بعد افشاله جنيف..التحالف السعودي يلعب بذيل الاسد
بقلم / زين العابدين عثمان كاتب وباحث
لقد فشلت مشاورات جنيف وهي في المهد وسرعان ما اعلن المبعوث الدولي الى اليمن” مارتن غريفث” يوم امس السبت فشلها بسبب العرقلة الممنهجة للتحالف السعودي بمنعه وصول الطائرة الاممية لاخذ وفد صنعاء للحظور الى جنيف، والاهم انه وفي ضوء هذا الفشل اتجه التحالف السعودي نحو تنفيذ مخططات تصعيديه في الجانب العسكري في عدد من الجبهات ذات البعد المحوري والاستراتيجي المهم كجبهات الساحل الغربي.
ان الجدير بالذكر هنا هو الخلفيات والابعاد لاندفاع التحالف السعودي المركب لذبح مشاورات جنيف توازيا مع شنه حرب اقتصادية شاملة على الشعب اليمني هي الاكثر قساوه منذ بدء العدوان وايضا لجوئه للتصعيد العسكري حيث باعتقادنا ان من ضمن هذه الخلفيات والابعاد نستطيع ان نجملها مستندين لطبيعه وتفاصيل الاحداث السابقة والقائمة كاالتالي
اولا ان مشاورات جنيف المتوقعه اتت في وقت لم يكون طرف التحالف السعودي الاماراتي مستعد لبحث الحلول وخصوصا في اطار ايقاف عدوانهم على اليمن كون هذا العدوان لازال لم يعطي الى اللحظة فوارق استراتيجية مهمه على صعيد تحقيق الاهداف او انجازات ميدانية التي تفوض التحالف لفرض معادلات صعبة ومعقدة امام وفد انصار الله في مباحثات جنيف لارضاخهم لتقديم تنازلات .
ثانيا تعمد افشال جنيف من طرف التحالف السعودي اثبت بدلالات قطعية بتفوق انصار الله عسكريا بالحرب وامتلاكهم معادلات ردع عسكرية لها القدرة على تغيير قواعد المعركة وقلب الطاولة السياسية باوراق جيواستراتيجي يستحيل على التحالف السعودي مجاراتها او احتواءها باي شكل من الاشكال بالتالي كان خيار افشال جنيف هو الخيار الوحيد امام التحالف لتفادي الوقع في مربع الاحراج وافتضاح افلاسه السياسي والعسكري على طاولة المفاوضات .
الثا التحالف السعودي وطالما ويديه مفرغه من اي انجازات ميدانية في الحرب باليمن وبالاخص بعد فشله الكامل في معركة الحديدة ذات الاهمية الجغرافية والسياسية الكبيرة في تقرير مصير الحرب باليمن ومآلاتها السياسية والعسكرية على الصعيد الاقليمي والدولي وتهديدها للهيمنة الامريكية والاسرائيلية على مياة اابحر الاحمر فبالتالي، هذا كان احد الدوافع الذي دفع بالادارة الامريكية الى توجيه السعودية والامارات لعرقلة المفاوضات بجنيف واللجوء للحرب الاقتصادية الشاملة والتصعيد العسكري وبالاخص في معركة الحديدة التي تقودها الامارات كما هو واقع حاليا يحث وقد اجتمع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع محمد بن زايد، وجوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، يوم الاثنين الماضي في الإمارات من اجل تدارس كيفية اوضاع المعركة بالحديدة وسيناريو التصعيد الجديد في خضمها كيفية احتواء القوات ابخرية اليمنية واخطارها الاستراتيجي في البحر الاحمر …
في الاخير وما يحب قوله باختصار شديد وانه ومن واقع المتغيرات والتحولات التي حصلت في فصول الحرب باليمن خلال ثلاث سنوات ونصف الماضية فاننا نرى بٲن التحالف السعودي المدفوع امريكيا للتصعيد العسكري بالحديدة وتشديد الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني لن يؤتي بٲي نتائج ميدانية او سياسية وانما ستكون خطٲ استراتيجيا فادحا له تداعيات مدمرة وخطرة على الامن والاقتصاد السعودي -الاماراتي خصوصا والامن الاقليمي والدولي بمياة البحر الاحمر عموما فانصار الله وقدراتهم العسكرية التي تطورت بشكل دراماتيكي مع مرور الوقت اصبحوا قادرين على تحويل السعودية والامارات ومنشئاتها الحيوية الى “مناطق عسكرية” معرضة للاستهداف المباشر في اي وقت عبر الصواريخ الباليستية او سلاح الجو المسير وقد ثبت هذا ميدانيا في الفترات الاخيرة ، كما ان انصار الله قاديرين ايضا على فرض حظر التجارة الدولية المارة من مياة البحر الاحمر واستهداف ناقلات النفط والشحن التابعة للتحالف السعودي ونعتقد ان هذا ايضا مسلم به من قبل الجميع وحتى الادارة الامريكية
لذا نقولها من منطق النصح ان على امريكا ان توقف اي تهور جديد للسعودية والامارات في مجال التصعيد وايقاف الحرب الاقتصادية لان هذا المعترك يعتبر خطٱ كارثيا كونه لعب بذيل الاسد واستفزاز له تداعيات لاتحمد على الاطلاق.