الخبر وما وراء الخبر

لن يستطيع العدوان طمس الآثار المحمدية.

72

بقلم / ياسمين الجنيد

ليتوقف الزمن برهة، ليعود إلى الوراء قليلاً، لنتذكر ما حدث في شهر يوليو من العام 2016م، وتلاه ما حدث بالأمس من خطب جلل لم يفارق مخيلتي حتى اللحظة لإنُاس لم يرتكبوا أي جريمة، فقط كان ذنبهم أن ولائهم لله ورسوله وآل بيته، و جرمهم أن لهم موقف مشرف ضد عدوانٍ غاشم.

قُتلوا بلا ذنب، أُحرقت منازلهم، لم تبق َمنطقة سكنية لم تسلم من قصف الطيران لتستهدف الحياة فيها، وتمزق الأشلاء بعد حصارٍ مطُبق لأكثر من عامين.

عن ماذا أتحدث، وكيف يسعفني الكلام، هل عن أناس ماتوا لِتنبش قبورهم ويُمثل بجثثهم، هل عن أناس لم يكتفوا بقتلهم بل قطعت أيديهم وأرجلهم، أم عن فتاةٍ قُتل توأمها..؟!، نعم هم آل الجنيد في قرية الصراري، من تعرضوا للتهجير وإرتكِبت بحقهم جرائم الإبادة بدمٍ بارد.

مسجد أثري كان المترس فيه منهج الإمام الحسين عليه السلام يتوافد إليه الناس من كل مكان، درس فيه طلبة العلم شتى أنواع المعرفة، أُقيمت فيه الرجبية “جمعه رجب” والشعبانية “منتصف شعبان”، وكثير من الموالد، فجروه بحجة المجوسية ليطمسون الآثار المحمدية من قبل الوهابية المتمثلة بحزب الإصلاح.

نُهبت الأموال، دُمرت المكتبة المحمدية التي تزخر بعلوم المعرفة والحضارة، حالت الرصاص بين حسينية ترى قرة عينها جريحاً فلا تستطيع إسعافه، ليرتقي إلى جوار ربه شهيداً. حسينية هي الأخرى يُشنق قرة عينها ومثلت جثته أمام عينيها الدامعتين، مواقفٌ أعادت لنا حادثة الكرب والبلاء، التي يترجمها منافقي هذا التحالف ويجسدونها قتلاً وسحلاً.

فيا من اخرستكم الأموال القذرة، ويا من تتحدثون عن الإنسانية، إذا سكتم ستتكرر المجازر ،سيُهلك الحرث والنسل، ستنتهك الحرمات، ستذهبون في هباء التاريخ، من سيذكركم، ولم ولن يكن السكوت حلاً، فلا بد للتاريخ أن يخلد مواقف وصمود أبناء هذه القرية، وستبقى هذه الحادثة خالدة لا يطؤها النسيان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.