طرفا النزاع في جنوب السودان يوقّعان اتفاقا جديداً للسلام
وقّع طرفا النزاع في جنوب السودان، الرئيس سلفا كير وقائد المتمرّدين رياك مشار، اتفاق سلام خلال قمة إقليمية عقدت الأربعاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في محاولة جديدة لوضع حدّ لحرب أهلية مدمّرة مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في الدولة الفتيّة.
وبعد توقيع الوثيقة تصافح الرجلان أمام حشد ضمّ رئيسي أوغندا والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا إضافة إلى مندوبين.
وكير ومشار قياديان متمرّدان سابقان وصلا إلى السلطة خلال الحرب الأهلية التي دارت بين شمال السودان وجنوبه بين 1983 و2005 وأفضت إلى استقلال جنوب السودان عام 2011 وهما ينتميان إلى المجموعتين الإتنيتين الرئيسيتين في الجنوب، إذ إنّ كير من الدينكا ومشار من النوير.
ومشاركتهما في أول حكومة تشكلت في جنوب السودان المستقلّ سرعان ما فشلت حين اتّهم كير مشار عام 2013 بتدبير انقلاب ضده، فغرق جنوب السودان في حرب أهلية شهدت الكثير من الفظاعات.
كما شاركا لاحقا في حكومة ثانية عام 2016 لكن بعد بضعة أشهر فقط على عودة مشار استؤنفت المعارك في جوبا واضطر زعيم المتمردين إلى الفرار سيراً على الأقدام مع أنصاره إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة.
والاتّفاق الموقّع الأربعاء في أديس أبابا جاء بعد ضغوط دبلوماسية مكثّفة، حيث فرض مجلس الأمن الدولي في منتصف يوليو حظراً على الأسلحة إلى جنوب السودان وأقرّ عقوبات بحقّ مسؤولين عسكريين اثنين، سعياً لدفع القادة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وسبق أن وقّع الزعيمان في يوليو ومطلع أغسطس وبرعاية إيغاد ومنظمة دول شرق إفريقيا سلسلة اتفاقات نصّت بصورة خاصّة على وقف إطلاق نار دائم وتقاسم السلطة، وذلك بعد عدة أسابيع من المفاوضات المكثّفة في الخرطوم.
ونصّت هذه الاتفاقات على عودة مشار إلى جوبا لشغل واحد من مناصب نواب الرئيس الخمسة المتّفق عليها في حكومة وحدة وطنية يفترض تشكيلها خلال مهلة ثلاثة أشهر لتتولى السلطة لمدة ثلاث سنوات.