يوم الفصل
حسن عبدالله الشرفي
أربعٌ من بزوغِهِ بالتمامِ
وضُحَانَا مِن خلفِهِ والأمامِ
حينَ قالَ اليقينُ هيَّا راءَنا
ساعةَ البذلِ من كرامِ الكرامِ
لم نقُلْ للظلامِ إنَّا قبعنا
في الزوايا كعانساتِ الظَّلامِ
والسلاحُ المصبوبُ فينا ومنَّا
قال لا بُدَّ من بلوغِ المرامِ
عندها قالتِ البسالةُ كونوا
غُصَّةً في حلاقمِ الأقزامِ
كان سبتمبرٌ هنا وبَنُوهُ
ومخاضات ألفِ عامٍ وعامِ
لم يكنْ في حِسابِ أبناءِ آوى
أن يرونا في عينِهِم كالسهامِ
حسبونا من “فَيْدِ” خمسينَ عاماً
في رصيدِ الأخوالِ والأعمامِ
ويدورُ الزمانُ فينا وفيهم
بالمآسي وبالحروبِ الدوامي
أشعَلُوها كأنَّما أشعَلُوها
في صفاتٍ مجهولةٍ أو أسامي
بعد ستٍّ قلنا لهم لا تكونوا
خَدَماً للجنونِ والإجرامِ
قد ملأَتم سجونَكم بِذَوينا
وذويكم من كل شهمٍ هُمَامِ
فركبتم فجورَكم وحسبتم
أنَّنا للخنوعِ مثل السوامِ
حسبونا نهذي إلى أن زَحَفْنَا
كالعفاريتِ في الشعوبِ الظوامي
مَنْ هنا يسألُ القيامةَ عنهم
يوم فروا منَّا فرارَ النَّعامِ
أين تلك “الأنا” وأين أبوها
وبنوها يا سالفَ الأيامِ
ذهبتْ كلُّها مع الريحِ حتى
قالتِ الريحُ لم يعودوا أمامي
مَنْ هنا يسألُ المقاصيرَ عنهم
والقصورَ التي تَعَمْلَقَتْ بالحرامِ
أينَ مَنْ يسألُ “التبابَ” وفيها
ذكرياتٌ مخيفةُ الأحجامِ
ما شَمَتْنَا بِهَا ولكنْ حَكَينَا
لِنُعَرِّي فسادَهَا للأنامِ
وتمرُّ الأعوامُ فينا وفيهم
ثم نأتي مِنْ شعبنا المقدامِ
وَيَلُوحُونَ مِنْ هناك قطيعاً
مستباحَ الأصلابِ والأرحامِ
وهنا أربعٌ رأوها، ولكنْ
بعيونِ التلمودِ والحاخامِ
ثم هَا هُمْ في غفلةٍ من لِحَاهم
تحت تلك النعالِ والأقدامِ
ولِمَنْ لا يهمُّهُ الأمرُ قالوا
إنها من مُخلفاتِ “الإمامِ”
إنَّهم كالغُزاةِ ما فهموها
في مقالٍ مُهَذَّبٍ أو مقامِ
عندهم عُقْدَةُ الهوانِ المُدَوِّي
ولديها أصابعُ الاتِّهامِ
وعلينا السلامُ لما خَفَقْنا
في يدِ المعجزاتِ كالأعلامِ