الخبر وما وراء الخبر

《الجوع الناعم》

57

بقلم || جلال زيد.
《1》
هنالك فرضية ثابتة لا تتغير أو تتبدل بأي عامل أو مؤثر في هذا الوجود أثبتها العقل والمنطق الصحيح والفكر والدين والسياسة … ، تقول ( لكل معلول علة ) ولكل حدَثٍ مُحدِث ، ولكل حركةٍ مؤثر وسببٍ ومسبب و ( هدف ) وهذه قاعدة ثابتة لاولن تتغير.

و الفاعل المؤثر لابد أن يمتلك ( القوة ، والوسيلة -الأداة- ، والطريقة -الخطةوالأسلوب- ، والدافع -الأسباب والمبررات- ، والغاية والهدف ) ليستطيع بذلك التأثير أو التغيير أوالسيطرة على ( الموجود المستهدف ) سلباً كان أو إيجاباً.

وعلى هذه الفرضية الواضحة والثابتة ( نستقرء الحركات والمجريات والأحداث الماضية والحاضرة والقادمة ) لمعرفة جوهر صحتها أو بطلانها .

ولقراءة الوضع الراهن في بلادنا وما يدور فيه الآن بالتحديد ، و على وجه الخصوص حراك الشارع السياسي الناعم اليوم المشكل تحت عنوانه الكبير والجذاب ( ثورة الجياع ) سنضع هذه الحركة على الفرضية السابق ذكرها ، لمعرفة جوهر هذا الحراك الناعم وصحته أو بطلانه .

《الفاعل》 : تشكيلة إعلامية وسياسية واجتماعية نخبوية منظمة مرتبطة بدوائر استخباراتية وسياسية واعلامية خارجية .
والأدلة الواقعية و البينة على ارتباط هذه التشكيلة المنظمة ( المؤثرة ) بدوائر خارجية هي التالي

١ / عدم مطالبة الفاعل الحقيقي والمؤثر الأكبر في تفاقم الأوضاع ، بالحلول وتنفيذ المطالب المذكورة
٢ / عدم الظهور الرسمي للقائم بهذه الحراك الناعم أو تبنيه لأي طرف سياسي كان أو اجتماعي
٣ / ارتباط وسائل إعلامية مشهورة كالعربية و سكاي نيوز المعروفة بميلانها لطرف الصراع ( الفاعل ) بهذا الحراك والترويج له.
٤ / ظهور طرف خارجي سياسي ، يعمل على هذا الجانب منذ مدة ( كمؤسسة رياح باردة )
٥ / تزامن الحراك مع إحكام قبضة التحالف على كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية .
وهذا ماظهر وما أُخفي كان أشدّ وأدهى وأمرّ .

*الأسباب : أما أسباب هذا الحراك فستنقسم إلى قسمين متباينين .
القسم الأول / الأسباب التي وضتعها تشكيلة الحِراك وستُفند
١/ أرتفاع الدولار : وهذه الحقيقة التي يجهل الكثير سببها لم تكن حتى بإرادة وقوة التحالف العربي فعلياً
لأن الولايات المتحدة المالكة للدولار هي من تشنّ حرباً
اقتصاديةً شعواء على العالم وعلى محور المقاومة على وجه الخصوص ، ولكن الحصار الذي اطبقه التحالف على البلاد فاقم وضاعف هذه الحرب وتضاعفت أثارها علينا.

٢/غلاء الأسعار : وسببه السبب الأول ( ارتفاع العملة الصعبة ) وطباعة العملة المحلية بدون تأمين وتلاعب التجار الغير وطنيين والحصار.

٣/ انقطاع المرتبات : وعلة هذا الأمر ناجم لعدة أمور كان أبرزها ( نقل البنك المركزي الى عدن ) واحتلال كافة المناطق التي تحتوي على موارد الدخل كالنفط والغاز ، وايضا الحصار القائم منذ بداية العدوان

٤/ الأوضاع المعيشية والصحية المتأزمة : وسبب هذا الأمر واضح ، فالتحالف منذ البدايات سعى لتدمير كافة المؤسسات والمصانع والاماكن الحيوية في بلادنا ، فاستهدف المصانع والمزارع وحتى الناقلات وقوارب الصيد ، واستهدف الاحياء السكنية لكي ينزح الناس ، والموانع التي وضعها العدو لكي لاتصل المساعدات الانسانية الى البلد من الخارج ، وكلّ هذا لتأزيم الوضع وتركيع الشعب .
اما الاوضاع الصحية فلا يخفى على الجميع مايرتكبه طيران العدوان من المجازر التي يندى لها الجبين والتي ضجت بها كآفة المراكز الصحية ، ناهيك عن قطع الإمداد الطبي على المراكز الطبية .

٥/ نريد السلام لا الحرب : وهذا العنوان الفضفاض كباقي العناوين السابقة نستقرأه تاريخياً ( منذ بداية الثورة ويد الأنصار ممدودة للسلام ولم تُقبض إلى اليوم ) وسياسياً : الأطراف التي يدعوها الحراك الناعم لكفّ الصراع وإيقاف الحرب باطلة ، إذ أنّ المعتدي في هذه الحرب غير موجود ، والطرف المدافع ( المقاوم ) هو الملام اليوم ؟ ولا ننسى دعوات القيادة اليمنية للسلام بل وتقديم التنازلات لتسوية الوضع الراهن ، وحتى تلبية مبادرات الأمم المتحدة والأتفاق مع مبعوثيها .

نعتقد أن هذه هي الأسباب الرئيسية التي قام عليها الحِراك .

《الأداة》 : وتحاول التشكيلة الفاعلة استغلال الجهل السائد بين شرائح المجتمع اليمني واستخدام العناوين الجذابة كالسلام والجوع والحرب لاستعطاف الناس وجذبهم واستخدامهم كأدوات يمررون بهم مخططاتهم وينفذون بهم اهدافهم وذلك من خلال تكوين حراك اجتماعي شعبي ثائر مكذوب عليه !! .

《الوسائل》 : وتستخدم التشكيلة المنظمة عدة وسائل ووسائط ناعمة للتعتيم والتضليل والإغواء للمجتمع بفرقٍ مقسمة وممنهجة لكل منها مهام وأدوار تلعبها وتنفذها وأهم تلك الفرق ..

يتبع..