الخبر وما وراء الخبر

بعد ان اقحمتها امريكا في معركة خاسرة بالحديدة “الامارات ” بين الهزيمة والانتحار

50

زين العابدين عثمان

بعد التعثر والفشل السحيق للامارات ومرتزقتها في معركة الحديدة ووصولها الى طرق مسدودة في الفترة السابقة ، عادت للتصعيد العسكري من جديد في جولة اخرى وهذه المرة تقف خلفها الولايات المتحدة الامريكية بكل ثقلها وبالدعم العسكري الزاخر التي توفره لابوظبي في جميع المجالات من معدات عسكرية متنوعه الى جانب الاسناد الاستخباراتي والاستشاري وفي مجال وضع الخطط العملياتية والميدانية .

تصدرت امريكا اليوم مشهد معركة الحديدة بصورة غير معهودة من خلال دعمها اللامحدود للامارات وبزيارات وفودها من قاداتها العسكرية العليا بمستوى وزير الحرب الامريكي “جيمس ماتيس “وقائد القيادة المركزية الامريكية جوزيف فوتيل التي وصلت الى عدن و ابوظبي خلال الايام الماضية بالاضافة الى الاتصالات السرية المكثفة المتبادلة التي تجري حاليا بين الادارة الامريكية والنظام الاماراتي التي تتركز على تعزيز وتدعيم شوكة الامارات ومرتزقتها اثناء خوضها سيناريو التصعيد القائم في معركة الحديدة .

بالتالي امريكا تركز على مسٲلة ان تحقق الامارات بمعركة الحديدة فوارق استراتيجية “تعمل على تسمين اوراقها السياسية والعسكرية في مواجهه التحولات بالملفات الاقليمية وتسمين اوراق حلفاءها الامارت والسعودية في هامش المفاوضات الذي يحضرها المبعوث الدولي الى اليمن باعتبار ان الحديدة تحتل قيمة جغرافية وابعاد جيوسياسية وعسكرية بالغة الاهمية فمن جهه تحوي اهم وافضل ميناء حيوي بالمنطقة وتشاطئ البحر الاحمر وتمتلك مجموعه من الجزر التي تعمق قيمتها الاسترتيجية ونفوذها في مياة البحر الاحمر مما يجعلها منطقة تستطيع الاشراف على العمق البحري والملاحة الدولية ، ومن الجهه الاخرى يعد ميناء الحديدة الشريان الوحيد المتبقي للشعب اليمني لدخول الموارد الغذائية والنفطية .
ايضا وهو المسار الاهم ان الحديدة تعد معسكرا وبوابة للقوة البحرية التابعة للجيش واللجان الشعبية على مياة البحر الاحمر ونقطة انطلاق لمسرح عملياتها العسكرية فيه و التي تتركز في مجال الردع والدفاع ضد قوات البحرية السعودية والاماراتية وفرض معادلة توازن قوى على البحر وقد رٲينا هذا في عملياتها السابقة التي اظهرت فاعلية وقدرات البحرية اليمنية المتصاعدة الناجحة في تشكيل توازن ردع استراتيجي ضد اي قوة معادية وقد اثبتت ذلك بدميرها اكثر من 11 فرقاطة وسفينة حربية للسعودية والامارت ووصول نيرانها الى مسافات كبيرة لمابعد خط الملاحة الدولية وقد اثار هذا رعبا دوليا غير مسبوقا بات ملاحظ وبالمقدمة امريكا والكيان الاسرائيلي الذين اظهروا قلقهما ورعبهما الشديدين خصوصا بعد عملية استهداف البحرية اليمنية “بارجة الدمام السعودية مطلع شهر تموز الماضي “.

لهذا امريكا تعمل على تنسيق مشترك مع الامارات وهي عازمة على ان تحقق الاخير انجازات بمعركة الحديدة مهما بلغ الثمن وقد فتحت لهذا ابواب الدعم المفتوح اللامحدود للنظام الاماراتي وتوفير الغطاء الدولي اللازم له ليشرعن عملياته حتى لوطالت مربع ارتكاب المجازر بحق المدنيين او مخالفة القوانين الدولية ،كذلك اعطت الادارة الامريكية الايعاز للحرب الاقتصادية الشاملة وتشديد الحصار الخانق على الشعب اليمني وهذة المرة”لايصاله الى قلب الكارثة الاقتصادية والانسانية” من اجل ان تكون ورقة استراتيجية” ضغط “لدعم واسناد محور العمليات العسكرية الاماراتية بالحديدة والتي تتركز جميعها في قالب اخضاع واركاع قيادة انصار الله الممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي للقبول بالشروط المرسومة المتمثلة في تسليم ميناء ومدينة الحديدة وافراغ كل القوات منهما .

بالاخير وما يجدر بنا ذكره. واستساغته هنا ان معركة الحديدة وبالرغم من ولوج امريكا في خط اسناد لامارات الا ان امر السيطرة على الحديدة مستحيلا قطعا ولايوجد مجال لتحقيق هذا الهدف مهما كانت طبيعة وقوة عمليات مرتزقة الامارات وعليه الادارة الامريكية لها علم باستحالة حسم هذه المسٲلة وتعلم بان الامارات ذهبت للقيام بعملية انتحارية بكل المعنى لها خسائر مهولة وابعاد عكسية مدمرة بالتالي امريكا وبالرغم من علمها المسبق تريد من الامارات تحقيق انجازات ولوكانت لاتتجاوز مستوى الارباك والحرب النفسية عن طريق افتعال اختراقات ميدانية طارئة ووقتية تنفذها مرتزقة الامارات كالذي حصلت في منطقة كيلو 16 وذلك لاحداث فارق في تدعيم محور الضغط على قيادة انصار الله والنجاح في دفعهم نحو تقديم تنازلات.

لهذا في اعقاب الايام القادمة قد نشهد مزيدا من التصعيدات والعمليات العسكرية من قبل الامارات ومرتزقتها وقد تكثف عمليات الاغارة الجوية على مدينة الحديذة نفسها لكن ما يجب هضمه في نهاية المطاف ان مسٲلة هزيمتها بمعركة الحديدة باتت وشيكه ومطروحه على الطاولة وننتظر عامل الوقت فقط لخروجها للواقع العسكري والاعلامي فقد تلقت مؤخرا خسائر كبرى في مستوى الت

ابوزينب, [١٨.٠٩.١٨ ٢٣:٤٨]
عاد البشري والعسكري وادخلت قواتها من المرتزقة في نوبة جفاف شديد بالطاقة القتالية الاليات ومقاتلين اما امريكا فنحن نرى بانها لن تقوم بايقاف العملية الانتحارية التي تقوم بها الامارات بالحديدة رغم علمها بحجم تداعياتها ومساراتها المدمرة وقد لا تقذف بطوق النجاه للنظام الامارتي واخراجه من هذه المعمعه على المدى القريب نظرا لان النظام الاماراتي لازالت لم يقدم الى اللحظة اي انجازات فعلية مؤثرة على واقع الجيوبليتك ولم يستطيع كسر استراتيجات صموم قوات الجيش واللجان الشعبية وعقيدهم الدفاعية ولم يحرك قيادة انصار الله قيد انملة في مجال تقديم تنازلات التي كانت مفترضه ان تحصل.