ذريعة محاربة الإرهاب لاحتلال الشعوب والأوطان – 1
بقلم / عدنان قاسم علي قفلة
بعد أن ذكرت في مقالات سابقة ذرائع الاحتلال وأساليبه والتي كان منها (محاربة القرصنة , نشر السلام أو إحلال السلام و نشر الديموقراطية ومحاربة الديكتاتورية ) وبالتزامن مع الذكرى السابعة عشر لأحداث ما يُعرف بالحادي عشر من سبتمبر سأذكر في هذا المقال ذريعة محاربة الإرهاب (الجزء الأول) , إذ أن هذه الذريعة والخطر القادم خلفها والأحداث الكبيرة المعاصرة التي حدثت لأجلها كفيلة بالتركيز عليها تركيزاً كبيراً وهي الذريعة الرئيسية في الوقت الراهن وتترافق مع كل ذريعة أخرى , إذ باتت حتى القوى الاستعمارية القديمة تطلقها على من يقاومها .
وقد أصبحت توظف هذه الذريعة للقيام بالكثير من الأعمال الإجرامية والاستعمارية ومحاربة الإسلام وما بات يعرف في الغرب ب(الاسلاموفوبيا ) أي التحامل والكراهية والخوف من الإسلام لغرض تشويه الإسلام .
يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في سلسلة متفرقات\الشعار سلاح وموقف (الاستعمار الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب, ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطرِّدهم, نلحق بعدهم, ويدخلوا المناطق, يدخلوا البلدان, يدخلوا البلاد ويحتلوها ويهيمنوا عليها, ويكونوا قد خضعوا الدولة فيها, والناس ما يروا شيء إلا عندما تستحكم قبضتهم, ما يرى الناس أشياء, ما يروا أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم, قد دخلوا البلاد, بنو قواعد عسكرية, توافدوا بأعداد كبيرة.)
هجمات 11 سبتمبر 2001
ففي الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م حدثت هجمات على مبنيي التجارة العالمية في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن نُفذت هذه الهجمات من خلال طائرات مدنية لتظهر أمام شاشات التلفزة وكل طائرة تدمر مبنى يتكون من 110 طابق وكأنها صواريخ نووية أو حتى حربية تحمل متفجرت وليست طائرات مدنية تحمل ركاب عاديين !!
فيتم توجيه أصابع الاتهام بعد وقوع الحادث مباشرة بعد أقل من ساعة إلى أسامة بن لادن وحركة طالبان في أفغانستان وتشن حملة إعلامية على الإسلام بشكل عام وعلى المسلمين بالذات في أوروبا و أمريكا فتعلن أمريكا حربها على ما أسمته الإسلام المتشدد وتفرض على المسلمين إسلام أسمته الإسلام المعتدل فتعلن أمريكا (مكافحة الإرهاب ) وتجبر العالم على أن يوقع لها أن تكون هي من يقوم بالحرب على الإرهاب بصفتها أكبر المتضررين ويجول في العالم وزير الخارجية الأمريكي والدبلوماسيين الأمريكيين وكذا رجال المخابرات الأمريكية ويجوبون كل الدول للتوقيع على أن أمريكا هي من تقود الحرب على الإرهاب فيظهر شعار جديد (من ليس معنا فهو ضدنا ) ليتم به إخافة كل دول العالم بلا استثناء وتجبر على التوقيع لأمريكا بأنها هي من تقود الحرب على الإرهاب , أما الدول الإسلامية فتظهر أغلبها وهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها وتبرئة ساحتها إلا من خلال التوقيع وقبول الإملاءات الأمريكية والتوقيع على أن أمريكا هي من تقوم الحرب على الإرهاب ومن ثم الدخول في اتفاقيات أمنية وعسكرية تنتقص من سيادة الدول وتفرض هيمنة أمريكية على الدول والشعوب وتكون مبرر للتدخل الأمريكي في كل سياسات الدول الأمنية والعسكرية و الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية وليكون تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب كل الدول والشعوب والجماعات والأشخاص الذين يتعارضون مع السياسة الأمريكية وتلبيس تهمة الإرهاب ضدهم ليظهر وبجلاء الذريعة الكبيرة من تفجير برجي التجارة العالمية وتظهر بعض المؤشرات التي تؤكد صحة ما ذهب إليه الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي من كون هذه التفجيرات إنما كانت أعمال مدبرة لا تضر أمريكا وحيكت بعناية وبسرية تامة من أجل تمرير المخططات الأمريكية على شعوب العالم بكله والعالم الإسلامي بالذات .
يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي من ملازم رمضان الدرس الخامس
( قضية التفجيرات في أمريكا هذه خطة خبيثة جداً، ولابد أنها صيغت في ظروف دقيقة؛ لأنهم بحاجة قصوى إلى أن تكون سرية تماماً، سرية تماماً؛ لأنها خطة لو تنكشف داخل أمريكا لكانت خللاً كبيراً عليهم هم، داخل أمريكا نفسها فضلاً عن بقية العالم، خطة محكمة ليبنى عليها مبرر وذريعة لضرب الشعوب الأخرى، واجتياح الشعوب الأخرى، واحتلالها تحت عنوان:[إرهاب، مكافحة إرهاب]!، تنفذ الخطة هذه. تجد كيف أحيطت بهذه:{ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} من البداية أعني: عندما يكونون هم مخططين تماماً لا بد أن تبقى ثغرات تفضح، لا بد أن تبقى ثغرات تفضح لكن تفضحهم أمام من؟ أمام من هم عارفين لهم من نفس القرآن، أمام من يعرفون ويتأملون ولديهم اهتمام أن يعرفوا، تهمُّهُ القضية أن يعرف، أما لذي ليس عنده اهتمام سيكون هو ضحية للتضليل، ولو هناك مؤشرات تكشف. )
ليتجلى صحة حديث الشهيد القائد عن الحادثة على ألسنة وكتابات العديد من الكتاب الغربيين فبعد الحاد ثة قام الكاتب الفرنسي تييري ميسان بالتحقيق في قضية وأحداث الحادي عشر من سبتمبر تمثل بإصدار كتاب (الخدعة الرهيبة ) باللغة الفرنسية وهو كتاب حقق أعلى نسبة مبيعات بعد إصداره ويشكك الكاتب عبر مجموعة من الدلائل الواضحة في الراوية الرسمية للبيت الأبيض ويطرح عدداً كبيراً من التساؤلات حول هذه الحادثة و التفجيرات وأن هدفها زعزعة النظام الجغرافي العالمي حسب العديد من المراقبين .
يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين ( وفعلاً هذا هدف رئيسي من وراء كل ذلك التمثيل . قصة أسامة التمثيلية التي كان بطلها أسامة وطالبان . فلا أسامة ولا طالبان هم المستهدفون , ولا ذلك الحدث الذي حصل في نيويورك هو الذي حرك أمريكا, من يدري, من يدري أن المخابرات الأمريكية قد تكون هي من دبرت لك الحدث لتصنع المبررات وتهيئ الأجواء لتضرب من يشكلون خطورة حقيقية عليها ) .
وهذا ما أكده الكثير من المحللين والكتاب الأجانب إذ بينوا أن غزو أمريكا لأفغانستان تم التحضير لها مسبقاً بتعاون بين الأمريكيين والبريطانيين قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بفترة , وأن أسامة بن لادن ليس سوى صنيعة جهاز المخابرات الأمريكية وهو لم يتوقف قط عن العمل لحساب هذا الجهاز , كما أن عائلتي بوش وبن لادن تجمعهما علاقات عمل وتعاون في إطار (مجموعة كارليل).
وهناك الكثير من الدلائل الواضحة للعيان والتي بينها الشهيد القائد في وقته من أن العمل من تنفيذ المخابرات الأمريكية بامتياز وهذا ما أكده الكثير من الخبراء ومنها:
أن أحداً لم يشاهد الطائرة التي قيل أنها ضرب مبنى البنتاغون ولم يقدم البنتاغون تفسيراً لذلك .
