الخبر وما وراء الخبر

ذريعة محاربة الإرهاب لاحتلال الشعوب والأوطان-2

71

بقلم / عدنان قاسم علي قفلة

وصلنا في المقال السابق للكثير من الدلائل وبشكل مختصر التي تثبت حقيقة أن أمريكا هي التي افتعلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر لحاجتها إلى ذريعة كبيرة لمحاربة الإسلام واحتلال الشعوب والأوطان وتهيمن على العالم , على أن تكون هذه الذريعة قابلة للاستخدام في أي مكان في العالم , وفعلاً أتى مصطلح (الإرهاب ) هذه الكلمة ذات العنوان المطاطي والفضفاض بدون تعريف محدد ولا تحديد ما هو الإرهاب ؟ وما هي أشكاله ؟ ومنهم مرتكبوه ؟ ومتى يكون ؟ وبكل ما تبع هذه الكلمة من مصطلحات مثل (مكافحة الإرهاب) و (الحرب على الإرهاب ) ليظهر لاحقاً أن الإرهاب هو الإسلام المحمدي في نظر الأمريكان والصهاينة !!! وأن الإرهابيون هم المسلمون !! بل يظهر بشكل أكثر تحديداً أن المتمسكون بالإسلام المحمدي هم الإرهابيون وبعد السعي الحثيث لأمريكا للتوقيع لها بأنها هي من تقود الحرب على الإرهاب يكون لها مسوغات قانونية وإن كانوا لا يحتاجون إلى قانون وإنما لكي تظهر أمام العالم وهي ضحية لما يسمى بالإرهاب , فتعمل على محاربة الإسلام الأصيل والمتمسكون به تحت هذه العناوين ولكي تزرع من تسميهم إرهابيون في أي منطقة في العالم تريد غزوها واحتلالها وفق خطط مدروسة وموضوعة بإحكام في خاصرة الأمة الإسلامية بالذات بعد أن سلم الكثير من الحكام المسلمين بأن أمريكا هي من تقود الحرب على الإرهاب وأن لها الحق في مكافحته في أي بلد إسلامي والدليل على ذلك أن أمريكا سعت سعياً وراء التوقيع لها على ذلك في الكثير من الدول حتى تلك الدول التي لا تربط أمريكا بها علاقات جيدة , يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في ملزمة الإسلام وثقافة الإتباع

( الرئيس الأمريكي، وزير الخارجية الأمريكي، نائب الرئيس الأمريكي، يتحركون، لا يأتي مؤتمر في شرق آسيا، وفي جنوب آسيا، إلا ويهاجموه، نريد توقعوا لنا على هذه الورقة، نكافح الإرهاب، قالوا: معك. يأتي مؤتمر في أي بلد، وراح إليه! يلحقون حتى ليبيا التي هم حتى معادين لها زمان! خلاص نتسامح، نريد فقط توافقي معنا على مكافحة الإرهاب )

ومن مقال في صحيفة رأي اليوم نشر في سبتمبر 2016 تجدونه على الرابط HYPERLINK “https://www.raialyoum.com/index.php/الارهاب-العالمي-صناعة-أمريكية-من-قبل-ا/” https://www.raialyoum.com/index.php/الارهاب-العالمي-صناعة-أمريكية-من-قبل-ا/ ذكر المقال العديد من الشواهد والتي أورد بعضها الآن ومنها مقال للبروفيسور James H. Fetzer (خدم في قوات المارينز الامريكية ) في مجلة Veterans Today في 1 مايو 2015 بعنوان “الكشف عن 11 سبتمبر : سلسلة من المؤامرات داخل المؤامرات” جاء فيه”:” …الحقائق تدل ان الفاعل هم المحافظون الجدد في وزارة الدفاع وحلفاؤهم من الموساد” . ليس هذا البروفيسور هو الوحيد الذي يغرد خارج السرب فهناك العديد من الجمعيات التي نشأت تطالب بالحقيقة حول احداث 11 سبتمبر ومنهم العلماء(Scientists for 9/11 Truth) ومعماريون ومهندسون ( Architects and Engineers for 9/11 truth ) .

وأيضاً في مقابلة مع القائد الامريكي السابق لقوات حلف الناتو الجنرال ويسلي كلارك مع ايمي غودمان في تلفزيون ( Democracy Now) – ويمكن مشاهدة المقابلة على الرابط ( HYPERLINK “https://m.youtube.com/watch?v=bSL3JqorkdU” https://m.youtube.com/watch?v=bSL3JqorkdU)وهذا ترجمة ما قاله الجنرال سنة 2007:

