لا يوجد في اليهود والنصارى ما يدفع ويشجع على توليهم
القلب الفارغ من هدي الله ومما يرشد إليه الله سبحانه وتعالى هو من سيكون ضحية ؛لهذا جاءت الآية {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}(المائدة: من الآية52) بعد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}(المائدة: من الآية51) .
هم لا يتولونكم بل إنما يتولى بعضهم بعض، فما لكم ولموالاتهم!. ما الذي يدفعكم إلى موالاتهم؟!. ما الذي يجذبكم إلى موالاتهم؟!. هل هناك من جانبهم شعور بعاطفة؟ بميل؟ بمودة نحوكم؟. حتى تبادلوهم نفس الشعور؟. لا. قال الله في آية أخرى {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}(آل عمران: من الآية119) .
فهؤلاء إنما يتولى بعضهم بعضاً، فهم لا يتولونكم، ولا يمكن أن يبادلوكم هذه المشاعر الحسنة التي تنطلق منكم نحوهم، فما لكم ولتوليهم؟!.
كم يعمل القرآن الكريم على أن يبغّضهم إلينا، وأن يبين بأنه ليس هناك أبداً، أبداً ما يمكن أن يشدكم نحوهم.. فلماذا؟.
الله يدفعنا عنهم ونحن نريد أن نلحق وراءهم دون أن يكون هناك أي وسيلة جذب من جانبهم نحونا فننجذب لها إليهم، لا يوجد شيء، لا تعامل حسن، لا مودة، لا احترام متبادل، لا صدق، لا وفاء، لا أمانة، ولا شيء . هم فقط كتل من الحقد، كتل من العداوة، {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}(آل عمران: من الآية119) . [سورة المائدة ـ الدرس الاول]