الخبر وما وراء الخبر

رد الفعل المكافئ

42

بقلم / حمير العزكي

يظل غياب رد الفعل المكافئ في مقدار الاثر سببا رئيسا لاستمرار الفعل بل وتمادي الفاعل لما هو اشد قسوة وأبلغ جراة في افعاله التالية وفي وحشية وهمجية جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن المتعاظمة الفظاعة والمتعالية الوتيرة دليل على غياب رد الفعل المؤثر استراتيجيا والرادع تكتيكيا وهذا مايدفعهم للمزيد والمزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين ومجازر الإبادة الجماعية بحق الإنسانية.

ورد الفعل المكافئ والمطلوب لوقف تلك الجرائم الوحشية وضمان عدم التفكير باقترافها مجددا يتحقق في اتجاهين : رد الفعل الخارجي و رد الفعل الداخلي ويتمثل رد الفعل الخارجي المفترض في مواقف الشعوب والدول والهيئات الاممية والمؤسسات الدولية والمنظمات الانسانية الرافض اولا ثم المستنكر ثم المُدِين ثم اخيرا الضاغط بشتى الوسائل المتاحة سياسيا وقانونيا وانسانيا لوقف هذه الجرائم والمجازر ومحاكمة الجناة المجرمين وتحقيق العدالة للضحايا.

ولكن…!! ونظرا المبالغ الضخمة والرشاوى الهائلة التي تدفعها قوى العدوان لكل أولئك المعنيين بات رد الفعل الخارجي مفقودا وباهتا في أفضل حالاته وواقع حال اليمنيين يؤكد عدم التعويل على مواقفهم الصفراء المشينة لتاريخ البشرية والمخزية للقيم والمبادئ الإنسانية والفاضحة لزيف الادعاءات الحقوقية ولا يُعذر حقا لهذا الغياب المتواطئ عليها سوى الانسان في كل الشعوب والذي حجب عنه الاعلام الممول خليجيا والموجه صهيونيا وامريكيا حقيقة مايحدث في اليمن.

وبالنسبة لرد الفعل الداخلي والذي تجعله مكافئا للفعل بل واقوى منه ثقتنا بالله واعتمادنا عليه وعدالة قضيتنا ومظلوميتنا، فيتمثل في عدة جوانب لوتم التحرك فيها كما يجب لتوقف العدوان وارتدع عن ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية، الجانب الشعبي والذي لو قرا العدوان ترجمة مشاعر غضبه وقهره في صورة نفير عام وعارم باتجاه الجبهات للاخذ بالثأر لضحايا كل مجزرة وجريمه من المعتدين ولاشك سيأخذونه بالسلطان الذي منحه الله للمظلومين .

وتظل المطالبات الشعبية برد الفعل العسكري دون القيام بواجبات دورها المذكور آنفا مجرد تخلي عن المسؤولية، المسؤولية التي يحملها الجانب العسكري بكل أمانة واقتدار والذي نحثه هنا لمواصلة مسيرته في قهر المستحيلات وانجاز الإعجاز في قلب معادلات التصدي والردع والرد العاجل وفق المعطيات والامكانيات المتاحة والمتوفرة، إلى ان استخدام الجيش واللجان الشعبية وكافة الوحدات العسكرية لطاقاتها القصوى سيستدعي تصعيدا اكبر ومالم يكن تحركنا الشعبي موازيا ومواكبا ومستعدا لمواجهة ذلك التصعيد فربما لن تتحقق الاهداف المطلوبة.

واما رد الفعل السياسي المطلوب داخليا فأيسره تعليق أي مشاورات او مفاوضات او حتى لقاءات مع الأمم المتحدة حتى تقف الموقف الطبيعي لها من هكذا جرائم و السعي الحثيث للتواصل مع القوى العالمية الحرية المناهضة للهيمنة والاستكبار والأحزاب السياسية المعارضة لسياسات دول العدوان لخلق توجهات ضاغطة على الحكومات التي تشارك ترعى وتبارك وتدعم وتؤيد العدوان وأيضا الحكومات المتواطئة بالصمت عن جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بصورة مستمرة.

واخيرا يأتي الدور على رد الفعل الإعلامي المطلوب والذي يتقاطع ويلتقي مع جميع ردود الأفعال الداخلية الأخرى وعليه تقع مسؤولية ايصال رسائلها ، فلا احد يمكنه ان ينكر حالة التعتيم الإعلامي التي تفرضها قوى العدوان السعودي الأمريكي وتضخ المليارات لإطالة مداها وكذلك محاولاتها لإبقائنا في عزلة عن العالم وللأسف الشديد فإن اعلامنا موجه إلى الداخل وبنسبة بسيطة للمحيط الاقليمي القريب ولذلك علينا ان نخلق اعلاما موجها إلى العالم بلغاته ابتداءا بمنصات التواصل الاجتماعي وتفعيل مخرجات كليات اللغات للنشر والترجمة بالإضافة إلى الاهتمام بلغة الميديا والصورة و الكاريكاتير لانها مختصرة ومعبرة و في الغالب ابلغ من آلاف الكلمات .