مسمار أردوغان في سوريا بدأ يصدأ
يبدو ان الايام “الجميلة” للثلاثي ، التركي السعودي القطري ، الحاضن ل”داعش” والجماعات التكفيرية في سوريا ، اشرفت على الانتهاء ، وان ليل الكوابيس اخذ يقبل ، بعد ان افشل الجيش والشعب السوري ومن ورائه محور المقاومة واصدقائه في المنطقة والعالم ، المؤامرة الصهيونية الرجعية ومن ورائهما امريكا ، لاسقاط سوريا المقاومة والممانعة ، واقامة سوريا الانبطاح والتبعية الذليلة.
من اكثر القرائن التي تشير الى انتهاء شهر العسل التركي في سوريا ، واحلام اليقظة التي كان فيها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، يمني النفس باسقاط الرئيس بشار الاسد ، وتقسيم سوريا وتحقيق حلم القوميين الاتراك في استقطاع شمال سوريا والحاقها بتركيا ، عبر استغلال وجود اقلية تركمانية هناك ، يرفع اردوغان “الاسلامي” راية الدفاع عنهم انطلاقا من دوافع قومية وشوفينية ، عملا “بمبدأ ” “عودة الفرع الى الاصل”.
بعد ان فاجأ التدخل الروسي القوي في سوريا الجميع وفي مقدمتهم تركيا ، بعد ان اتضح لسيد الكرملين ، ان ما يجري في سوريا مؤامرة كبرى لا تقف مع اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ، بل تتعدى هذا البلد الى دول القوقاز الاسلامية في روسيا ، من اجل نقل الفوضى والخراب الى هناك ، عبر ذات الثلاثي التركي السعودي القطري ، مدعوما من امريكا والصهيونية العالمية ، فكان لابد من وأد المؤامرة الامريكية الصهيونية ، في سوريا ، قبل فوات الاوان.
تسريبات صحيفة “البرافدا” الروسية حول ضرورة وضع حد لتدخل ثلاثي الفتنة والخراب ، تركيا والسعودية وقطر، والعمل باي شكل كان لوقف تدخلهم السافر في الشان السوري ، كانت بمثابة الرسالة الروسية الواضحة الحروف ، لمن يهمه الامر ، ويبدو ان الاتراك هم اكثر من اي طرف اخر قرأ الرسالة ووقف على مضمونها ، وفهم المقصود منها ، لذلك تقلص حجم تدخلهم العسكري المباشر في سوريا وخاصة في الشمال السوري وعلى الحدود بين البلدين ، حيث كانت الطائرات والدبابات والمدفعية التركية تقصف مواقع الجيش السوري ، كلما اصطدم الجيش مع الجماعات التكفيرية والجماعات التي شكلتها وجندتها وسلحتها تركيا بشكل مباشر مثل “لواء السلطان مراد” ، الذي دخل الاراضي السورية من معبر باب السلامة على الحدود مع تركيا ، واستقر في المواقع التي انسحبت منها “جبهة النصرة” ، الفرع الرسمي للقاعدة ، في شمال سورية ، تحت اشراف تركي كامل.
اليوم وبعد صمود الجيش السوري والمقاومة والتدخل الروسي القوي ، اخذ الاتراك ، يغيرون لهجتهم في التعامل مع الازمة السورية التي كانوا من اكبر الجهات مسؤولية في اختلاقها ، حيث قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا دعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة “الهجمات على التركمان” في سوريا.
هذه اللغة التركية لم تكن نسمعها قبل اليوم ، ويبدو ان الاتراك لم يعد بمقدورهم ان يتدخلوا تحت ذريعة الدفاع عن التركمان ، مسمار اردوغان الذي اخذ يصدأ ، وسيتآكل ويسقط ، قبل ان يتمكن اردوغان من تعليق اي شيء عليه ، لا سيما ان الجميع ومن ضمنهم الشعب التركي يعرف جيدا ، انه لا القصف الروسي ولا القصف السوري ولا الجيش السوري ، يستهدفون التركمان ، الذين يمثلون مكون مهم من مكونات الشعب السوري ، وان المستهدف في شمال سوريا ليس الا العصابات التي جندتها تركيا لزرع الفتن المذهبية والقومية داخل سوريا ، ومن بينها “لواء السلطان مراد” و “جبهة النصرة” و “جيش الفتح” و…
* نبيل لطيف- شفقنا