” الجنرال كلارك : بعد حوالي (10 ) ايام من 11 سبتمبر ذهبت الى البنتاغون وقابلت وزير الدفاع رمزفيلد ونائبه وولفوتز . ثم نزلت الى الطابق الاسفل لاسلم على بعض زملائي ممن عملوا معي في قيادة الاركان المشتركة ، وما كان من أحد الجنرالات الا أن ناداني . وقال ( سيدي : عليك أن تدخل عندي لنتكلم للحظة )- قلت 🙁 لعلك مشغول جداً ) . قال ( لا ..لا) وأضاف ( لقد تم إتخاذ القرار بالذهاب للحرب ضد العراق ). كان ذلك حوالي 20 سبتمبر 2001. قلت ( نحن ذاهبين للحرب على العراق ؟ لماذا( ؟ فأجاب ( لا اعرف) . لذلك سألت : ( هل وجدوا أن هناك رابط بين صدام والقاعدة ” – أجاب ! (لا .. لا. لا جديد بهذا الشأن . أنهم فقط قرروا الذهاب للحرب ضد العراق ) وأضاف : ( يبدوا أننا لا نعرف شيئاً عن الارهابين ولدينا قوات مسلحة قوية ونستطيع مقاتلة الدول . يبدو أنه إذا كانت لديك قوات مسلحة قوية وتستطيع مقاتلة الدول وأنه اذا كانت اداتك الوحيدة هي المطرقة فستظن أن كل مشكلة هي مسمار .)”

يضيف الجنرال القائد السابق لحلف الناتو ” رجعت بعد اسابيع قليلة وكنا حينها قد بدأنا الحرب على افغانستان . سألت صديقي أياه ” هل ما زلنا سنحارب العراق – فأجاب : أن الامر أسوأ من ذلك . أخرج مذكرة من مكتبه وقال ( لقد استلمت هذه الان من مكتب وزير الدفاع اليوم) . وأضاف: )أننا سنحارب سبع دول ابتداءً من العراق ثم سوريا ولبنان ، وليبيا، والصومال ، والسودان وأخيراً ايران ) . قلت ) هل المذكرة مصنفة س ري فأجاب نعم سيدي( . قلت ( إذن لا تريني أياها ) ؟ رأيت هذا الجنرال بعد ذلك بسنة فبادرني قائلاً : (سيدي انا لم اريك تلك المذكرة : انا لم اريك تلك المذكرة !)”.

ليهرع العالم بعدها إذعاناً للقرار الأمريكي بالتوقيع لها بأن تقود الحرب على الإرهاب وإعطاءها الضوء الأخضر لكل ما تريد ومنحها حق الوصاية على شعوب العالم الثالث بحجة أنها المتضرر الأكبر من الإرهاب وأنها تواجه تحدياً خطيراً للأمن القومي وبالتالي يتصور للجميع أن لها الحق في محاربة من تريد تحت هذه الذريعة , وبعد أن وقع لأمريكا أغلب الدول في العالم بأنها من تقود الحرب على الإرهاب باتت تفرض شروطها وأجندتها على الجميع بهذه الذريعة , وذلك من خلال توقيع اتفاقات أمنية وعسكرية تنتقص من استقلال الدول , بل تعدى ذلك إلى المناهج الدراسية والجامعية والبرامج الإعلامية وتغيير منهجية خطب الجمعة وإغلاق المراكز الدينية وبعض المعاهد يأتي ذلك كله بحجة أن هذه المناهج تدعوا إلى الإرهاب وتحرض عليه فتكون أمريكا بذلك غزت العالم الإسلامي غزواً فكرياً وثقافياً من خلال إلغاء كل ما لا يحلو لها والإبقاء على القشور من الثقافة الإسلامية الصحيحة , تعدى ذلك إلى إلغاء سور من القرآن الكريم من المناهج الدراسية وكذا الآيات التي تحث على الجهاد في سبيل الله وكل الآيات التي تأمرنا بالبراءة من أعداء الله وعدم تولي لأعداء الله , علماً أن المناهج الدراسية كانت في الماضي في الأصل إنما تعتمد على الشكليات في الدين ولا تخوض في القضايا الجوهرية وإنما تدرس فيها الممارسات اليومية الاعتيادية يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في ملزمة آيات من سورة الكهف

(ونحن يجب أن نتحرك لنعارضها بجدية، ونفضح الأمريكيين بها في نفس الوقت. لكن للأسف متى ما قلنا بعض الأشياء، لا يتفهم بعض الناس ما هي التي يتحركون بها في الأوساط! نحن قلنا: نتحرك أمام هذه الفكرة، بأن نقول للناس، نقول للناس، ونشيعها في أوساط الناس: أن هذا يدل على أن الأمريكيين ماذا؟ ليسوا صادقين في قولهم: أنهم يريدون مكافحة إرهاب، وأنهم إنما يلاحقون الإرهابيين هنا وهناك؛ لأن المدارس الحكومية في مختلف بلدان الدنيا هذه لا تنتج متشددين، لا تنتج ملتزمين بالإسلام! فلماذا بادروا إليها ليحتووها، ويغيروا المناهج التعليمية، ويصيغونها على ما يريدون؟ مع أنه منهج لا يطلَّع ملتزمين بالدين؟!.

