الخبر وما وراء الخبر

أمريكا تفشل مشاورات جنيف.. ويد”السياسي الأعلى” تضرب في أبها والحديدة

45

ذمار نيوز |  المسيرة نت: إبراهيم الوادعي 26 ذو الحجة 1439هـ الموافق 6 سبتمبر، 2018م

أبلغت الأمم المتحدة وسائل الإعلام بتعليق المشاورات التي دعت إليها في جنيف حول اليمن إلى الجمعة 07 سبتمبر، ويبدو أن الأمر مرشح لما هو أبعد من الجمعة، فالطائرة العمانية التي طلبها الوفد الوطني في صنعاء لم تصل اليوم الخميس الى مطار صنعاء بسبب استمرار عرقلة تحالف العدوان على اليمن، وتلقيه صفعتين مؤلمتين في الميدان خلال ال 24 ساعة الماضية.

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفث بدا في مؤتمره الصحافي في جنيف مساء الأربعاء محرجا وهو يشهد تداعي المشاورات الأولى التي يدعو إليها، فالرجل ومؤسسته الدولية ظهرا عاجزين أمام المال السعودي عن السماح لطائرة عمانية بالوصول إلى مطار صنعاء لنقل وفد المجلس السياسي الأعلى.

وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ أصدرت بيانا في اعقاب مؤتمر غريفث أوضحت من خلاله المعرقل الحقيقي لانطلاق مشاورات جنيف وقالت إن قوى العدوان تضع العراقيل لمنع الوفد الوطني من المشاركة في مشاورات جنيف، وعدم منح ترخيص لتسيير طائرة عمانية يهدف إلى عرقلة وفدنا من المشاركة في مشاورات جنيف.

وفيما أعربت عن التقدير لجهود غريفث كان بيان وزارة الخارجية واضحا لجهة تقديم الأمم المتحدة ضمانات بعودة الوفد الوطني إلى صنعاء وعدم عرقلته كما حدث وبقي الوفد المفاوض السابق في عمان لعدة أشهر قبل أن يعود بترتيبات خارج إطار الأمم المتحدة.

ووفقا لمصدر في الوفد الوطني فإن ما حدث من عرقلة لسفر الوفد الوطني دفع بالوفد الوطني المشكل من قبل المجلس السياسي الأعلى إلى طلب ضمانات أممية ودولية بأن يعود إلى صنعاء حال انتهاء المشاورات التي كان من المقرر أن تختتم في الثامن من سبتمبر إلى العاصمة صنعاء، وعدم تكرار ما حصل مع الوفد السابق حيث بقي الوفد الوطني عالقا في عمان الشقيقة لنحو 3 أشهر، قبل ان يعود بتفاهمات لم تكن الأمم المتحدة طرفا فيها.

وبالتزامن مع عرقلة تحالف العدوان لانطلاق مشاورات جنيف ، شنت قوى العدوان ومرتزقتها هجوما عنيفا على مطار الحديدة في محاولة جديدة للاستيلاء عليه ، غير أن مجاهدي الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وجرى تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعد أن دارت أعنف المعارك مساء الأربعاء في الجهة الجنوبية الغربية من مطار الحديدة ، وأكد شهود العيان أن الطيران المروحي للعدوان عمل عقب فشل الهجوم الجديد على انتشال الجرحى والقتلى بسبب عدم إمكانية القيام بذلك برا نتيجة الحصار الذي يفرضه الجيش واللجان الشعبية في عدة مناطق على الخط الساحلى.

وعقب فشل الهجوم بساعات هاجم الطيران المسير مطار أبها وعطل حركته مجددا، وأظهرت المواقع المعنية بتتبع مسار الرحلات الجوية بعض الرحلات الجوية للطيران السعودي وهي في حالة ” انتظار ” في سماء مدينة أبها فيما حولت رحلات أخرى وجهتها عقب الهجوم.

وهذا الهجوم هو الثالث على مطار أبها الإقليمي ففي الثامن عشر من أبريل المنصرم نفذت طائرات قاصف 1 المسيرة غارات على مطار أبها، وأغلق المطار على إثرها لنحو 12 ساعة وجرى تحويل الطائرات القادمة إليه إلى مطارات جيزان والرياض وجدة، ونشرت يومها السلطات السعودية صورا لأمير منطقة عسير وهو يتفقد مدرج المطار ومرافقه بعد الغارات اليمنية بطائرات مسيرة.

وفي الـ 26 من مايو الماضي شن سلاح الطيران اليمن المسير هجوما ثانيا على المطار الذي علق أنشطته بوجه الملاحة الجوية، وقوبل الهجوم الثاني بصدمة في الداخل السعودي، كونه كان متوقعا والإجراءات التي اتخذت لحماية المطار لم تجد نفعا.

وفي المشهد الجامع في الـ 24 الماضية فإن ذراع المجلس السياسي الأعلى العسكرية قد تولت الرد على عرقلة تحالف العدوان لسفر الوفد الوطني لحضور المشاورات الأممية، قوات الجيش واللجان الشعبية أفشلت الهجوم المعد منذ أسابيع على مطار الحديدة وكبدت العدوان ومرتزقته خسائر فادحة، وقام سلاح الجو المسير بإغلاق مطار أبها الإقليمي وتعطيل الملاحة فيه وتأكيد قدرته على إغلاق المطار متى شاء وفي المثل يقال ” الثالثة ثابتة” .

يبقى الرد الأممي منوطا بالأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، فليست المرة الأولى التي يريق فيها تحالف العدوان ماء وجه الأمم المتحدة والتي تملك من أدوات القوة ما لا يملكه المجلس السياسي الأعلى الذي رد الصفعة لقوى العدوان بصفعتين في الحديدة وأبها.

وفي صباح الخميس 06 سبتمبر ادلى الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام الأمم المتحدة بتصريح كشف فيه عن المعرقل الحقيقي لمشاورات جنيف وقال ساخرا إن تحالف السعودية في حاجة هو الاخر الى تصريح من أمريكا ، وفي ذلك إشارة لتعليق المشاورات الى اجل غير مسمى ، وان الولايات المتحدة الامريكية هي قائدة العدوان على اليمن ومن يعرقل الوصول الى سلام ينهي المأساة الإنسانية.