الخبر وما وراء الخبر

السلاحُ الذي يجلِبُ لنا النصر

53

بقلم / علي الشرفي

في حِسْـابِ العسكريين وخُبَراء السلاح أن قوةَ السلاح وكذلك التكتيك العسكري والخِبرة العسكرية هي من تجلب الانتصار والغلبة؛ ولذلك يحشُدُ الخصمُ ضد خصمه أعتى السلاح وأقواه وأمنعه بما يمكّنه من المواجهة والصمود أيضاً وحسم المعركة، بل إن بعضَ الحكومات تعطي أهميّة السلاح قبل الغذاء لشعوبها وتعلن أحايينَ كثيرة التقشفَ الغذائي، بينما نجدُ ميزانيةَ السلاح ثابتةً، وما نراه اليوم من سباق تسلح واضح ومعلَن سواء على المستوى الدولي أَوْ حتى الإقليمي شاهدٌ على ذلك الحساب.

قد أتفِقُ مع خبيرٍ عسكريٍّ أن السلاحَ هو عاملٌ مهمٌّ في حسم المعركة، لكني لا أوافقه الرأيَ أن ضخامة العتاد العسكري وتطوره وكذلك خبرة الجيش وتدريبه الخاص هو من يحسم المعركة، إذ الوقائع والأحداث الكثيرة تتعارض وهذا القول، فكم دول عظمى وامبراطوريات سقطت وانتهت وتلاشت ولربما رأى سقوطَها واندثارَها بعضُ دُهاة السياسة العسكرية والباحثين في غير المعقول والمنطقي بناءً على معطيات القوة والضعف وكذلك الجغرافيا والعوامل الأُخْـرَى التي بها تقاس المواجهات العسكرية ويتم على ضوئها الإشارة بالبنان للكفة التي سترجح.

وعلى هذا الحساب بنت أمريكا حساباتِها في التعامُلِ مع الشعب اليمني بدءاً من الحرب الأولى فالثانية إلى السادسة حيث كانت عسكرياً متأَكَّـدةً أنها ستنهي المعركة لصالحها بعد أن زَجَّت بالجيش اليمني لعدة جولات من الحروب؛ بناءً على المعطى أن الجيشَ اليمني مقاتلون أشداء ثم عزّزته بالجيش السعودي في الجولة السادسة والمعروف بترسانته العسكرية الحديثة والضخمة وكذلك تدريبه الخاص على يد مدربين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وحتى إسرائيليين وذلك بعد خسارتها الفادحة خلال الجولات السابقة عسكرياً وجغرافياً، وفي الحقيقة لم يكن يخفى على المشاهد والمتابع للشأن اليمني خلال تلك الفترة حالة الاندهاش والذهول فكلما كان ذلك العدوان يمعن في القتل وسفك الدماء والتدمير والقصف الهمجي والمتوحش والإبادة لكل شيء كان المشروع القُـرْآني وحملته يظهرون أكثر قوة وصموداً بل ويحقّـقون انتصاراتٍ مذهلة وصلت إلى حدِّ الفتوحات، وقد كانت السلطة مع جارة السوء السعودية وكذلك أمريكا مع كُـلّ هزيمة يتلاومون فيما بينهم.

الجديدُ في هذا العدوان الشامل أن تحالفَهم في الحروب السابقة كان ثلاثياً اليوم أصبحَ مكوَّناً من 17 دولة على رأسها دول الكفر والاستكبار، والأشدُّ غباءً أن سياستَهم العسكريةَ هي نفسُها ولا زالوا حتى اليوم يظنون أن حداثةَ السلاح وضخامة فتكِه بالأطفال والنساء هو من سيجلبُ النصرَ وهم اليوم على مشارف انتهاء العام الرابع ولم يكونوا أبداً يخططون لهكذا مدة يقضونها في مستنقع اليمن، لم يكونوا مطلقاً يظنون أن طفلاً سيخرج من بين أنقاض مدرسة في صعدة، وطفلة من بين انقاض منزلها في صنعاء، ليصرخوا بالموت لأمريكا ولإسرائيل وهم مضرجون بدمائهم، لم يكونوا يتوقعون أن أماً أَوْ أباً فقد أسرته بالكامل يحمد الله على أنه كشف بدماء وأشلاء أسرته وحشية أولئك القوم المجرمين، ولم يكون في حسابتهم العسكرية أن مدرعة بحجم تلك المدرعات الأمريكية الصنع ستحصدها ولاعة يمنية لا يتجاوز سعرها الخمسين ريالاً لم يكونوا يحسبون أيضاً أن حجارتنا ستتحول سلاحاً.. ولا زالوا حتى اليوم يبحثون عن ذلك السلاح الذي به ينكلون ويطاردون وتنسف قلاعهم وتدمر حصونهم.

أيها الحمقى الذين طال عليهم الأَمَدُ سأكشف لكم سراً لتعرفوا سلاحَنا الذي به نحسم المعركة وبه سننتصر إن شاء الله، لستم بحاجة لأكثرَ من زيارة لكِتاب الله وقراءة آيتين فقط من سورة المائدة وهي رقم 55 و56 وبها ستعرفون سلاحناً؛ ولأنني أعرفكم أنكم لا صلة تجمعكم بكتاب الله ولكي لا تنجسوه فسأنسخها لكم هنا قال تعال {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56} المائدة.