هل لأنه منهج يطلع إرهابيين؟ لا، ما يطلع إرهابيين على ما يقولون هم. فهذا فضحهم، ويبين لكل ما لا يفهمون: أن الأمريكيين متجهين لتغيير ثقافة الأمة هذه؛ ليبنوا جيلاً يتولاهم، يحبهم، يجلهم، يمكنهم من الهيمنة عليه، بدل من أن يكونوا أولياء لله، ومحبين لله، وأن يمكنوا كتاب الله من أن يحكم عليهم. يكون البديل هم اليهود، فهم يريدون هذه، يريدون الاحتلال لأفكارنا، لنفوسنا، لبلادنا، لقيمنا، لكل ما يربطنا بديننا.)

وفعلاً قد رأينا كيف استهُدفت المناهج التعليمية في أغلب البلاد العربية من خلال العديد من التغييرات الجوهرية بذريعة منع التطرف والتشدد في الإسلام والميل نحو الإسلام المعتدل كما يزعمون ومحاربة العنف والكراهية وذلك في أغلب البلدان العربية وتعمل أمريكا على رسم استراتيجية تعليمية لتغيير واقع المجتمعات الإسلامية وأحد ركائزها تغيير المناهج وفق الرؤية الأمريكية وتستخدم في سبيل تحقيق ذلك عدد ممن ينتمون إلى الإسلام شكلاً وينتمون إلى أمريكا فكراً وثقافة وهم بعض ممن يهاجمون المناهج بصورة عامة ومناهج العلوم الشرعية بصورة خاصة وهنا أحب أن أشير إلى العديد من أشكال هذا الغزو الثقافي ومنها :

العمل على تغيير المناهج التعليمية في أغلب البلدان الإسلامية .

العمل على تدريب آلاف المدرسين والخطباء على تغيير أساليبهم في التدريس وتغيير ثقافاتهم .

إنشاء مدراس وجامعات ومعاهد أمريكية .

وقد تم البدء بهذه الإجراءات بشكل قوي وفعّال من بداية العام 2002 منذ أن نشر توماس فريدمان مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 30 أكتوبر بعنوان (إما أن تتخلص أمريكا من الشاحنات الصغيرة أو يتخلص السعوديون من المناهج الإسلامية المدرسية) ولم تكن السعودية إلا بداية لإجراءات فعلية تشمل جميع الدول العربية والإسلامية , وقد أجريت بعد الأحداث الحادي عشر من سبتمبر دراسة أمريكية وتحديداً فقد صدرت في 21 / 11 / 2001م عن المناهج الفلسطينية خرجت بأن المناهج في فلسطين ( لا تدرس مبادئ السلام مع إسرائيل ) .

وعقب ذلك كله ألقى كولن باول وزير الخارجية الأمريكي آن ذاك في يوم 12/12/2002 من داخل مؤسسة التراث بواشنطن أعلن فيه عن استراتيجية أمريكية على الاهتمام بالإصلاح التعليمي حسب الرؤية الأمريكية ويتبع ذلك تحديث التعليم في البلاد العربية وبعض الإسلامية وتشمل على (تغيير المناهج – تغيير نمط التدريس – التركيز على تعليم الفتيات – تعليم اللغة الإنجليزية )

لذلك نلحظ عن وجود الكثير من المعاهد التي يظهر وكأنها تعلم اللغة الإنجليزية في صنعاء وهي تتبع إدارياً وإشرافياً ال سفارة ألأمريكية وتعلم في المعاهد الثقافة الأمريكية حتى يظهر أثر ذلك على ملامح الشاب والفتاة على مستوى تسريحة الشعر والملابس التي تحمل العلم الأمريكي وهذا يقودنا إلى مصطلح جديد يدعى (الحرب الناعمة ) والذي سأحاول الكتابة عنه لاحقاً , يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي والذي تنبه لذلك في وقت مبكر في محاضرة بعنوان آيات من سورة الكهف بتاريخ 29/8/2003م (يعني لسنا فاهمين لحد الآن أن هذا يعتبر فضيحة للأمريكيين؟! ما معنى فضيحة؟ يعني يفضح كلامهم بأنهم فقط يريدون أن يحاربوا الإرهابيين. وأنهم يريدون الاحتلال، وحرب الدين نفسه، وصياغة جيل يكونون عبيداً لهم، يهيمنون عليهم كما يريدون، ويثقفوهم كما يريدون، وإلا لما اتجهوا إلى المدارس هذه الواسعة، وإلى المناهج، في مصر، والسعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، والعراق، واليمن.)

وهذا فيما يتعلق بالجانب التعليمي والسياسي والعسكري فهل هيمنة أمريكا على بقية الجوانب وعلى الإنسان نفسه ؟؟

هذا ما سأحاول طرحه في المقال القادم بإذن الله تعالى