” بأقلامنا وألسنتنا نساعدهم بسياسة تجويعنا “
بقلم / عبدالله الدومري العامري
صحيح بأننا نتألم
وصحيح بأننا نعاني
وصحيح بأن إرتفاع الأسعار زاد من معاناتنا ويشعل غضبنا وجعلنا نكشر أنيابنا وحملنا المسؤولية سلطة الأمر الواقع بصنعاء لأنها لم تتخذ الإجراءات والحلول للحد من إرتفاع الأسعار ، والحقيقة هي أننا بذلك نتسبب في زيادة إرتفاع الأسعار أكثر فأكثر بما تكتبة أيدينا وتنطق بة ألسنتنا لأن دول العدوان تريد منا القيام بكل ذلك .
نلقي اللوم على سلطة الأمر الواقع بصنعاء ونحملها المسؤولية على شيء لم تقم بفعله هي ! ليست سلطة صنعاء هي الذي رفعت الأسعار ورفعت سعر صرف الدولار إلى 700 ريال بل دول العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتها هي من قامت بذلك
وما دام والعدوان على اليمن لا يزال قائم والحصار على اليمن مستمر والحرب الاقتصادية التي تقوم بها دول العدوان مستمرة وقيامنا بالغضب
وتحميل سلطة صنعاء المسؤلية ستزداد معاناتنا وسيكثف العدوان من سياسة تجويعنا وسيرتفع الدولار أكثر فأكثر وسيصل بنا الحال إلى البحث عن من يبيع لنا كيلو من الدقيق .
بل إنه قد وصل الأمر بالبعض أن يطلب من الشعب اليمني وهو المعتدى عليه أن يوقفوا الحرب وينشدوا السلام وتصوير الأمر وكأننا نحن من أعلن الحرب وأننا نحن من نسعى إلى القتل والدمار بينما الحقائق واضحة ولا تحتاج إلى البحث عنها ،، فمن قام بشن العدوان علينا ومن هو الذي يفرض حصاراً بري وبحري وجوي علينا ومن هو الذي يسيطر على المنافذ الجمركية ومن هو الذي يسيطر وينهب موارد الدولة من النفط والغاز ومن هو الذي قام بنقل البنك المركزي إلى عدن ومن هو الذي يقوم بطباعة المليارات من العملة الوطنية بدون غطاء ومن هو الذي ينهب المرتبات ويرفض صرفها بعد إن تعهد بصرفها أمام العالم بعد نقل البنك المركزي ومن هو الذي يقوم بسحب العملة الصعبة من السوق ؟ أليس من قام بكل ذلك هي دول العدوان على اليمن وحكومة الفنادق ؟ إذن فلماذا نلقي اللوم ونحمل المسئولية على سلطة صنعاء التي ليس بيدها شيئاً مهما حاولت أن تضبط الأسعار لمدة مؤقتة !؟ لماذا لم نحمل المسئولية دول العدوان على اليمن ؟ ولماذا نحمل سلطة صنعاء المسئولية ونحن نعلم وندرك بأن الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني هي إحدى المعارك وأهم ورقة تراهن عليها قوى العدوان لأنهم يعلمون بأن هذه الورقة الاقتصادية تمس حياة كل مواطن يمني وسيتضرر منها جميع أبناء الشعب لتثبيط عزيمة الشعب وتثبيط حركة الاندفاع للحشد والتحرك إلى الجبهات وهيهات لهم ذلك بإذن الله .
المطلوب مننا اليوم أن لا نسمح للعدو بتحقيق مآربه ومخططاته الذي فشل عن تحقيقها عسكرياً رغم الإمكانية الضخمة والتقنية الحديثة المتطورة أمام المجاهدين العظماء وصمود الشعب اليمني ، لذلك
مهما أزدادت معاناتنا وسياسة التجويع التي تستخدمها دول العدوان بحقنا يجب أن نلقي اللوم ونحمل المسئولية دول العدوان والمفروض أن يزداد إندفاعنا إلى جبهات الشرف والبطولة لردع هذا العدوان
فبدلاً من أن نموت جوعاً في منازلنا الأفضل أن نموت ونحن نقاتل من قام بالاعتداء علينا وقتل اطفالنا ونساءنا وقام بتجويعنا وفرض علينا حصاراً مطبق ويقوم بنهب ثرواتنا وخيراتنا ، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستجعل دول العدوان تتخلى عن الورقة الاقتصادية وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستوقف العدوان وتفك الحصار .
لن نموت جوعاً ونعلن لأعداءنا عجزنا عن مواجهة هذه الحرب ونعلن الإستسلام لهم ، لا لن نفعل ذلك بل سنجعلهم يعانون نفس معاناتنا ، وسياسة التجويع والحصار لن تضعف عزيمتنا وتكسر إرادتنا
فلم يضعف ذلك رسول الله محمداً وآله ومن معه من المؤمنين عندما حاصرتهم قريش في شعب بني هاشم ثلاث سنوات ، لم يضعفوا وينكسروا ويستسلموا ! بل إنهم صبروا وعانوا وأكلوا الشجر حتى نصرهم الله على أعدائهم.
لا أبرر بهذا حكومة صنعاء وأنتم تعلمون أنني كثير النقد لها ودائماً ألقي اللوم عليها ولكن دعونا نكون صادقين مع أنفسنا ونبحث عن من هو وراء أسباب إرتفاع صرف الدولار وإرتفاع الأسعار ؟ ستجدون بأن قوى العدوان السعودي الأمريكي هي السبب الرئيسي لذلك ، وحكومة صنعاء أيضاً
ليست جديرة بتحمل المسئولية حكومة مقصرة لا تبالي بشيء وهناك من هو أكفى منها ، أما جشع التجار فبإمكاننا أن نقاطعهم ونقاطع شراء منتجاتهم حينها سيخفضون الأسعار ويبيعونها بالسعر المعقول .