الخبر وما وراء الخبر

الذكرى الخامسة . الشهيد جدبان منبراً دائم وعلم متجدد .

88

الكاتب / إبراهيم الحمادي .

عندما نتذكر ونكتب عن الشهداﺀ فإن ذلك يكون ذو شجون وشرف عظيم يذكرنا بمعنى الجهاد والشهادة ،ونرتقي بأنفسنا حتى لم نعد نهتم بملذات الدنيا ومتاعها الفاني ،فمنهم نتعلم الصبر ،وبهم يكون مسير الدرب .
اليوم نتحدث عن أحد العظماﺀ في ذكرى فاجعة رحيله الخامسة وفرحة نيله الشهادة ،أحد الذين أنطلقوا من أجل دين الله ومن أجل رفعة المسلمين ،لم تحركه المواقف الشخصية ولم ينطلق بدافع العداوة الشخصية أو كان همه المناصب والمكاسب ،بل كان من طالبي الشهادة ومن الذين عرفوا الله حق معرفته ووثقوا به وتحركوا وأنطلقوا في سبيله حتى أتاه اليقين.
ففي مثل هذه الأيام تحديداً في محرم قبل عامين كانت عصابات الإجرام والإغتيال تحيك لقمع منبر من منابر العلم دكتور وعلم كبير سخر حياته لحمل هموم الشعب وقضايا الوطن وعرف كرجل صلب يكافح الفساد ويكشف صفقات الفساد ومجابهته للفكر التكفيري إنه الدكتور العلم/عبدالكريم جدبان حيث برز بثقل سياسي لامع في أبرز المحطات التاريخية في اليمن ،شارك في قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية وكان يؤسس مع غيره لمستقبل جديد لليمن ،سيرتة ودراستة وتضحياتة كانت من اجل إحياء كلمة الحق ومحاربة الفساد والظلم في الوطن ،من العظماء الذين تُخلد أسمائهم في سجلات التاريخ ،فهم الذين أفنوا حياتهم في خدمة البشرية ،وبذلوا حياتهم من أجل ان يعيش الآخرين سعداء أحرار كرماء ،أناروا دروب الحياة بأفكارهم ،ومؤلفاتهم ،وفي نهاية مشوارهم الجهادي العظيم ارتوت الارض بدمائهم الطاهرة ،فقد تركوا الدنيا وأورثوا للأجيال وطنا ًحرا ً،وفكرا ًمستنيرا ً،ومنهجا ًوسطيا ً.

كان الشهيد الدكتور عبدالكريم جدبان عائقا ًوشوكة ًفي طريق مخططات العدو ومشاريعه التأمرية ،كان من الذين يحملون فكرا ًوقلما ً كشف زيف وتضليل أهداف أعداء الأمة ،وفضح مخططاته ومشاريعه التي تحاك ضدها ،فما بدر من قوى الظلام الدامس والكهنوت الحقيقي الصارخ أن اغتالته وقطعت نفسه ونفس أمة من بعده ،ارتقت روحه الطاهرة لتعانق السماء ،وتحتل أجمل الأماكن واروعها جنات الخلد ودور الكرامة ومئوى الصابرين ،أنالوه وسام الشهادة ،ونالوا هم عار القتل والخزي والخيبة والهزيمة النفسية ،أذرعه العملاء من الأعراب وخدمة أمريكا وإسرائيل وأجنحتها التي زرعوها في الأمة بهدف تدمير الاوطان والنيل منها ومن هاماتها ومن هؤلاء العظماء من اصحاب الفكر والمنطق السليم والقلم الحر الشريف ،وما علينا الا أن نحيي ذكراهم ونظيء مسيرتهم ونخلد أسمائهم ،ذكراهم ليست فقط يوم ولكن ستخلد وتكون في كل يوم ،حسِب منفذي إغتيالهم أن أثرهم سيمحى ،ولكنه زاد عزاً وأنتشر أرضاً ،وما يزال مواصلاً مشوار مسيرته ،وإذا أُغتيل اليوم جدبان ،فهناك المئات جدبان ،وسينبثق الغد بالآلاف من حاملي مشروع جدبان ،فسلام الله ورضوانه عليه وعلى أرواح جميع شهدائنا العظماء ،ناموا قرري العين ،وهنيئا ً لكم شرف الشهادة الذي منحكم الله أياه ،ومرتبة جنه الفردوس ،والعهد لكم أننا ماظون بمسيرتكم ،وعلى الركاب ملتحقون.