الخبر وما وراء الخبر

خطورة الحرب الناعمة

72

بقلم / عبدالسلام ثورة

وسائلُ الإعلام والاتصالات هي الأمر المباشر الذي تستخدمه اليوم تحالف العدوان البربري بقيادة أمريكا وإسرائيل على الشعب اليمني..

حربٌ ناعمةٌ في أوسع نطاقها بعناوين مختلفة (فايس بوك، تويتر، ووسائل الاتصال المختلفة، والتلفزة، والقنوات الفضائية العالمية، وهكذا)، أي أنَّ وسائل الإعلام والاتصال لها وظيفة التكرار للقصة التي تريد تحالف العدوان نشرها، وضخ المعلومات الكثيفة والترويج الاعلامي الكبير مثال ع ذلك (معركة الساحل الغربي)..

وذلك من أجل أن تؤثر على بعض الشخصيات وعلى الناس، وأن يصبح ما تنشره هذه الوسائل هو الحقيقة التي يجب تبنيها والتعويل عليها..

والإعلام الغربي الصهيوأمريكي يروّجون للحرية من خلال الفساد والانحلال والطريقة المبتذلة في اللباس، والأداء المفضوح في العلاقات بين الجنسين، وبشكل إباحي ومثير للغرائز، فإنما يريدون إثارة الغرائز والأهواء ليخرج الإنسان من ضوابطه وقواعده الثقافية والأخلاقية والدينية، وعندها يتحكمون بمشاعر وتوجّهات الإنسان كيفما شاءوا، فيعطلون استقامته واتجاهاته الإيجابية ليسلك طريق الانحراف والأفكار الضالّة التي يقودونه من خلالها!

وتلاحظون أيضاً في كثير من الحالات، عندما يحصل ضخٌ إعلاميٌ مكثف لحادثة بسيطة وعادية فتصبح حادثة العالم، بينما تجري جرائمَ وحوادثَ خطيرة تمر في نشرات الأخبار كخبرٍ عادي لا قيمة له، كأن يُجرح أمريكيٌّ في بلدٍ في العالم في مقابل أن يقتل الآلاف بقصفٍ جويٍّ ومدفعي بأدوات الاستكبار، فيكون الخبر الأول في العالم هو جرح الأمريكي، ولأيام عدة، مع كل التفاصيل التي تحيط به، بينما يمر الخبر الآخر بشكل عادي وطبيعي ولمرة واحدة فقط، فإذا ما أُثيرَ من بعض الجهات أو وسائل الإعلام، تمت محاصرته سياسياً وإعلامياً فيختفي مجدّداً من التداول!

إذاً تُستخدم وسائل الإعلام والاتصالات من أجل ضخ المفاهيم والمعطيات التي تؤدي إلى تغييب التفكير الصحيح، وإثارة الغرائز والمشاعر، وتوجيه الناس، وهي من أساليب ووسائل القوة الناعمة المؤثرة اليوم..

في عملية المواجهة، يجب علينا أن تكون وسائلُنا الإعلامية أقوى وأهمَّ وأوسعَ وأشمل من وسائلهم الإعلامية..

وأن نُظهِرَ للعالم مظلومية الشعب اليمني ومدى همجية وجرائم تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي على الشعب اليمني من قتل الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية والقصف الهستيري، وهتك العرض والأرض والإنسانية..

أخيراً..

لا زالت مناخات الشرف والعزة والكرامة والإيمان والمواجهة في الجبهات والتنكيل بالغزاة والمعتدين تشكل عوامل مساعدة لتأثير وسائلنا في مواجهة التحديات.