مابين قانا وضحيان
بقلم | فؤاد الراشدي*
جريمة تفوق مجازر العدو الصهيوني بشاعة فإسرائيل شر محض كما قال السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه، لكن شر من الشر المحض مَن هو سادن للبيت الحرام وخادم له ويقترف هذه المجزرة الرهيبة لأطفال لم تتفتح براعم زهور حياتهم بعد ،صحيفة أعمالهم لازالت بيضاء كانوا يتطلعون إلى صباح الأمة المشرق الذي يسوده العدل والسلام وإذ بقاذفات الحقد والإجرام تنفث جحيمها لتحيل أجسادهم الصغيرة إلى أشلاء مقطعة وجثث متفحمة.
لم يندمل جرح مجازر صبرا وشاتيلا وجرح مذبحة دير ياسين ومجزة قانا وغيرها من المجازر الصهيونية وإذ بالسعودية وحلفائها تنكأ جراح الأمة من جديد وتثير لهيبها بمجزرة ضحيان.
إن المتأمل في مجازر العدو الصهيوني وما رافقها من تغاضي غربي وصمت عربي يلاحظ اليوم أن المسار واحد وأن المخطَط والمخطِط واحد وأن المشروع والمشرع واحد لكنهم في السابق كانوا يذرون في عيون الشعوب الرماد ويخدرونهم بالشجب والإدانات وووو .
المؤلم اليوم وبشكل يدمي القلب هو صمت شعوب أمتنا وتعاميهم عما يجري ليس في اليمن والذي حقق العدو ما يريده من تضليل في حربه عليه،
بل عما يجري في فلسطين من مؤامرة عليها وعلى تهويد القدس وصفقة القرن والتطبيع مع أنظمة عربية وإسلامية فباعتقادي ليس أهل فلسطين سوى مسلمين يتعبدون الله بمذهب أهل السنة ولايستطيع أحد وصمهم بالرفض وبأداة إيران حتى تسكت الشعوب العربية ويتغاضى المسلمون الذين معظمهم سنة.
اليمن اليوم عموما وصعدة خصوصا تدفع ثمن خروجها من الفلك الأمريكي والمسار الصهيوني وهذا هو مهر حريتها وكرامتها التي ستلبس ثوبيهما في القريب العاجل..
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهرُ
ودماء الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء وأبرياء ستكون سيلا جارفا يجرف عروش الطغاة ويجتث أصولهم ويستأصل شأفتهم وستكون غيثا وربيعا على المستضعفين والمحرومين والكادحين والوالهين والعاشقين للعزة والكرامة.
هذه المجزرة تبيّن مدى ألم العدو الذي لم يستطع ضبط نفسه فأصبح يتصرف بهستيريا إذ جعلته الضربات الأخيرة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير يفقد السيطرة على تصرفاته،
بينما يتمتع جيشنا الباسل ومجاهدونا الأبطال بالثبات وبرؤية للقيادة واضحة وامتلاكٍ لزمام المبادرة فلم تتصرف بردات فعل هوجاء وإلا هناك منشأات مدنية وأسواق وووو في متناول يد القوة الصاروخية لكن القيم والدين والعرف والإنسانية تمنع من ذلك.
اليمنيون جيشا وشعبا وقيادة انتصروا من أول يوم انتصروا للأخلاق وللقيم وللرجولة والشهامة وانتصروا للدين المحمدي الأصيل الذي من قيمه لاتقتلوا طفلا ولا امرأة ولاتجهزوا على جريح وووو
فحسبكمُ هذا التفاوتُ بيننا
وكل وعاءٍ بالذي فيه ينضحُ
فلاتتسرعوا ولاتفرحوا بقتلكم الأطفال فكل يمانية ولادة للأحرار الذين يأبون الضيم ولايقبلون الذل،
لاتفرحوا فسلاح الجو المسير لم يقم سوى بعملية تسخين، فنشاطه الحقيقي لم يبدأ بعد والقوة الصاروخية ستكون بعد اليوم أهدافها أعلى وأقوى،
فانتظروا إنا معكم منتظرون فمانراه غير ماترونه
إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
———————————
*عضو الأمانة العامة لتنظيم مستقبل العدالة