مقومات تحقيق الاكتفاء الذاتي في القوت الضروري في اليمن
اعداد/ أحمد الديلمي.
إن واقع الحال في ضل استمرار العدوان الأمريكي السعودي والحصار الغاشم على اليمن يُجبر على اتخاذ عددٍ من التدابير العاجلة والكفيلة بالسعي نحو التنمية الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القوت الضروري والذي يكفل الاستقلال عن الواردات الخارجية والاعتماد على الإنتاج المحلّي لتغطية الاحتياجات الأساسيَّة للاستهلاك قدر الإمكان.
ولا ينبغي اطلاقاً توسم الخير من دول الخارج من أجل أن يمدِّوا بما تحتاجه اليمن من الواردات لسدّ الاحتياجات الأساسية المتزايدة، أو غيرها، فالمشكلة الاستراتيجية التي تعانيها اليمن اليوم جرَّاء العدوان الظالم، والحِصار الجائِر؛ يُمكنها أن تتكرر في أي وقتٍ من الأوقات وفي سيناريوهات متوقعة مستقبلاً في ضل هيمنة قوى الاستكبار وسعيهم الدؤوب للهيمنة على اليمن ارضاً وانسانا، وسلب قرارها الوطني، وهذا ما يوجب علينا التأمل في ما يؤكد عليه الشهيد القائد، حين يقول:”ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن تهدد، وتهدد من قبل من؟ تهدد من قبل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم. لا بد لها من الاهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجياتها الضرورية” ( في ضلال دعاء مكارم الاخلاق، الدرس الثاني).
إن اليمن بلد غني بإمكاناته وموارده الطبيعية، وبلدا زراعياً تتوفر له كل الإمكانيات والمقومات التي تجعل منه سلة غذاء واعد ليس لليمن فحسب بل ولغير اليمن أيضاً، غير أنه تحول إلى بلد مستورد للغذاء لسد حاجاته من السلع الضرورية، حيث أهلمت الأراضي الزراعية، ولم يتم إعطاء الزراعة ذلك القدر الكافي من الاهتمام، ناهيك عن اتساع نطاق الهجرة من الريف إلى المدينة، فلم يعد الإنتاج الزراعي قادرا على سد احتياجات المواطنين من الغذاء في ضل الاعتماد على الاستيراد.
وفي خضم ذلك، يشير الشهيد القائد إلى توافر المقومات الأساسية في اليمن، والتي تمكنها من التنمية الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القوت الضروري، لاسيما وأن اليمن يمتلك كامل المؤهلات الطبيعية للإنتاج الزراعي، ويما يؤهله لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع الغذائية، ومرّد ذلك الأراضي الشاسعة والصالحة للزراعة والتي بمقدورها انتاج كل الحاجات من الغذاء وتحديداً الحبوب والتي تكفي إذا تمت زراعتها لليمن ولغير اليمن، يقول:”في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة، ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من استراليا ومن الصين وغيرها؟ واليمن يكفي – لو زُرع – لليمن ولغير اليمن ” ( يوم القدس العالمي).
ويدحّض الشهيد القائد في نفس الوقت مزاعم من يقولون إن اليمن أراضي جبلية، حيث يقول:”هذه مناطق جبلية، أراضي محدودة، لو تأتي لتلصقها بعضها لبعض لما ساوت منطقة صغيرة في بلاد تهامة، أو في حضرموت، أو في مأرب، أو في الجوف..” ليتساءل بعد ذلك بالقول: “لماذا لا تزرع تلك الأراضي؟” (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق، الدرس الثاني).
وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة في الجمهورية اليمنية (1.539.006) هكتار، فيما تمثل المساحة، وتتسم الزراعة في اليمن بالتنوع نظرا لما تتمتع به من تفاوت الخصائص المناخية الناتجة عن تفاوت معدلات الأمطار ودرجات الحرارة والرطوبة واختلاف الظروف الطبوغرافية مما أدى إلى اختلاف الأقاليم النباتية والذي ساعد على تنوع الإنتاج إلا أن اعتماد العديد من المناطق على الزراعة المطرية يؤثر على استدامة الإنتاج الزراعي.
ويقدم الشهيد القائد الشواهد من تجارب الشعوب الأخرى الشعب الياباني أنموذج والذي استطاعوا أن يزرعوا فوق أسطح المنازل وفي شرفات المنازل، حيث يقول: “اليمن صخرة لا يصلح أن يزرع فيه شيء!! أصبح وكأنه صخرة واحدة…ولو كان صخرة واحدة لاستطاع الناس كما عمل اليابانيون أن يزرعوا فوق أسطح المنازل وفي شرفات المنازل، ألم يكن بالإمكان أن يزرعوا فوق الصخرة؟ يعمل قليل تراب فوق الصخرة هذه ويزرع فيها أي شجرة مفيدة؟” (من نحن ومن هم).