الخبر وما وراء الخبر

استراتيجية تقطيع أوصال العدو؟

51

بقلم / زيد البعوة

في معركة الساحل الغربي في محافظة الحديدة غرب اليمن لا تزال المعركة في أقوى مراحلها وأشدها ضراوة من حيث الاستمرار والتصعيد العسكري للطرفين رجال الجيش واللجان الشعبية من جهة والعدوان ومرتزقته من جهة كل طرف يحاول أن يتغلب على الأخر العدوان ومرتزقته يريدون السيطرة ويحاولون التقدم والمجاهدون يتصدون بكل صمود وثبات ويلحقون بالعدوان ومرتزقته اكبر الخسائر

معارك لم تتوقف هي الأقوى والأعنف منذ بداية العدوان أخرها معركة كيلو 16 التي قصمت ظهر العدو وقبلها معركة الدريهمي وقبلها معركة التحيتا وغيرها من المعارك التي يشهدها ساحل البحر الأحمر كلها معارك لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لأنها لا تقارن بغيرها من المعارك خصوصاً في هذا العصر في زمن التكنلوجيا العسكرية الحديثة والإمكانيات الضخمة والجيوش الكبيرة والمتعددة الجنسيات وطول أمد المعركة في مواجهة شعب محاصر لديه إمكانيات متواضعة وبسيطة

ومن المعلوم أن العدوان حاول في بداية معركة الحديدة أن يسيطر على المحافظة خلال أيام ورمى بكل ثقله وإمكانياته وجيشه ومرتزقته والياته للوصول إلى هدفه طامعاً في تحقيق ذلك في أسرع وقت لكنه فشل وخسر خسائر كبيرة في العدة والعتاد على أيدي رجال الله الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والشجاعة في ميدان المعركة غير مبالين بحجم قوة العدو ولا بتضاريس ومساحة المعركة وطول أمدها فتمكنوا بفضل الله من إرغام العدو ومرتزقته على التقهقر والتراجع وتمكنوا من استنزافهم بشكل كبير جداً

حيث اعتمد رجال الله على استراتيجية تقطيع الأوصال التي أنهكت العدو وجعلته يتخبط ويفقد عناصر القوة والتماسك ويغرق في مستنقع الخروج منه صعب والبقاء فيه أصعب وقد لاحظنا ولاحظ العالم من حولنا كيف تمكن المقاتل اليمني من أبطال الجيش واللجان الشعبية من تقطيع أوصال العدوان ومرتزقته في جبهة الساحل وتدمير الياته وقتل جنوده وضباطه واستنزاف قوته على مدار اليوم والليلة طول الأشهر الماضية..

واعتمد رجال الله على استخدام عمليات نوعية متعددة ومختلفة ومستمرة في نفس الوقت لا تتوقف، استهداف مدفعي وصاروخي وعمليات جوية من خلال الطيران المسير وعمليات قنص وعمليات هندسة وعبوات وعمليات استدراج كما حصل في الدريهمي، كل هذه العمليات أصابت العدوان ومرتزقته بالدوار وجعلته يفقد قوته بشكل تدريجي إلى الأسفل ما بين قتلى وجرحى واسرى بالمئات واليات مدمرة بالمئات

عمليات نوعية ومعارك ضارية لا تتوقف واستراتيجية تقطيع الأوصال هي العنصر الأبرز في معركة الساحل الغربي في مواجهة العدوان من قبل رجال الله أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يتصدون لأكبر معركة عسكرية في هذا العصر من حيث العدة والعتاد والإمكانيات،إلا أنهم لا ينظرون إلى ما لدى العدو بنظرة خوف وقلق بل بنظرة استهتار واحتقار تنطلق من ثقتهم واعتمادهم على الله

وقد كانت معركة كيلو 16 بمثابة درس وعبرة لدول العدوان وعلى رأسها أمريكا التي تسعى للسيطرة على الساحل الغربي والخسارة الكبيرة التي حصلت للعدوان ومرتزقته يجب أن تكون درساً لهم حتى لا يركنوا على ما لديهم من أسلحة ومرتزقة لأن الله يقف إلى جانب الشعب اليمني ورجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية يتوكلون على الله ويثقون به وهو من يؤيدهم ويمنحهم النصر.