إنسانية لن ينساها التاريخ.
أبعاد اللقاء
من الطبيعي أن يتواجدَ المثقفون والسياسيون وقادة الأحزاب في كُلّ مكونات الصراع محلياً وإقليمياً ودولياً، فالسياسيون ليسو طبقةً اجتماعية مستقلة، وإنما هم أفراد ينتمون إلى طبقات اجتماعية، ووفقاً لانتماءاتهم ومصالحهم يحددون مواقفهم كما حدث في انتفاضة فبراير 2011م، أو ثورة 21 سبتمبر 2014م، أَوْ طيلة الحرب الدائرة منذ مارس 2015م، ومن هنا يضع السياسي المثقف والإيجابيُّ العضوي نفسَه في سياق المصلحة الوطنية المتمثلة بوحدة الأرض واستقلال الوطن وسيادته وتنميته، لهذا وجدنا معظم الساسة قد اختاروا أن يكونوا مع ذواتهم الوطنية ضد العدوان الأمريكي السعودي من خلال المواقف والتوجهات والمقالات والوعي التأريخي بجوهر الصراع؛ فالوعي بالتأريخ ليس سرداً لحكايات فحسب، وإنما موقف نقدي من التأريخ بغرض فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
تفوق واضح
لقد تفوق الخطاب السياسي المواجه ممثلاً في خطاب الشحن الوطني على العدوان الأمريكي السعودي، وعلى دحر الخطاب الثقافي العرقي والمذهبي والمناطقي والجهوي الذي يتبناه تحالف العدوان والأحزاب التي تسير في ذيله وفقاً لأَهْدَافه، فليست هناك استراتيجية وأَهْدَافٌ مستقلة عن العدوان لهذه الأحزاب، ولعل الجميع لاحظ كيف أن التجمع اليمني للإصلاح يسيرُ على طريقة وضع الحافر على الحافر، وفقاً لرغبات العدوان، مما انعكس على تآكل قاعدته الاجتماعية، التي امتدت في كُلّ الجغرافية اليمنية مستخدمة نفوذها في الثروة والسلطة طيلة العقود الماضية كأساس في تواجده، الذي بات مضمحلاً بفعل اصطفافه ضد الوطنية اليمنية، ومنكمشاً لا يتجاوز بضع حوار وقرى في محافظات اليمن القابعة تحت الإحتلال.
رؤوس الثعابين
في عهد الرئيس السابق و “رؤوس ثعابينه” المشاركين له في السلطة والثروة، كانت الأحزاب السياسية في قاموسه “رؤوس ثعابين” وكان السياسي الإيجابي والعضوي عدواً يجبُ محوُه، أَوْ إيصالُه إلى حافة الجنون، ليبقى السياسي والمثقف “الدوشان” الذي يمدَحُ السلطة ويخون المبادئ مقربا من السلطة ومنعما بخيراتها، وبذلك كان أجيراً في الإعلام وشق الأحزاب، وبعد أن شاخ أطل متحدثا عن “الوطنية” وعن “تأريخه الحزبي”، بل وجد في التهجم على “حركة أنصار الله” وإعطاء صورة مزيفة ومشوهة عن الحركة فرصته كي يغسل ماضيه ولكن بأقوال وأفعال هي أشد نجاسة من تأريخه السابق فكان مصيره أن وأدت فتنته ورحل خائنا لشعبه ووطنه وقضيته.
سياسة أنصار الله
يعي العدوانُ الأمريكي أن الدولة المركزية في اليمن تسقط حين تتوفر الأزمات الاقتصادية وفساد الحكم والاضطرابات والصراعات الداخلية، فعمل على توفر هذه الشروط كي يصل إلى شرذمة اليمن، وما لم يكن ضمن حساباته هو إمْكَانية بزوغ حركة ثورية تنطلق من الريف والمحافظات المنسية، لتشكل عائقاً أمام مشروعه، مع أن العدوان الأمريكي السعودي كان قد راهن على أن ظروف اليمن الطبيعية تساعد على تفتيت الوحدة السياسية والاجتماعية في حالة ضعف الحكم المركزية، وعمل على أن يكون لكل جهة من جهات اليمن مشاكلها الخَاصَّـة ومواقفها المنفردة” فكان تحَـرّك “أنصار الله “ليعيد للمركز قوته إدراكاً منهم بأن قوة المركز شرط جوهري لاستعادة اليمن الوحدوي.
سباق الإرتزاق
إن أشمل توصيف لطبيعة العلاقة بين الأحزاب التي راهنت على العدوان الأمريكي السعودي هو قوله تعالى “تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى” تجمعهم فنادق الرياض، وتحالفهم مع الكيان السعودي الإماراتي، وتفرقهم المصالح والتنافس على الارتزاق، كُلّ يقدم نفسه الخادم الأمين لمصالح “دويلات محطات البنزين”.
بيت القصيد
من هنا وتاكيدا على أن سياسة أنصار الله لا تستثني أحد في إدارة الدولة تحت سقف الوطنية والوحدة ومواجهة العدوان، تأتي هذه اللقاءات التي ستظل مستمرة طوال الفترة القادمة وبصورة مكثفة وفاعلة في إطار برنامج ومسار عملي مكثف وواسع يهدف إلى تعزيز عوامل الصمود ومسارات المواجهة والتصدي للعدوان والتحشيد للجبهات، ويعمل على تماسك الجبهة الداخلية، والتصدي لكل النشاطات العبثية التي تستهدف النيل من تماسك الشعب في مواجهة العدوان الأجنبي الأمريكي السعودي الإماراتي ومشاريعه الخبيثة والهدامة، والدفع نحو تفعيل مؤسسات الدولة وتقييم وتعزيز أدائها، وكذا الوقوف الفاعل أمام المستجدات والتحديات والتطورات أولا بأول في إطار مسؤوليات الأحزاب وواجبها الأخلاقي والديني والوطني والقيمي.