هل تقاتل القاعدة وداعش إلى جانب السعودية والإمارات أم أن السعودية والإمارات تقاتلان إلى جانب القاعدة وداعش؟!
بقلم / محمد عايش
قلت لقاعدي يرسل لي تهديدات بين الحين والآخر (وصرنا أصدقاء بفعل ذلك، وتتوطد صداقتنا عقب كل رسالة تهديد) قلت له: ولكنكم تقاتلون إلى جانب السعودية حليفة أمريكا والغرب الكافر؟!
فرد علي:
سبحان الذي سخر لنا هذا.
فألقمني جوابه حجراً.. ولم أنبس بعدها ببنت شفه كماتقول القواميس، ولا زد اديت نخس كما يقول اليمنيون.
القاعدة تمتطي ظهر البغل السعودي في اليمن وتقول: سبحان الذي سخر لنا هذا.
والسعودية تمتطي حمار القاعدة وتقول بدورها: سبحان الذي سخر لنا هذا.
والقاعدة والسعودية تمتطيان ظهر هادي وتقولان: سبحان الذي سخر لنا هذا.
وهادي والسعودية والقاعدة يمتطون ظهر اليدومي والإصلاح ويقولون: سبحان…….
وهكذا
كلٌ يركب على ظهر الآخر، باحثاً عن وجهته..
وكل راكب منهم مركوب في نفس الوقت..!
ولأن مايجمع بين كل هذه الأصناف هو فقط التواطؤ على جريمة تاريخية بحق بلد كامل بمجتمعه ودولته؛ سينتهي تواطؤهم، وامتطاء بعضهم لبعض إلى خيبة، وسيتضح في النهاية أن الراكب الوحيد، والحقيقي، على ظهورهم جميعاً هم الحوثيون..
فحربهم (عاصفتهم) لم تؤدِ إلى هذه اللحظة، ولن تؤدي لاحقاً، إلا إلى المزيد من تمكين الحوثيين، حتى أن الحوثيين أصبحوا الآن هم الدولة بلا نقاش، وهم الجيش بدون كلام.. وهم “الوطنية” وهم “أبطال التحرر و مقاومة الوصاية السعودية” وهم السلطة المعترف بها أمام قطاعات عريضة من المجتمع ممن معهم وممن ليس معهم، ممن يفرون إلى التمسك بهم خوفاً من فوضى السعودية والقاعدة وداعش.
قبل الحرب كان الحوثيون، حتى أمام أنفسهم، في وضعِ باسِطِ يده على مركز الدولة في صنعاء، بدون شرعية غير مايسمونها بالشرعية الثورية (ولذلك ذهبوا للحوار بعد اعلانهم الدستوري، وهي المرة الأولى في التاريخ التي تذهب فيها “ثورة” إلى الحوار بعد إعلانها لقوانينها!) ولذلك كان نضال اليمنيين “وطنياً” سيزيح يد “البسط” هذه عاجلاً أو آجلاً.
لم تدمر السعودية والإمارات وحلفاؤهما غير دولتنا وجيشنا، أما الحوثيون فيبنون الآن (مالم تحدث تسوية سياسية سريعة) في أنقاض تلك الدولة دولة ومن أنقاض ذلك الجيش جيشا، دولتهم وجيشهم، أو دولة وجيش كل اليمنيين، دولة بمعنى “الدولة” أو دولة بمعنى “السلطة” و”العصابة”، ففي الحالتين لم ينجح العدوان السعودي إلا في تسليم رقابنا ورقبة الحكم والغلبة لأنصار الله، وهم هم وضميرهم.
وللمفارقة: بدأت هذه الحرب ومقدماتها والحوثيون يطالبون القوى السياسية بالاعتراف بهم، ووصلت شهرها الثامن والعالم يطالب الحوثيين بـ”الاعتراف” بالقوى السياسية!!
لذلك لا أستبعد لمحمد عبد السلام، الذي أعلن اليوم التوجه إلى مسقط تمهيدا للمفاوضات؛ أن يردد بينه وبين نفسه عند لقائه بمفاوضي الطرف الآخر: سبحان الذي سخرلنا هذا..
فعلاً يا صاحبي: والأنعامٓ سخرها لكم..