الخبر وما وراء الخبر

نساء اليمن للعالم: أسلكوا الطريقَ الذي يضمن لكم علاقة مع أنبل الشعوب

70

بقلم / طالب الحسني

اليمنُ يشهَدُ تحولاً كبيراً في الوعي الجمعي، أَوْ بالأحرى يعود مجدداً إلى نزعته الثقافية والفكرية وهويته، بعد أن كان قد تعرَّض للسرقة وعبّـر عنه مَن لم يكونوا يمّتون إليه بصلة، أدنى ما يمكن أن يقالَ عن المسيرة النسائية الحاشدة التي خرجت بالأمس إلى ساحة باب اليمن؛ تنديداً باستمرار جرائم العدوان السعودي الأمريكي.

ثلاثَةُ مواقف في هذه المسيرة رسمت المشهدَ كاملاً، الحضورُ الكبيرُ رغم الظروف القاسية، والتنظيمُ الدقيقُ وترتيبُ المسيرة على مستوى التجمُّع في العاصمة صنعاء وفي ساحة باب اليمن، وهذا الأمر حصل في أيام بسيطة ـ أعني عملية الترتيب والتخطيط والتنظيم، ترتيب فعالية مثل هذه كانت تأخذ وقتاً أطولَ وجهداً أصعبَ.

الموقفُ الآخر، كلمة الدكتورة حليمة جحاف، من يعيد متابعة الكلمة من أول حرف إلى آخر جملة سيجدُ أنه أمام شموخ منقطع النظير للمرأة اليمنية ودورها النضالي والتحرّري والاستقلالي، ذلك ما قامت عليه المجتمعات الثورية النهضوية في البلدان التي شهدت ثوراتٍ مشابهةً، وكانت المرأة شريكاً قوياً وفاعلاً اجتماعياً وسياسياً وفكرياً واقتصادياً وتعبوياً.

إننا نعود فعلاً إلى جذورِنا الأصيلة، وكثيراً ما نشعُرُ أننا ابتعدنا طويلاً عن هُويتنا، إذَا قرأتَ كتاباً تأريخياً، قارنه بالفترة الزمنية التي مضت، ستجد نفسَك تقرأ كتاباً يحتاج المجتمع اليمني أن يعود إليه، ها هو اليوم قريباً كثيراً من المثالية اليمنية

الموقف الثالث بيان المسيرة، الذي قرأته عضو المجلس السياسي لأنصار الله الأستاذة أخلاق الشامي، وتأملوا في تفاصيله كخريطة واعية للحدث ولتداعياته ولما يجبُ أن يعتمل الآن، بالإضافة إلى التذكير بأن هذا الشعبَ ليس صامداً فحسب ومكتوفي الأيدي تجاه عدوان غاشم وغير أخلاقي، وإذا اكتفيتَ بنقل هذه الجملة من البيان ستكونُ كافية لتلخيص أن اليمن صعب.

إنَّهُ اليمنُ في الطريق إلى تحويل المنطقة، تقول الفقرة: (رسالة نخاطب بها العالم المتفرج على ما يحدث في اليمن، حكوماتٍ ومنظماتٍ وشعوباً.. أين أنتم من كُـلّ الجرائم التي تحدث لنا ولشعبنا؟!، أين هي قوانينُكم وشرعتُكم الدوليةُ التي قُلتُم زوراً إنها تحمي النساء وحقوقَهن؟ أين هي إنْسَانيتكم التي تشدقتم بها لسنوات وسنوات عندما استبيحت الأرض وانتهك العرض؟! أم أن المال قد أعمى ضمائرَكم وأبصارَكم فبات ما ترونه أمراً يمكنُ السكوتُ عليه ما دام المرتكب لهذه الفظائع هي السعودية والإمارات، تلك البقرات الحلوب لسيدتكم الشمطاء أمريكا؟.

إنَّ نساءَ اليمن تطالب الأُمَـم المتحدة وكُلَّ الجهات الإنْسَانية المعنية بحقوق الإنْسَان وكلذَ الشعوب الحُـرَّة في هذا العالم أن يقوموا بدورهم الصحيح تجاه الشعب اليمني، وأن يرسلوا لجان تحقيق في جرائم العدوان بحق الشعب اليمني منذ أربع سنوات، وأن يسلكوا الطريق الذي يضمن لهم علاقاتٍ مستقبليةً جيدةً مع أنبل شعوب الأرض وأكرمها وأغناها برجاله).

نعم عليكم أن تنظروا لمستقبلِكم مع أطهر وأنبل شعوبِ المنطقة والعالم.