المخطط الإسرائيلي للقضاء على ثورة 21 سبتمبر
بقلم | وائل شاري
سعت دولة العدوان السعودي الى افشال ثورة 21 سبتمبر عقب نجاحها والقضاء على مفاصل الفساد ورموزه في الدولة, لم يأتي العمل الدؤوب لدولة العدوان السعودي من فراغ بل بتوجيه من اسيادهم في أمريكا وإسرائيل بسبب مخاوف كبيرة بعد خروج اليمن من عباءة العمالة الخليجية والأمريكية واستقلالها بقرارها السيادي, والذي من شأنه شكل قلقا لدولة الكيان الصهيوني والتي كشفت قبيل العدوان على اليمن بعدة اشهر عن استعدادها لشن حربا ضد الثورة اليمنية, تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن التدخل العسكري في اليمن سيكون عن طريق وكلاء لها في المنطقة , والذي حصل فعلا من خلال العدوان على اليمن ارضا وانسانا من قبل دول العدوان وبدعم امريكي واسرائيلي مباشر.
اوردت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير نشرته أواخر العام 2014 بعنوان ” هل يشكل اليمن خطرا على إسرائيل ” تصريحات لنائب مستشار الامن القومي الإسرائيلي تشاك فريليتش, كشف فيها عن تعاون بين خبراء إسرائيليون مع دول البحر الأحمر لتفادي خطر حركة المرور البحري, معلنا ان هناك تحالف محتمل مع هذه الدول .
واعتبرت الصحيفة في التقرير , ان نجاح الثورة وتمكنها من السيطرة على العاصمة يشكل تهديدا لدولة إسرائيل ولدولة العدوان السعودي كذلك, مضيفة اذا استطاع الثوار اليمنيين من ترسيخ الثورة في اليمن سيخلق خطرا على إسرائيل خاصة مع تواجد ميناء ايلات الإسرائيلي في البحر الأحمر , مشيرة الى ان السعودية والأردن ومصر والسودان وإريتريا، وجيبوتي يمكن أيضا أن تتأثر ل سوف تتعاون مع إسرائيل لمواجهة السيناريو اليمني .
يعتبر التمهيد المبكر من قبل الصحافة الإسرائيلية في شن عدوان على اليمن من اهم الدلائل التي تؤكد وتجزم ان العدوان على اليمن إسرائيلي امريكي وبتنفيذ ايادي تنتسب الى العرب, وطرقت الصحيفة الى علاقة إسرائيل بأذربيجان ومصادقتها لها بسبب عجاء الأخيرة مع ايران ولذلك فأن إسرائيل ستتعامل بنفس الطريقة مع مشاكلها في الشرق الأوسط تحت مبداء ” عدو عدوي افضل صديق لي ” في إشارة الى التعاون الإسرائيلي الخليجي في العدوان على اليمن.
ونقلت الصحيفة عن عوزي رابي, مدير مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط , ان إسرائيل تشكل تحالفات مع الدول المحيطة من الدول غير العربية والأقليات من أجل التغلب على الاعداء من الدول العربية المجاورة , مضيف يجب ان يكون هذا النوع من التفكير توجه سياسة إسرائيل في المنطقة، وعندما يتعلق الأمر باليمن, مضيفا “عدو عدوي يمكن أن يكون أفضل صديق لي , وهو حقاً ذو صلة ” .
تبحث إسرائيل عن أي تحالف خارجي او داخلي يساعدها على محاربة الثورة اليمنية التي باتت تؤرقها واضحت حديث كتابها ومستشاريها عن كيفية القضاء عليها تحت مسميات تهديد الملاحة الدولية, ولذلك سعت الى إقامة تحالفات مع دول في القرن الافريقي قبيل البدء في العدوان على اليمن.
وعن سؤال الصحيفة لعوزي رابي عن إقامة إسرائيل تحالفات مع دول شرق أفريقيا على طول ساحل البحر الأحمر لمواجهة مزاعم سيطرة ايران على اليمن، فأجاب ان هناك تفاهمات مع المملكة العربية السعودية حول ذلك , مضيفا تحتاج الدولة اليهودية إلقاء نظرة على الخريطة وتحديد الفرص المتاحة لها , تماما كما استخدمت إسرائيل الاستراتيجية المحيطة ضد إيران من خلال مصادقة أذربيجان.
خبراء الامن القومي الإسرائيلي وضعوا لمساتهم على المخططات الصهيونية لا قامة تحالف عدواني ضد الثورة اليمنية بما يخدم مصالح إسرائيل ويجعلها بعيدة لتكون متفرجة على معارك وكلائها ضد الشعب اليمني.
واعتبر تشاك فريليتش ، زميل في مركز بلفر في كلية هارفارد كينيدي للإدارة الحكومية ونائب مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل , ان السيطرة المحتملة من هذا النوع في حد ذاتها لها آثار سلبية للغاية بالنسبة لإسرائيل، مشيرا الى ان مصالح إسرائيل في اليمن كبيرة تتمثل في الحفاظ على الملاحة في البحر الأحمر.
وكشف فريليتش عن ملامح التحالف العدواني على اليمن حيث قال , ان السعودية ودول عربية أخرى الى جانب الجهات الدولية الفاعلة الرئيسية، ستكون في صدارة هذه المشكلة ، و إسرائيل ستكون فقط للمشاهدة والأمل بما هو أفضل، مع أخذ اجراءات دفاعية “.
تستمر إسرائيل في حربها على اليمن من خلال دول العدوان وللعام الرابع على التوالي , وفي هذا التوقيت الذي منيت دول العدوان بخسائر كبيرة وهزائم متتالية لم تستطع دولة الكيان إخفاء الهزيمة فسارعت الصحافة الصهيونية الى نشر تقارير تتحدث عن مصلحة إسرائيل في استمرار الحرب على اليمن.
ونشر مركز الامن القومي الإسرائيلي تقريرا الشهر الفائت , اعتبرت فيه ان مصلحة إسرائيل واضحة وهي ان تكون دول العدوان على اليمن صاحبة اليد العليا بسبب ما اسمتها التهديدات التي يشكلها الجيش واللجان للمصالح الإسرائيلية , موضحة في تقريرها ان إسرائيل استطاعت ان تصل ال ى الساحة اليمنية من خلال وجودها عسكري في اريتريا .
وعادت الصحافة الإسرائيلية ترديد ما نشرته قبل اربع سنوات من العدوان على اليمن بوجود تعاون كبير مع دول البحر الأحمر والممثلين في ساحل البحر الأحمر في إشارة منها الى الدول التي تملك قواعد عسكرية على طول الشريط الساحلي في القرن الافريقي, معرجة في تقريرها الى ان إسرائيل تواجه تهديدات امنية بسبب وجود بعض الدول في البحر الأحمر التي تعادي دولة الكيان.
برغم المؤامرات الكبيرة التي حيكت ضد الثورة اليمنية من قبل دولة الكيان الإسرائيلي ووكلائها العرب, الا انها لازالت صامدة وأثبتت للعالم اجمع انها قادرة على البقاء والصمود في وجه العدوان الغاشم؛ وصنعت جيل متسلح بروح ثورية مستعد لتصدير ثورته الى أماكن أخرى في العالم .