زمن سلاح الجو المسير
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
إنه زمن سلاح الجو المسير ، المرحلة مرحلة الطائرات المسيرة اليمانية ، لا صوت يعلو فوق صوت أزيزها ، وضربات صواريخها التي تبعثر جموع الأعداء ، وتدمر مدرعاتهم ، وتحرق آلياتهم ، وتحيل حياتهم إلى جحيم ، وتصيبهم في مقتل ، ما بين الفينة والأخرى كنا نسمع عن ضربات هنا وهناك لطائراتنا المسيرة ، ولكننا اليوم ومع اشتداد جبهات القتال واستعار المعارك والمواجهات ، وخصوصا مع اشتعال جبهة الساحل الغربي ومحاولات الغازي الإماراتي وفلول الارتزاق والعمالة احتلال الحديدة وبسط نفوذهم عليها ، شاهدنا حضورا لافتا ومكثفا لسلاح الجو المسير في مختلف الجبهات بصورة شبه يومية ، حيث تحولت الضربات الجوية لطائراتنا المسيرة إلى برنامج يومي يسقى من خلاله الأعداء كؤوس المنايا ، ويتجرعون السم الزعاف.
هذه الطائرات التي لن يكون آخرها طائرة صماد 2والتي أنجزت مهمة في غاية الأهمية وفي منتهى الدقة باستهدافها مصفاة شركة أرامكو في عاصمة العدوان الرياض ، هذه الضربة الموجعة والمؤلمة التي أصابت هدفها بدقة عالية وسط حالة من الذهول في الأوساط السعودية ، حيث ذهبت وسائل إعلام العدوان للحديث عن حريق ناجم عن ماس كهربائي كان السبب وراء الحريق الذي نشب في مصفاة أرامكو للتغطية على الضربة الجوية المسددة التي تعرضت لها المصفاة المستهدفة كما هي العادة في كل مرة تتعرض فيها المنشآت الحيوية السعودية للاستهداف بواسطة الصواريخ البالستية قبل أن تدخل الطائرات المسيرة خط المواجهة وتتحول إلى عنصر أساسي ضمن قوة الردع اليمنية.
ومن الرياض إلى الجوف وصرواح وعدن إلى جبهات الساحل الغربي تواصل طائراتنا المسيرة عملياتها الهجومية التي تدك تحصينات الأعداء ، وتستهدف تجمعاتهم ، وتدمر آلياتهم ومعداتهم ، وتسهم في قطع خطوط إمدادهم ضمن معركة النفس الطويل ، معركة التحرر والاستقلال وتطهير البلاد من دنس المحتل الغازي السعودي والإماراتي ومن لف لفهم من مرتزقة الداخل والخارج ، ومع كل ضربة تزداد ثقتنا بالله أولا وبقدرات وعقليات مغاوير التصنيع والتطوير الحربي ثانيا ، ونتطلع نحو المزيد من الإنجازات التي من شأنها ردع الغزاة والمحتلين وتنكيس راياتهم وإحباط مؤامراتهم وإفشال مخططاتهم .
إنجازات تضاف إلى رصيد سلاح الجو المسير الذي بات اليوم مضربا للمثل ومصدرا للقلق والخوف والذعر الذي لن يتوقف مهما حصل ، وستتواصل عملياته وضرباته المظفرة في مختلف الجبهات ولن يكون هنالك أي موقع للأعداء بمأمن عن قصف طائراته المسيرة بعد اليوم ، وبما أن صماد 2قد وصلت إلى الرياض بسلامة الله وحفظه وقامت بواجبها وزيادة ، فإن القادم سيكون أعظم وأشد وأقوى بإذن الله ومشيئته ، وهذا هو ما يوهن العدو ويثير فيه حالة الخوف والقلق وهو يترقب ما الذي يحضر له أبطال اليمن من مفاجئات جديدة في سياق معركة النفس الطويل التي ظن العدو بأنها في متناول اليد ،وسريعة الحسم ، ومضمونة النتائج ، قبل أن يواجهوا ما لم يكن في الحسبان .
بالمختصر المفيد، سلام على سلاح الجو المسير ، سلام على ضرباتهم الموجعة ، وعملياتهم المسددة ، وإنجازاتهم المبهرة ، إنه زمنهم بامتياز ، ومرحلتهم بلا منافس ، هم فخرنا ومصدر عزتنا ، وبهم تكسر هيبة وغطرسة الأعداء ، ونتطلع للجديد والمزيد من الإنجازات والتحولات التي من شأنها تغيير معادلة الصراع على طريق تحقيق النصر المنتظر بفضل الله وتأييده .