نعم هم من صنعوه..
بقلم /محمد عايش
يا عاصفة حزم الكرامهْ و”الرسالهْ” والسُننْ
هيّا احرقوا اذناب “المجوس” ومن يناصرهم بعدْ
دكّوا معاقل “عصبة الشيطان” “عبّاد الوثنْ”
حطوا عليهم مثل يوم الله في بدر واحدْ
* من قصيدة/ شيلة “لبيك ياسلمان” للداعية السعودي عايض القرني، وهي قصيدة تلاقي رواجا كبيرا في فضائيات السعودية والخليج وفي أوساط دعاتهما ومشائخهما .
وبغض النظر عن كونها قصيدة تؤكد البعد الطائفي المؤكد أصلاً لهذه الحرب؛ أشتي أستخدم اللغة الدينية نفسها وأقول لعيال الهرمة حاجة:
حتى بدر وأحد، وغيرها مماتتباهون به أو تهددونا بمثله، اليمنيون هم من صنعوه..
نعم هم من صنعوه..
لم يخض النبي “بدراً” إلا بعد أن استأذن منا وبعد أن تأكد أننا سنقف معه ولن نخذله فيها:
تقول الرواية المعروفة جدا والمُسلّمة جداً، عن لحظة اتخاذ قرار معركة بدر:
قال أشيروا علي أيها الناس، فتكلم أبو بكر وعمر وغيرهما، لكنه لم يلتفت لكلامهم و كررها: أشيروا علي أيها الناس، فوقف سعد بن معاذ الأنصاري “اليماني” وقال: كأنك تقصدنا يارسول الله؟ قال: أجل، قال: امض بنا يارسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد”.
لولم يكن اليمنيون، الذين تذبحونهم الآن بطائراتكم لأنهم “مجوس”؛ لما كان الإسلام.
ولو لم تكونوا أنتم، وأنتم تدَّعون الغيرة على الإسلام، لما كان المواطن المسلم مهاناً الآن أو مطلوباً للأمن في كل بلاد الله.
نحنٰ:
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الحشر)
وأنتم:
الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (التوبة).
هكذا كنا ولازلنا
وهكذا كنتم وستظلون
ولأنكم خذلتم نبيكم في حينه تحاولون التعويض بـ”جهادكم” المتأخر وبـ”وهابيتكم” التي لا تقل غَلافةً وصلافة عن غلافة وصلافة “المخلفون من الأعراب”؛ أو آبائكم الأولين.
ولذلك حولتم الإسلام إلى مهزلة المهازل في عالم اليوم..
وليس هو المهزلة بل أنتم..
فاليد اليمنية وصلت بالإسلام إلى أقاصي آسيا باستخدام البخور واللبان وأقمشة النساء..
فيما أنتم تقضون على ما تبقى من أمنٍ للمسلمين أنفسهم، عبر نسف أنظمتهم ومجتمعاتهم، أو عبر شحن المتفجرات إلى أوروبا في مؤخرات مجاهديكم (الفاروق النيجيري وقصته نموذجا)!!
وهذا، يامعشر العاهات، هو معنى أن الأعراب “أجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله”
القرآن يصفكم بأنكم جديرون بالغباء وعدم الفهم.
إنه، وربي، لم يقل غير الصدق، ولو كان هناك إعجاز علمي حقيقي في القرآن فهو في هذه الآية، و حرفياً.
والدليل؛ مليون دليل، من جهاد الأفغان إلى قصيدة القرني، ومن أحداث ١١ سبتمبر إلى عاصفة الحزم إلى أحداث ١٣ نوفمبر، وإلى مالايتسع الوقت لذكره من جرائم مردّها الغباء، وفظائع أصلها غلظة العقول وبؤس الطباع.