أنه لا يوجد قتلى من اليهود في هذه الأحدث بالرغم من وجود أكثر من 4000 موظف منهم في المبنيين .
رجل أعمال يهودي – أمريكي ويدعى لاري سيلفرستين حصل على عقد إيجار المبنيين في 24 يوليو 2001 ولكنه هو الآخر لم يتواجد في المبنى هو عائلته في يوم الأحداث ليحصل أيضاً على تعويض بالمليارات نتيجة تدمر المباني .
المبنى رقم (7) الذي يمتلكه نفس الشخص المذكور سقط دون أي سبب مع العلم بعدم تضرر المباني المجاورة بل إن بعضها لم ينكسر حتى الزجاج .
كل التقارير تحكي أن المبنى تم تفجيره من الداخل بل إن الحديد الصلب الذي يتكون منه أغلب مكونات طوابق المبنى ذاب وانصهر وبقي في حالة ذوبان فترة طويلة وكأنه بركان انفجر في قمة جبل وليس حديداً في مبنى تجاري وسكني .
كما أن هناك الكثير من الحقائق التي يصعب ذكرها في مجرد مقال إنما ذكرت في هذا المقال بعض حقائق لإثبات ما عُرف لاحقاً ب( نظرية المؤامرة ) .
ليتم بعد ذلك إصدار القانون (التخويل باستخدام القوة) ويعطي القانون سلطة لرئيس أمريكا باستخدام القوة المناسبة ضد الدول والجماعات والأشخاص الذين يزعم الأمريكان أنهم خططوا أو ساعدوا في الهجمات المفتعلة , وقد استخدم هذه القانون لشن عدة حروب بدءً بأفغانستان و العراق وليس انتهاءً بباكستان واليمن.
إذن الهدف هو السيطرة على العالم و تغيير النظام الجغرافي في العالم وكذا النظام السياسي ومحاربة كل الأنظمة والجهات التي لا تراعي مصالح أمريكا والمستهدف الأول هو الإسلام والثقافة الإسلامية الصحيحة وإكمال هيمنة امريكا على العالم وإبعاد أكبر تهديد فكري وثقافي وهي الثقافة الجهادية من خلال استخدام كلمة عامة وفضفاضة مثل كلمة (الإرهاب ) وشد أنظار العالم إلى أعداء وهميين لأمريكا وإبعاد أنظار المسلمين بالذات إلى أعداء أمريكا الحقيقيين ليتم تركهم لوحدهم لاحقاً والاستفراد بهم ويظهروا في ذلك الوقت وكأنهم ليسوا أعداءً لأمريكا وجعل كلمة إرهاب كلمة عائمة ليس لها تعريف متفق عليه ولا معنى واحد فيتم استخدامها للتعامل مع أي خصم لأمريكا وإسرائيل على أنه عدو وعلى أنه إرهابي بدليل أن أمريكا حتى الآن ترفض إصدار تعريف محدد للإرهاب وجعله مفتوح المعاني ومتعدد التفسيرات واسع المجالات من أجل أن لا ينحصر في أشكال محددة تجعل أمريكا تحصر أعداءها فيه بل يبقى مفتوحاً وعائماً ومبهماً من الوعي الجمعي والعالمي فتستخدمه متى شاءت ومتى ما أرادت .
يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في ملزمة الإسلام وثقافة الإتباع
(ألسنا نسمع أن زعماء العرب يحاولون أن تسمح لهم أمريكا أن يجتهدوا مرة في تفسير الإرهاب، ما هو الإرهاب الذي يجب أن نقف مع أمريكا في محاربته؟ لم يسمحوا لهم أن يقدموا تعريفاً للإرهاب أبداً، وما بقيوا هم يجرؤون على أن يجتمعوا فيعقدوا اجتماع، أو على أن يتبنوا موقف واحد).
وسيكون هناك إن شاء الله مقال قادم استكمالاً لهذا الموضوع الحساس