الخبر وما وراء الخبر

إلى الأشقاء الألداء قبل جنيف ..

64

بقلم / عبدالملك العجري

اليمن دولة مستقلة وذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة نرفض أن تكون حديقة خلفية أو ساحة نفوذ تابعة لأي جهة إقليمية أو دولية سواء السعودية أو إيران أو غيرهما وهذا اعتقد مطلب لا يجوز معاقبة اليمن عليه ولا القوى السياسية التي تتمسك به, وإصرارها على هذا الحق لا يعني إلغاء خصوصية العلاقة بين البلدين الجاريين أو أن اليمن صار تابعا لإيران .

اليمن دولة جارة للسعودية كما هي السعودية أيضا دولة جارة لليمن، والجوار لا يمنح حق الوصاية وكما علي اليمن أن تراعي حقائق الجوار الأمنية والجيوسياسية، فالسعودية عليها نفس الحق, صحيح أن السعودية دولة غنية لكن الغنى يوجب الفضل لا الوصاية , لا أحد ينكر أن الرياض أنفقت أموال ضخمة في اليمن لكنه كان رشوة سياسية مقابل الولاء السياسي وإضعاف الدولة ولذلك ينظر الشعب اليمني للدور السعودي في اليمن بغير قليل من المقت والمخزون السلبي الذي تكتنزه الذاكرة الشعبية عن السعودية يفوق بأضعاف مضاعفة المخزون الإيجابي .

اليمن كذلك دولة عربية وإسلامية وهي جزء لا يتجزأ من القضايا العربية والإسلامية التي نصت عليها مواثيق الجامعة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وفي قلبها الصراع العربي الإسرائيلي, باعتبارها عمود الخيمية للنظام العربي وانتمائنا لهذه القضايا ليس انتماء لإيران بل انتماء لذاتنا وهويتنا العربية والإسلامية و اختيار أن إيران الثورة الانحياز لهذه القضايا لا يغير من حقيقتها ولا يجعلها قضايا منسوخة والصحيح أن إيران أصبحت تابعة لنا وليس العكس, ويفترض أن تشكر على اختيارها الانحياز لقضايانا العربية, في الحد الأدنى لا يعاقب من اختار التمسك بهذه القضايا ولا يتهم بالعمالة لإيران.

من يجب أن يلام ويعاقب هو من ينقلب على مواثيق الجامعة العربية وعلى ثوابت النظام العربي ويدخل في صفقات مشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية ويحرف بوصلة الصراع من صراع عربي إسرائيلي إلى صراعات طائفية أو بينية عربية- عربية أو إسلامية لأنه بهذا الصنيع ينسف النظام العربي من أساسه ويدوس على أنقاض الجامعة العربية ويجهز على آخر عرق ينبض في العروبة إن كان بقي عرق.

وإذا كنتم تعتقدون أن إيران تزاحمكم في المنطقة من بوابة القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الإسرائيلي فعندي لكم الحل الذي تسحبون به البساط على إيران وهو أن تحملوا قضايا النظام العربي في إطار مشروع قومي تحرري وعندها ستعود إيران إلى حدودها وستجدون العرب يتحلقون من حولكم وسنكون أول من يرفع القبعة لكم وسنقاتل تحت لواء مشروعكم العربي المستقل.

الأشقاء الألداء :

إذا كان بإمكانكم أن تهزموا إيران فاهزموها أو تريدون أن تدخلوا في حرب معها فأعلنوها اليوم (وإن كنت شخصيا أرى أن التعاون أفضل لكم وأن الوقيعة بينكم صنيعة غربية لحلبكم فقط) إن شئتم لن نمنعكم من ذلك لكن اذهبوا بعيدا عن اليمن.

اليمن دولة ذات موارد محدودة يجب تحييدها عن صراعات الدولتين وإذا كان عندكم مشكلة مع إيران فلا تكون على حسابنا وتصوير معركتكم مع اليمن على أنها مواجهة مع إيران والتركيز على الانقسامات الطائفية للتمويه على الدوافع الجيوسياسية للقتال والاستنهاض الغرائزي للشعوب السنية لحشد الدعم الإقليمي على درجة عالية من الخطورة، يدخل المنطقة في حروب من شأنها أنْ تغيِّر وجهها على نحوٍ مدمر, وبالتأكيد لن يكون لصالحكم ولا لصالح اليمن ولا لصالح العرب وستضيع (الصيدة )عليكم في اليمن كما ضاعت في سوريا ونحن نعرف والعالم يعرف وأنتم تعرفون أنكم تخوضون معاركة بالوكالة .

باختصار نريد اليمن حديقة لنا وليس لكم، ساحة لا لكم ولا لإيران ولكم علينا ولنا عليكم ما تفرضه حقائق الجوار سياسيا واقتصاديا وأمنيا، فهل إلى عقل من سبيل؟