الخبر وما وراء الخبر

قفوا برهة.. “ابو قاصف قبل الإستشهاد “

52

بقلم /عفاف محمد*

*قفوا برهة وقفة إجلال*

*لن أتكلف في حديثي لأصف المشهد وأبتكر في أساليب الحديث وأخترع المعاني ولن أرخي العنان للخيال لينطلق شارحاً واصف .*

*لن أجاري الشعراء والكتاب في أساليبهم ومناهجهم . فما انسكب في نفسي من بعد مشاهدة مقطع الفيديو هو ذاته الذي نسكب في نفوسكم.*

*ونحن سكوت لا نتكلم ولا ننبس بحرف واحد . فقد أدركنا عظمة المشهد .*

*المجاهدون.. بشر يصعب وصفهم*

*لا أظن البلاغة تستوفي مناقبهم ولا الإغراق في وصفهم وخلق الصور التي تستشعر بها الأذهان قوة وهيبة مواقفهم فلست هنا بصدد إثارة شرارة شعلة الذكاء .أنا بصدد التحدث عن ما يتفجر من ينبوع القلب وما يستلهي الخاطر ويستوقف الناظر لا عليكم من هذه الضوضاء اللفظية فقط لعجزي عن شرح الموقف فأعذروا بعثرة كلماتي .*

*فقط وددت العلو بكم لأفق طاهر صاف مترقرق. فالمجاهدون مواقفهم تحدثنا عن ذاتها بلغة منفردة تشبه، في جمالها وحسنها وبسطاتها وطهرها ذاك الأفق المتسع .*

*مقطع فيديو للمجاهدين ؛ أحدهم استُشهد والأخر يثير الرعب في قلوب المرتزقة وهو يرميهم بالحجارة !مجاهدان يصدان زحف ! أوباش يهرولون ويتقافزون ذعراً .*
*موقف يشرح نفسه ولا يحتاج للكلمات.*
*”ابو قاصف بعد الأستشهاد “*

*وارتقى مرة أخرى ..*

*ولكن هذه المرة لم يكرم من رئيس أو من سواه من ساسة الدولة.*

*إنه اعظم تكريم تحظى به البشرية ؛ تكريم آلهي. فمثل ابو قاصف لا يناسبه ان يبقى بين البشر فسمو روحه وعلو قدره لا يتلاءمان مع من في الأرض بل الأنسب له أن يرقى للسماء بين الأنبياء والصديقين والشهداء .*

*هو ذاك الفتى الذي أشدد الله أزره فزاده تقى وإيمانا .*

*هو ذاك الذي صبر نفسه فكان أوفى البرية ميزانا .*

*أراد الشهادة فبذل روحه*
*ليبلغ من رب العباد رضوانا*

*وفتحت لأبو قاصف أبواب الفراديس والجنان .فهنيئنا له الفوز العظيم.*