أحرار على خُطى الانتصار
بقلم / د. أسماء الشهاري
ها نحن رغم المصاعب والجراح.. نبدأ عاماً دراسياً جديدا، نقول فيه بأننا ماضون في طي الأسى و رسم خارطة أمل غدٍ مُشرقٍ و فجرٍ جديد..
لكننا مثقلون بالهموم جراء الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي صنعها لنا هذا العدوان الغادر الغشوم، فعلى كلٍ منّا أن يمد يده للآخر وأن يساعد الآخر..
فتكافلنا واستمرارنا في الحياة بكل تحدٍ و قوة هو الذي أوهن كيد تحالفهم وجعل أوهام تآمرهم تتلاشى خلف الغيوم..
علينا ألا نحمّل بعضنا ما لا طاقة لنا به، فتلك الطالبة قد لا تمتلك ثمن الزي المدرسي وذلك الطالب لا يقدر أن يوفِّر ذلك النوع من الدفاتر، أما ذلك الأب أو الأخ أو الأرملة فلم يستطع أو تستطع أن يدفع إيجار المنزل بعد..!
إذا كنت تمر بضائقة فهو كذلك إن لم يكن أكثر منك..!
فنحن أمام تحالف أممي و تكالب عالمي يستهدف هويتنا الإيمانية وعزتنا و كرامتنا، ويسعى لإذلالنا وإركاعنا بكل الوسائل والطرق، لكن من هو مثلنا بإيمانه و شموخه وصموده واستبساله وقد سكب كل تلك الدماء الزكية الطاهرة وقدم كل تلك الأرواح العظيمة الثائرة قرابينا في سبيل الله ودينه و وطنه وكرامته..
ونحن بطبيعتنا كيمنيين شرفاء وأحرار نأبى الضيم ونرفض حياة الصغار، فإن كل ذلك يحتم علينا أن نزيد من تلاحمنا وتراحمنا و تكاتفنا وثباتنا وأن نرص الصفوف ونكون إلى جانب بعضنا، لأننا عندما نرحم بعضنا و نقف إلى جانب بعض فإن ذلك مدعاة لزيادة قوتنا وثباتنا ولِأن تتنزل رحمات الله علينا ويعجل بفرجه ونصره لنا..
تجويع.. حصار..وإبادة بالجملة..
تخويف الآمنين ليل نهار، وإصرار على جعلك تعيش في الظلمة..
هل هذا كافٍ يا شعب الحكمة لرؤيتك تُعلِنُ الانكسار..؟
لا والذي خلق الليل وأشرق لنور عظمته النهار..
ها أنت نسجت من خيوط الشمس نوراً يُبدد مساعي قوى التحالف ويجعل أحلامها تنهار..
لقد حققت بصبرك وإيمانك الكثير، و جاوزت الكثير من التحديات والأخطار..
ما عليك فقط هو الاستمرار في الثبات، لتنال عمّا قريب النصر وهذا جزاء الصبر و هو وعد الله للأحرار..
وفي مسيرتك المقدسة والمباركة نحو التحرر وكسر قرون قوى الاستكبار، يتوجب عليك زيادة التلاحم والتراحم و رص الصفوف لِتقوي بذلك وحدة الوطن و تُشتت صفوف العِدا وتجعلها تسارع في التبعثر و الكسوف..