الخبر وما وراء الخبر

نفحات من الهجرة النبويه

68

بقلم / وسام الكبسي
مكه حيث المكان

الاقدس (الكعبه )تركها أطهر الخلق واشرفهم مهاجرا بدينه مع نفرا من الذين اتبعوه وآمنوا بما جاء به بعد ان عاشو مراره العناء والتعب وذاقوا اصناف التعذيب وانواع الظلم والاضدهات من قريش وما امر ظلم ذوي القربى على الانسان !!!
مكه لم تكن فقط مسقط راسه
صلى الله عليه وآله وحسب ،
ان لها مكانتها الخاصه في قلبه وقد
استحوذت على قلبه وفكره وكل جوارحه ،لما لها من قداسه دينيه ومكانه روحيه وعظيمه لدى العرب
تشدهم إلى عباده سبحانه،مهبط
وحي خاتم الانبياء والرسل وبنيان
شيده ابو الأنبياء إبراهيم وابنه عليهم السلام بأمر من الله ليكون
قبله تتجه اليه القلوب والافئده في خضوع وتسليم لله سبحانه وتعالى.
وقف محمد مودعا موطنه
ومسقط راسه (مكه )حيث بها نشأ وترعرع وألفها ام شريفه يهفو
اليها الناس من اصقاع الجزيره
حبا بها واحترام لقداستها ،وإلفته
صبي كريم من اسره كريمة
توارثوسقاية الحاج وخدمته كسب لرضا الخالق وأداء لمسؤليه
نالوشرفها ،يلعب مع الصبيان في ازقتها صادق امين ،ولكنه يترك
هذا المكان العظيم ورفاق طفولته
وشبابه،وخاصته من أهله، وكل
ماتحمله هذه القطعه من الارض
المباركه في ازقتها وحواريها
وسفوحها ووديانها وشعابها من
ذكريات حفرت في الذاكره فما
اجمل واعزمن ذكريات افضل
مراحل العمر واروعها!!!
غادر محمد صلى الله عليه وآ له
مكه ومعه قله من المستضعفين
بعد معاناه مريره من زعماء
قريش،وقد دعاهم محمدوأ وفا في النصح لهم،ولكن كبرهم وغرورهم
وجهلهم اعماهم عن النور فكانت
عمي البصر والبصيره.
دعاهم إلى عبادة الله وحده
ولايتخذ بعضهم بعضا أربابا من
دون الله،وان يقيموا الصلاة وترك
عباده الاوثان واخذ حق الغير
بدون حق ،كما دعاهم إلى فعل
الخير وإصلاح ذات البين وحرم
عليهم دمائهم وأموالهم ،مشرع لهم
تشريعات إلهيه تنظم حياتهم وترفع
من شأنهم وتعلي من مقامهم ،الا
ان الكبر والغروركان المسيطر
عليهم مع انهم اشرف القبائل
العربيه وأرفعهم شأنا ،الا انهم ابو واستكبروا،وتلقى عليه الصلاة
والسلام الصد والنفور من بني عمه
وعشيرته ،ويتلقون أصحابه منهم
صنوف العذاب وألوان التنكيل ولم
يكن له الا ان يهاجر بعد ان اذن الله
له بذالك.
ترك احب البقاع إلى قلبه بعد
مراره العيش من الاغلاظ في
قريش لتستقبله المدينه المنورة
بقضها وقضيضهامرحبه به
والمستضعفين في افضل وأروع
حفل استقبال عرفته جزيره
العرب،فكان اهل يثرب المتناحرين
كأن بم يكن شئ بينهم قط؛فملات
المدينه باالمستقبلين وازدنت
الطيب وعليها الفرح وتميزت
باصوات الزغاريد والأناشيد ،وتبدأ
حياة جديده من الجهاد والدعوة
إلى الله بعد ان هئ رسول الله
محمد لهذه المرحله قبل الخروج
من مكه مع بعض من زعماء الاوس
والخزرج.
لقد وقفت قريش بكل قوتها
امام الدعوه إلى الله فكانوا
جبارين ع المستضعفين ،وجهزوا
الفرق ممن تعرضوالدعوه
بشكل شبه منظم ،ففرق عليها
التعذيب والتنكيل وأخرى تنشر
الشائعات لتشويه صورة الإسلام
ومبادئه بتعريضهم في محمد
وأصحابه ،وهذا هو مادأب عليه
الطغاة والمستكبرين في الأرض عبر
الزمن ،ولكن اراده الله قضت ان
يظهر الله دينه ولوا كرة المشركون.
ولم يكن استنفار قريش في
ملاحقه محمد الالاجهاض الهجره
لمايعلموا مدى اهميه هذه
الخطوة وخطورة تبعاتها عليهم
في المستقبل ،ومانعيشه الان في واقعنا
من عدوان غاشم ظالم وبربري ، وهذا التكالب الاممي على شعب
الانصار واحفاد الرسول والرساله سوى
نسخه طبق الاصل لما عملته قريش ،الا ان أدوات الحاضر ومكرهم وغطرستهم فاق الخيال،فلم يستشهد سوى
سميه إلى جانب العذاب الذي تلقاه
المخلصون مع النبي محمد ،والان
في يمن الانصار تدمر الارض
وتحرق ، تنسف المنازل بمن فيها ،والاسواق ومرتادوها ،وتحرق المزارع وفلاحيها ،والصيادين وقواربهم،
شعب محاصر يعيش الفقر والعوز ،ولكن
الأحرار من أبناء شعب يمن الصمود قد استعانوا باالله واستمدوا العون والتوفيق من الله،وليس لنا خيار إلى النصر
سوى الاستمرار على خط الانبياء
بقياده الاعلام والنهج المحمدي في
جهاد الطغاة وجبابرة الارض ،
والله غالب على امره.