الخبر وما وراء الخبر

هل .. وهل.. وهل

41

بقلم الشيخ العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل

أسئلة يرددها كثير من الناس على ألسنتهم المجردة –عفويا- على كيفية الاستفهام، وبعضها يكون للتعرية والتجريد للوضع، في استفهام عدائي، يطعن في الثورة وأهدافها ورجالها، ويزيد في الطين بله وفي الشطرنج “بغلة”، لتضخيم السلبيات وطمس الايجابيات والأهداف وبعضها للاستفهام السطحي والهروب من المعاناة فيما يلاقيه من تكاليف الحياة المعيشية وغيرها في كثير من النواحي، وخاصة بعد طبع الأوراق النقدية ذوات الفئات المتعددة، وبعضها في كلمة هل، للاستفهام والاستقراء للأبعاد والأهداف، وبعضها في كلمة هل يريد أن يتخلص من كل ذلك بالاستخذاء والاستسلام الكلي للأعداء، عسى أن يعيش في ظلهم وهو لا يدري أنهم في كلتي الحالتين “المقاومة والصمود أو الاستسلام” لا يريدون من ذلك إلا قتله وإبادته حتى لا تقوم له ولا لعقبة قائمة إلى يوم القيامة، وهو في كلتي الحالتين مقتول مقتول مقتول.. وإنه لو فرضنا أنه قتل في إحدى الحالتين وخاصة أنه يقاوم، لاحتفظ بشرفه وتاريخه المجيد وعزته وكرامته وكان مثالاً وقبلة لغيره، ولو قتل في الحالة الثانية لكان مثالاً للذل والعار والاستسلام لعدو لا يعرف الرحمة، وليس له ضمير ولا كرامة.

وبعضهم يستعمل كلمة “هل..؟” للخداع والتضليل والدَّجل من أجل مصالح شخصية أو لمصالح أسياده، وهو الأخطر في هذا المجتمع.

وكلمة “هل” تعني أشياء كثيرة تحتاج إلى تفصيل وإلى تأويلات متعددة ومتشعبة قصيرة الأهداف وبعيدتها.

وكلمة “هل” تتفاعل في النفوس والعقول بالاجوبة المتضادة في المصالح والرؤى وكذلك في الأهداف.. وهنا علينا، قبل أن نضع القلم لتعريف كلمة “هل”، أن نضع أمام أعيننا أنه لا إجابة صحيحة لكلمة هل، للتخلص الكلي من الاستعباد والتبعية وامتلاك أنفسنا وكرامتنا ومقدراتنا إلا بتفعيلها في الهدف السامي للحرية، خاصة وقد أصابنا الكثير من الهيكلة والتخريب في كل مناحي الحياة لعشرات العقود الماضية، وحتى يكون تفعيل كلمة هل في الطريق الصحيح في بناء الأمة والوطن.

*مفتي محافظة تعز