تحدّيا.. لا تبلّدا
عبدالفتاح علي شمّار
..
يظن البعض عندما نكتب عن مواضيع تتعلق بمشاعرنا أو نشارك الآخرين مناسباتهم الخاصّة والعامّة أننا تبلّد فينا الإحساس و ماتت مشاعرنا
..
الأمر ليس كذلك
..
لا زلنا نبكي مطوّلا بعد كل جريمة تستهدف أطفالا ونساء و حتى كبار السن بلا رحمة و دون مبرر
..
غير أن تاريخ الجراح لدينا قديم منذ قتل قابيل هابيل و إحراق أهل الأخدود و قتل الناس على عقال بعير و اغتيال سعد بن عبادة و تدبير عملية إشترك في التخطيط لها اليهود والنصارى و مجرم من أكابر مجرمي العرب و طغاتها انتهت باستشهاد الإمام علي بن أبي طالب ثم قام نفس الطاغية باغتيال الإمام الحسن عن طريق الغدر و من ثم ما فعله الفاسق الفاجر ملاعب الكلاب والقرود و شارب الخمر يزيد من قتل الإمام الحسين و ما تلا ذلك من استباحة مكة والمدينة و هتك أعراض المهاجرين والأنصار واغتصاب نسائهم و بناتهم فيما يعرف بموقعة الحَرّة
..
و قتل الإمام زيد ومحمد النفس الزكية في سلسلة من الجرائم التي استهدفت آل محمد وصولا إلى الحرب الظالمة ضد السيد حسين و التي أدت إلى استشهاده
..
سلسلة طويلة من الظلم والغدر ليست كربلاء بكل أحداثها التي يشيب لهولها الغلام و تبكي السماوات والأرض هول الفاجعة من جراء ما جرى و يتقطّع قلب كل من لا يزال قلبه حيّا لما كان من وحشية لا ينحط إلى مستواها ولا حتى الحيوانات ..
كل ذلك جعل حزننا أكثر توغّلا في أعماقنا فصرنا نعبّر عنه بتجاهله وإن ظهر أحيانا لأننا ندرك أن في آهاتنا سعادة الكافرين والمجرمين والمنافقين
..
أضف إلى ذلك أننا نسعى حثيثا إلى رد الصاع صاعين لكل من اعتدى علينا فلا مجال لكثير البكاء على ما جرى ويجري إذ أن الأولى بنا والأجدر هو أن نجعل نواحهم و نباحهم قهرا يملأ أرجاء الكون
..
هل تريدون منا أن نبكي ليضحكوا
..
لا والله
..
و في زينب الحوراء التي تسامت على الجراح و صفعت يزيد الفاجر بعبارات قصمت ظهر طغيانه و أصغت لصداها جنبات الكون مثال وقدوة لكل مؤمن ومؤمنة
..
ثم أليس من الواجب أن نتأسى بكلام الله تعالى: ( ولاتهنوا ولا تحزنوا)
( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله)
( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )
..
ختاما
..
سنفرح و سنحتفل و سنبكي و سنضرب بيد من حديد و الله تعالى من يسدد ضرباتنا بحوله وقوته سبحانه وتعالى وفي ضرب مطار دبي شفاء لما في الصدور التي تشبّعت بالإيمان فأصبح الحزن وقودا لإحراق العدو ..
ليس لمن يقاتل تحت راية أمريكا وإسرائيل إلا الخسران والتنكيل ومن وراء ذلك نار عذابها أليم و هيّنها شديد